أكدت مصادر يمنية رسمية، أمس، وفاة 20 شخصاً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، جراء استمرار هطول الأمطار الغزيرة وتدفق السيول الناجمة عنها ليرتفع إلى 41 عدد الوفيات جراء المنخفض الجوي المستمر منذ 25 يوليو الماضي. وتوفيت امرأتان وطفل جراء تهدم منزلهم بسبب الأمطار الغزيرة في منطقة وادي ظهر بمديرية همدان شمال غرب صنعاء التي شهدت تضرر وانهيار العشرات من المنازل بشكل كبير. وتحدثت المصادر عن انهيار أجزاء من السور الجنوبي الداخلي لمدينة صنعاء القديمة، وأشارت إلى نزوح عشرات الأسر من منازلها خوفاً من انهيارها جراء استمرار هطول الأمطار وتدفق السيول. كما نزحت عشرات الأسر من منازلها في مديرية ثلا بمحافظة عمران إثر انهيار السد المائي في منطقة «حبابة» القريبة من صنعاء. ولقي 17 شخصاً مصرعهم بينهم 8 أطفال، جراء السيول والأمطار الغزيرة المستمرة على محافظة مأرب، بحسب بيان صادر عن مكتب الصحة أكد أن 16 حالة توفيت غرقاً، فيما توفيت حالة واحدة نتيجة صاعقة رعدية. وقالت مصادر محلية لـ«الاتحاد» إن السلطات بدأت، بتصريف مياه سد مأرب بعد امتلائه بالكامل، وذلك للمرة الأولى منذ افتتاحه أواخر عام 1986، موضحة أن مخاطر تدفق السيول واجتياحها للتجمعات السكنية القريبة قائمة في ظل استمرار هطول الأمطار. وذكر تقرير عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين أن السيول الناجمة عن استمرار هطول الأمطار الغزيرة جرفت بشكل كلي وجزئي قرابة 2242 مسكناً للنازحين في محافظات مأرب والضالع وأبين. في وقت، قالت فيه مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في بيان على «تويتر» أن الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدتها محافظتا حجة والحديدة تسببت بأضرار طالت أكثر من 9000 عائلة، مضيفة أن فريقها في اليمن سارع لمساعدة آلاف الأشخاص وتوفير المواد الإغاثية، مثل المآوي والفرشات والبطانيات. إلى ذلك، شدد رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، على السلطة المحلية بمحافظة شبوة تكثيف الجهود للتعامل مع سيول الأمطار وإعطاء الأولوية للحد من تداعياتها على المواطنين. كما وجه بتنفيذ حلول عاجلة للمخاطر المحتملة جراء استمرار تدفق السيول الخارجة من سد مأرب، وتكثيف الجهود لإغاثة المتضررين جراء استمرار تدفق السيول، والاهتمام بأوضاع النازحين. واطلع رئيس الوزراء على الأعمال التي تم تنفيذها لشق وفتح طرق وممرات آمنة للمتضررين من سيول الأمطار والعواصف بمديرية صرواح، بعد ارتفاع منسوب مياه سد مأرب وفيضانها باتجاه الممرات المخصصة للمفيض، وشدد على السلطة المحلية بسرعة تقديم الإغاثة والمساعدات اللازمة للمتضررين من السيول في كافة مديريات مأرب، وعلى وجه الخصوص النازحين، بالتعاون والتنسيق مع شركاء العمل الإنساني، مثمناً الجهود التي تبذلها قيادة السلطة المحلية، وحثها على مضاعفة الجهود لتنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية والحفاظ على الأمن والاستقرار. ودعت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل نائب رئيس اللجنة العليا للإغاثة ابتهاج الكمال، منظمات المجتمع المدني الى تكثيف التدخلات الانسانية ومد المتضررين في تلك المناطق بالمساعدات الإيوائية والإغاثية. وشددت على ضرورة التدخل العاجل والسريع لمد المتضررين في محافظة الحديدة ومناطق الساحل الغربي بكافة الاحتياجات اللازمة، بعد الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها وتسببت بخسائر كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة وخسائر في الثروة الحيوانية والمساحات الزراعية، مشيرة إلى أن الحالة الإنسانية التي يمر بها المتضررون في تلك المناطق مأساوية جداً وتستدعي التدخل العاجل والسريع لمد المتضررين بالاحتياجات الضرورية. ودعت المنظمات الأممية والإقليمية والدولية إلى التدخل الإنساني في إغاثة المتضررين. ودعا وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي إلى القيام بالمعالجات السريعة واللازمة لآثار الأمطار والسيول على السدود والحواجز المائية في عمران ومأرب وبقية المحافظات. الأمطار تجرف ألغام الحوثيين في الحديدة كشفت سيول الأمطار المتدفقة في عدد من الأودية والمناطق السكنية بمحافظة الحديدة والساحل الغربي عن العشرات من حقول الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في المزارع والطرقات الرئيسة والفرعية، وقرب القرى السكنية بالمناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرتها بالساحل الغربي في اليمن. وأفادت مصادر محلية في الحديدة بأن السيول الغزيرة التي تدفقت في قرى البغيل وبني الحشاش والمساجد والدنين كشفت عن العشرات من شبكات الألغام المزروعة في تلك المناطق، موضحة أن بعض تلك الألغام انجرفت مع السيول وطمرتها في مناطق أخرى، وباتت تشكل تهديداً على حياة الأهالي. وأضافت أن الميليشيات زرعت آلافاً من الألغام والعبوات الناسفة قرب القرى السكنية والطرقات والأودية ومزارع المواطنين دون المبالاة بحياة الأهالي في تلك المناطق، موضحة أن الحوثيين يرتكبون الكثير من الانتهاكات، إلا أن زراعة الألغام الأكثر إرهاباً، حيث تسببت في مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين منذ اجتياحهم الساحل الغربي.
مشاركة :