دردشات الصومعة: بين انفجار بيروت وطب العيون وجائحة كورونا - غرب الإخبــارية

  • 8/5/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فجعت لبنان والعالم بحادثة لم تشهد لها مثيل وهي الانفجار الضخم الذي حدث في مرفأ بيروت مساء الثلاثاء 04 أغسطس 2020 وأودى بحياة وإصابة الآلاف فجعل من بيروت مدينة منكوبة في الوقت الذي بدأت فيه موجهة الموجة الثانية من جائحة كورونا بعد ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات أدى بالحكومة إلى اتخاذ قرار في 02 أغسطس للإقفال التام في البلاد لأيام محددة للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19) بعد أن وصل عدد المصابين إلى 4730 شخص. فتعازينا للشعب اللبناني ووقوفنا معه بالتضرع إلى الله بالدعاء بأن يعينهم على تجاوز مصابهم الأليم وأن يحفظهم وعامة البشرية من شر هذا الفيروس الذي لا يزال يعصف بالعالم إذ أصاب حتى الآن 18,841,409 شخص في 213 بلد وإقليم حول العالم أعلاهم أمريكا بـ 4,940,004 توفي منهم 160,941 شخص، البرازيل 2,817,473 توفي 96,326، الهند 1,960,865 توفي 40,739، روسيا 866,627 توفي 14,490، جنوب أفريقيا 521,318 توفي 8,884 المكسيك 449,961 توفي 48,869. وبالإضافة إلى تلك الجائحة هناك العديد من الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى المنتشرة في دول العالم وتوثر عليها تنموياً واقتصادياً منها أمراض العيون وحالات العمى التي تقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين بها بـ 2.2 مليار شخص حول العالم، وتعمل الدول على الحد والوقاية منها بوسائل مختلفة منها إقامة المؤتمرات العلمية الطبية وبرامج التعليم المستمر لأطباء العيون وأخصائيي البصريات، والجمعية السعودية لطب العيون إحدى الجهات العاملة في هذا المجال بتنظيمها لمؤتمر سنوي يشارك فيه نخبة من الهيئات العلمية المتخصصة في طب العيون والبصريات من المملكة وخارجها، وفي هذا العام ستنظم مؤتمرها استثناءً عبر تقنية الفيديو ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا في الفترة من 6-8 أغسطس، وبدوري سأشارك فيه بورقتي عمل ضمن ورشة البصريات الأولى بعنوان إدارة تقديم خدمات ضعف البصر وإعادة التأهيل سأتناول من خلالها أحدث إحصائيات الإعاقة البصرية حول العالم والمملكة وآليات وإجراءات تقديم خدمة العناية الشاملة لضعفاء البصر من واقع التجربة العملية في إدارة جمعية إبصار الخيرية، وورقة عمل أخرى عن المسح البصري للاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار لدى الأطفال بالوسائل الحديثة وأهمية تنفيذ المسح البصري على الأطفال في بدايات المواسم الدراسية، ثم الإجابة على اسئلة المشاركين. رجياً أن تكون هذه المشاركة بمثابة مساهمة توعوية لتنمية وتطوير خدمات ضعف البصر والحد من انتشار العمى الممكن تفاديه بين الأطفال خصوصاً في مجتمعنا الذي تتعاظم فيه الإعاقة البصرية، فوفق إحصائيات الهيئة العامة للإحصاء لعام 2017م تمثل الصعوبات البصرية 46% من إجمالي السكان ذوي الإعاقة وهي الأكثر انتشاراً في المملكة. وهناك ما يقارب 830,745 حالة ضعف بصر بدرجاتها الثلاث (خفيفة، شديدة، بالغة). وبعيداً عن مشاكل الإبصار وفاجعة لبنان التي أمل أن نستفيد منها في عالمنا العربي لمراجعة وتقييم وسائل تخزين المواد الخطرة ذات طابع الاستخدام المدني وطرق بيعها في أسواق التجزئة مثل الأسمدة والمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية وغاز الطهي وما في حكمها من أجل أمن وسلامة أفضل للمجتمع. فإني أورد هذه القصة الإنسانية التي تبعث الأمل والتفاؤل نقلاً عن وكالة رويترز وهي للمعمر الإيطالي «جوزيبي باترنو» ذو الـ 96 عاماً الذي أصبح مع مطلع هذا الأسبوع أكبر معمر يحصل على شهادة جامعية بحصوله على البكالوريوس في التاريخ والفلسفة من جامعة باليرمو الايطالية مع مرتبة الشرف الأولى، بعد أن قرر في العام 2017م التسجيل في الجامعة لنيل الشهادة الجامعية وأكمل دراسته باستخدام آلة كاتبة من الثمانينيات بدلاً من الإنترنت، وقالت له أستاذة علم الاجتماع «فرانشيسكا ريزوتو»، بعد اجتيازه الامتحان الشفوي الأخير في يونيو الماضي: «أنت مثال للطلاب الصغار»، وأقامت له الجامعة حفل تخرج حضرته أسرته والمعلمون والطلاب الذين تجاوزوا الـ 70 من عمرهم، وقدم له مدير الجامعة «فابريزيو ميكاري» التهنئة. وعندما سُئل عن شعور التخرج في وقت متأخر قال «أنا شخص عادي، مثل كثيرين آخرين، من حيث العمر تجاوزت كل الآخرين. أدركت أن الوقت كان متأخراً قليلاً للحصول على شهادة لمدة ثلاث سنوات، لكنني قررت في 2017 التسجيل لاستكمال دراستي، وقلت لنفسي دعنا لنرى ما إذا كان بإمكاني الحصول عليها أم لا». واعترف ببعض القلق من مكالمات الفيديو التي حلت محل التدريس في الفصول الدراسية أثناء إغلاق الفيروس التاجي، لكنه قال إنه لم يتأخر عن حضور الفصول. وعما ينوي القيام به قال «مشروعي للمستقبل هو تكريس نفسي للكتابة؛ أريد إعادة النظر في جميع النصوص التي لم تتح لي الفرصة لاستكشاف المزيد. هذا هو هدفي». ولعله من المفيد أن أذكر أن «جوزيبي» نشأ في أسرة فقيرة في صقلية في السنوات التي سبقت الكساد الكبير، ولم يتلق سوى التعليم الأساسي عندما كان طفلًا، وانضم إلى البحرية وخدم خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن يذهب للعمل في السكك الحديدية عندما تزوج وأنجب طفلين، وفي مجتمع ركز على إعادة البناء بعد الحرب، كان العمل والأسرة من الأولويات، لكن «جوزيبي» أراد التعلم والتخرج من المدرسة الثانوية في سن 31 عاماً، وكان لديه دائماً رغبة في المضي قدماً. وأرجو أن يكون في هذه القصة حافز لواضعي خطط وبرامج التعليم في بلادنا بوضع برامج لإتاحة التعليم الجامعي لمن هم ما فوق سن الـ 70 عام وتحفيزهم عليه لما له من مردود نفعي عليهم وعلى صحة المجتمع وأختم دردشتي بما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي فخذوا العلمَ على أعلامه.. واطلُبوا الحكمةَ عندَ الحكماءِ واطلبوا العلمَ لذاتِ العلمِ لا.. لشهاداتٍ وآرا بٍ أخرْ تركُ النفوسِ بلا علمٍ ولا أدبٍ.. تركُ المريضِ بلا طبٍ ولا آسِ

مشاركة :