المهندس الذي أعاد لنا العيد!

  • 7/19/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حين استلم الأمير (عبدالعزيز بن محمد بن عياف) أمانة العاصمة ـ واسمها الثلاثي في هويتها الوطنية التاريخية: (الرياض بنت سلمان بن عبدالعزيز) ـ سنة (1997م) لم يكن أهلها يعرفون من مظاهر العيد سوى الصلاة في عدد محدود من الأراضي البيضاء (المشبَّكة)، والإفطار على المفطَّحات! وإن بالغت بعض العوائل في الانبساط، تجشمت عناء السفر لاستراحات خاصة في (المونَّسية) و(الثمامة)، يتم توصيفها بعدد المطبات، وأحجام الحفريات، في طرق (الراليات)! وهناك يقضي الرجال معايدتهم في التشرِّه (العتب اللي كله عشم): يا دافع البلا.. صرت مثل (الهلال) يا زعيط؛ ما نشوفك إلاَّ مرة كل شهر! ويرد زعيط: أشوى منك أنت يا معيط.. مثل (الأهلي) ما شفناه من اعتزل (أمين دابو)!! بينما تقضي السيدات وقتهن في التنقِّد (لا توجد ترجمة لهذا المصطلح فهو خصوصية سعودية): شوفي رموش هالقروية.. كِنَّها جايبتها من سوق (الحمام)! وتسمعهن فترد: لا تناظرين في الساعة عاد.. ماركة جايبتها من (ماكدونالدز)!! ولم يغادر (ابن عياف) الأمانة بناءً على طلبه (2012)، إلاَّ وسكان الرياض يستغرقون رمضان كله في تنظيم جدول العيد بالساعة والدقيقة؛ لكثرة المناشط البهيجة، من مسرح، وفنون شعبية، وسيرك، وغيرها! أما المقيمون فيها من مدن المناطق الأخرى فصاروا يدعون أقاربهم بدل أن يسافروا إليهم؛ فعيد الرياض غيييير!! وقد أصدر سموه مؤخراً كتاباً فخماً ضخماً بعنوان: (تعزيز البعد الإنساني في العمل البلدي ـ الرياض نموذجاً)، يرصد تجربته الرائدة فيما سماه (أنسنة العمل البلدي)! ومع روعة الكتاب صياغةً وإخراجاً؛ بحيث لا تقرؤه بل تعيشه وتغرق في تفاصيله الحية، إلاّ أن هناك مأخذين لا ثالث لهما: الأول: فخامة طباعته، حيث يبدو أنه أُعدَّ للإهداء فقط، وإن عرض للبيع فلن يتمكن (مواااطٍ) عادي من اقتنائه، وهو أولى بالرياض، من طبقةٍ تهرب معظم السنة هنااااك بعييد، من حرِّها، وعجِّها، وتحويلات قطارها الموعود!! الثاني: أن المؤلف لم يرصد العقبات الشرسة التي واجهته؛ وخصوصاً من تيار صحوي متشدد، عطّل فينا غريزة الفرح، واختطف حتى الكحل من عيون الصبايا!! وكلنا نعرف ـ وهو يشهد ـ بأنه لولا (أبو فهد) لما رأت استراتيجيته في الأنسنة النور، ولما دخل التاريخ من أبهج أعياده!! نقلا عن مكة

مشاركة :