أعلن أمس وزير الداخلية اليمني اللواء عبده الحذيفي عودته إلى عدن برفقة وزراء يمنيين غداة إعلان الحكومة «تحريرها» من المتمردين الحوثيين. وصرح الحذيفي: «لقد وصلنا ليلة أمس (الجمعة)»، مضيفا أن وزير النقل بدر باسلمة كان برفقته عدد من المسؤولين الأمنيين. وتابع الوزير أن المتمردين طردوا من عدن باستثناء «بعض المجموعات المحاصرة التي ترفض الاستسلام». وعقدت المجموعة الحكومية اليمنية صباح أمس السبت في عدن أول اجتماع لها مع قيادة السلطة المحلية في محافظات عدن ولحج وأبين جنوب اليمن. ﻭقال مسؤول بالسلطة المحلية في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع ضم ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺸﺪﺍﺩﻱ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ، ﻭﻋﻠﻲ الأحمدي ﺭﺋﻴﺲ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ، ﻭﺑﺪﺭ ﺑﺎﺳﻠﻤة ﻭﺯﻳﺮ النقل، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎﺭﻡ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺐ ﺭﺋﺎﺳﺔ الجمهورية، ﻭﻣﺤﺎﻓﻆ ﺃﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻀﺮ السعيدي، ﻭﻣﺤﺎﻓﻆ ﻟﺤﺞ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻀﻴﻞ، ﻭﻧﺎﻳﻒ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ﻭﻛﻴﻞ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ عدن، ومديري ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ. وحسب مصادر لـ«الشرق الأوسط»، فإن المجموعة الحكومية اليمنية شددت في اجتماعها أمس في عدن على تثبيت الأوضاع الأمنية في المدينة المدمرة جراء 3 أشهر ونيف من الحرب، بالإضافة إلى المهام الرئيسية التي ستقوم بها المجموعة، وهي إعادة تأهيل مطار عدن الدولي والميناء وتثبيت الحالة الأمنية بعد الانتهاء من تصفية الجيوب المتبقية للميليشيات. وكان نائب الرئيس رئيس الحكومة خالد بحاح قد ﺃﻋﻠﻦ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ الأساسية ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﻭﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﺎﺩﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺷﻬﺮ الثلاثة ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ. وكان ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺭﺍﺟﺢ ﺑﺎﺩﻱ قد قال ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺩ الإغاثية بدلا من ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ، ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻘﺮﺍ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ. وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والموجودة في الرياض أعلنت الجمعة الماضي «تحرير محافظة عدن» بعد نحو أربعة أشهر من المعارك مع الحوثيين وحلفائهم في هذه المنطقة بجنوب اليمن. وكتب رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح المقيم بالرياض في صفحته على موقع «فيسبوك» الجمعة الماضي أن «الحكومة تعلن تحرير محافظة عدن في أول أيام عيد الفطر المبارك». وشن مقاتلو «المقاومة الشعبية»، التي تضم الفصائل الموالية لحكومة هادي، الثلاثاء الماضي هجوما أطلق عليه اسم «السهم الذهبي» بدعم من تعزيزات جديدة من المقاتلين المدربين والمسلحين فضلا عن الحملة الجوية للتحالف العسكري الذي تقوده الرياض ضد الحوثيين. وفجر أمس استهدفت طائرات التحالف قافلة تعزيزات للمتمردين في شرق عدن، ما أسفر عن مقتل 25 مسلحا، وفق ما قال مسؤول عسكري. وكانت الأمم المتحدة أعلنت الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية، وهي الأعلى، في اليمن؛ حيث أسفرت المعارك عن مقتل أكثر من 3200 شخص، منذ مارس (آذار) الماضي. وبحسب الأمم المتحدة، فإن 80 في المائة من الشعب اليمني (أي 21 مليون شخص) بحاجة إلى المساعدة أو الحماية، وأكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب. وبعد هجوم أطلقوه في يوليو (تموز) عام 2014 من معقلهم في صعدة (شمال)، استطاع الحوثيون وحلفاؤهم السيطرة على مناطق واسعة في البلاد من بينها العاصمة صنعاء قبل التقدم نحو عدن. ومنذ نحو أربعة أشهر يشهد اليمن بعد الانقلاب الحوثي حربا بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا بدعم من غارات جوية للتحالف العسكري بقيادة الرياض من جهة، والحوثيين وحلفائهم من وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة ثانية.
مشاركة :