بيروت - هز انفجار ضخم العاصمة اللبنانية بيروت، الثلاثاء، سمعت أصداؤه في كل أنحاء العاصمة حيث سجل في حصيلة أولية سقوط 10 قتلى والعشرات من الإصابات حسب ما أعلن مصدر أمني لبناني. وقال مصدر أمني لبناني وآخر طبي إن عشر جثث على الأقل نُقلت إلى المستشفيات في أعقاب الانفجار الضخم الذي وقع بمنطقة ميناء بيروت. ولم يعرف بعد سبب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وشوهد دخان كثيف في سماء العاصمة. وفي تعليقه على الانفجار، قال مدير الأمن الداخلي اللبناني عباس إبراهيم إن الانفجار وقع في منطقة بمرفأ بيروت بها مواد شديدة الانفجار وليس متفجرات، كما دعا إلى عدم استباق التحقيقات بشأن سبب الانفجار. ونقل عن وزير الصحة اللبناني حمد حسن قوله إن "حجم الأضرار كبير وأعداد الإصابات مرتفعة جدا" جراء الانفجار الذي وقع في وسط العاصمة بيروت. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن حريقا كبيرا اندلع في العنبر رقم 12 بالقرب من صوامع القمح في مرفأ بيروت، في مستودع للمفرقعات، وسمع دوي إنفجارات قوية في المكان، ترددت اصداؤها في العاصمة والضواحي. وقالت مصادر إعلامية إنه تم تسجيل العشرات من الإصابات في أحد مستشفيات بيروت نتيجة الانفجار، وأشارت مصادر أخرى إلى أن الانفجار خلف أضرارا كبيرة بالمباني القريبة من مرفأ بيروت بما فيهم منزل رئيس الوزراء السابق سعد الحريري. ويتزامن الانفجار مع موجة احتجاجات واسعة في لبنان في ضوء الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، إضافة إلى قرب موعد نطق المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمحددة للنطق بالحكم في قضية اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري قبل نحو 15 عاماً. وأقفلت القوى الأمنية كل الطرق المؤدية إلى مرفأ بيروت، ومنع الصحافيون من الاقتراب. ولم يسمح إلا لسيارات الإسعاف والدفاع المدني بالمرور. وكان أقرباء موظفين في المرفأ يجادلون القوى الأمنية مصرين على دخول حرم المرفأ للاطمئنان إلى أقربائهم. وشوهد دخان كثيف يتصاعد من مكان الانفجار. وأصيب السكان بالذعر. وتردّد دوي الانفجار في كل أنحاء العاصمة، وصولا إلى مناطق بعيدة عنها. كما أفاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان (240 كلم) عن سماع صوت الانفجار. ونقلت وسائل إعلام محلية أن سبب الانفجار حريق في مستودع للمفرقعات. لكن أي مصدر رسمي لم يؤكد ذلك. وشوهد العشرات من الجرحى يصلون إلى مستشفى أوتيل ديو في الأشرفية في شرق بيروت، بينهم أطفال. وكان عدد كبير منهم مغطى بالدماء من رأسه حتى أخمص قدميه. وفي منطقة الأشرفية، كان أشخاص كثيرون يسرعون سيرا إلى مستشفيات. وأمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج. كما شوهدت سيارات متوقفة ومتروكة في وسط الشارع القريب من المرفأ وقد لحقت بها أضرار بالغة. كما لحقت أضرار بالغة بالمباني وتناثر الزجاج في كل مكان. وكتب أحد اللبنانيين على "تويتر" "حجم الصوت والهدير استمر لبضع ثوان، ولم اسمع مثله في حياتي". أقوى من 2005 وقالت امرأة في وسط العاصمة "شعرت بما يشبه هزة أرضية، ثم دوى الانفجار. شعرت بأنه أقوى من انفجار العام 2005 الذي قتل (رئيس الحكومة الأسبق) رفيق الحريري". ويفترض أن تصدر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد يومين حكمها في قضية اغتيال الحريري الذي قتل مع 21 شخصا آخرين في وسط العاصمة في انفجار ضخم نفذه انتحاري. ويشهد لبنان حاليا أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع تدهور في سعر العملة، وقيود على الودائع المصرفية، وتضخم وغلاء في الأسعار. بالإضافة إلى خسارة الآلاف وظائفهم. وقبل أسبوع، أعلنت إسرائيل أنها أحبطت هجوما "إرهابيا" وأطلقت النار على مسلحين عبروا "الخط الأزرق" الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل، قبل أن يعودوا إلى الجانب اللبناني. ونسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عملية التسلل إلى حزب الله اللبناني المدعوم من إيران والذي يتمتع بنفوذ واسع في جنوب لبنان. وردت إسرائيل بقصف عنيف على الحدود اللبنانية.
مشاركة :