عقبات سياسية على طريق تحقيق السلام في كولومبيا

  • 7/19/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بوغوتا أ ف ب لا تزال طريق عملية السلام في كولومبيا مزروعة بالعقبات السياسية على الرغم من تحقيق تقدم حاسم في المفاوضات خلال الأيام الأخيرة، كما يقول خبراء. وتلتزم القوات المسلحة الثورية، أبرز حركات التمرد في البلاد، اعتباراً من يوم غدٍ الإثنين بوقف أحادي لإطلاق النار يستمر شهراً. لكن الرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس، طلب مد وقف القتال إلى 4 أشهر. وسيحدد سانتوس، المنتمي إلى وسط اليمين، خلال هذه الفترة ما إذا كان سيواصل عملية السلام بالنظر إلى موقف القوات الثورية المعروفة باسم «فارك». وكانت «فارك» وقعت للتو اتفاقاً تاريخياً مع الحكومة ينص على تقليص عمليات الجيش ضدها للمرة الأولى منذ بدء المفاوضات بين الطرفين في أواخر 2012، ما مهد لوقف ثنائي محتمل لإطلاق النار. لكن الخبير في هذا النزاع، فيكتور دو كيريا، أشار إلى وجود عقبات، معتبراً عدم توافر الإرادة السياسية عقبةً رئيسة أمام هذه الجهود. ومؤخراً؛ أقرَّ سيرجيو خاراميلو، وهو أحد المشاركين في المفاوضات، بالارتياب الكبير الذي تبديه السلطة التنفيذية إزاء التوقف التام عن القتال. وأفاد خاراميلو، وهو المفوض الأعلى للسلام في البلاد، بـ «عدم استعداد الحكومة للقبول بوقف ثنائي لإطلاق النار سابق لأوانه وضعيف من شأنه أن يعيد تجارب الماضي السيئة». وأعلنت «فارك» هدناً عدة منذ ثمانينيات القرن الماضي لكن دون نتيجة. ومع ذلك؛ بدأت تتبلور إمكانية التوصل إلى وقف ثنائي للقتال. و»التوصل إلى اتفاق أمر ممكن، لكن مع بعض الخصائص»، على حد تعبير رئيس الفريق الحكومي المفاوِض، أومبرتو دولا كال. وكان دولا كال دعا الإثنين الماضي إلى «قيام مندوبين دوليين بعمليات التحقق والإشراف وجمع المقاتلين المتمردين في مناطق محددة». و»إذا تجمعت عناصر القوات الثورية في بعض المناطق فإن الحرب ستنتهي»، كما توقع الباحث في مؤسسة مجموعات الأزمات الدولية في كولومبيا، كريستيان فولكل. ويصل عديد الثوار إلى 8 آلاف مقاتل مقابل 500 ألف لدى القوات النظامية، لكن الطرف الأول يملك ميزة استراتيجية تتمثل في قدرته على التنقل. ويبدو الموقف الميداني للتمرد متناقضاً مع النيات الحسنة التي يعلن عنها قادته. ونُسِبَت 3 هجمات شُنَّت الخميس الماضي واستهدفت خصوصاً منشآت نفطية إلى «فارك». ووفقاً لفولكل؛ فإن الهدنة الثنائية ليست قابلة للاستمرار في نظر الحركة طالما لم يتضح بعد المستقبل القانوني لقادتها. وتفيد الإحصاءات الرسمية بتسبب النزاع المسلح في كولومبيا خلال نصف قرن في مقتل حوالي 220 ألف شخص وتهجير 6 ملايين نسمة. ويلاحظ المحللون أن توقيع اتفاق سلام لم يكن ليرتدي أهمية دون التقارب بين الحكومة وجيش التحرير الوطني (حركة التمرد الثانية).

مشاركة :