بكين 5 أغسطس 2020 (شينخوا) أكد عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الأربعاء)، على الحاجة إلى وضع إطار واضح المعالم للعلاقات الصينية-الأمريكية وسط الوضع الأكثر تعقيدا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية في عام 1979. وفي مقابلة حصرية مع وكالة أنباء (شينخوا)، قال وانغ إن سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة الأمريكية ثابتة ومستقرة دائما، وفي الوقت نفسه، فإن الصين مستعدة أيضا لمواجهة العواصف والعثرات المحتملة. ولفت إلى أن "تحرك الولايات المتحدة لتحويل الصين إلى خصم يعد خطأ استراتيجيا أساسيا. وهذا يعني أن الولايات المتحدة توجه مواردها الاستراتيجية في المنطقة الخاطئة". وأضاف بقوله: "إننا مستعدون دائما لتطوير العلاقات الصينية-الأمريكية التي تقوم على نبذ الصراع والمواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين قياما على التنسيق والتعاون والاستقرار". وأكد وانغ أنه فى الوقت نفسه ستدافع الصين بحزم عن مصالحها الخاصة بالسيادة والأمن والتنمية، لأن هذا حق أصيل للصين كدولة مستقلة ذات سيادة. وقال وانغ إن الولايات المتحدة ينبغي أن تحترم مبدأ المساواة في السيادة المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، وأن تتعلم كيفية التوافق مع الأنظمة والحضارات المختلفة والتكيف مع التعايش السلمي، وقبول حقيقة أن العالم يتحرك نحو تعددية الأقطاب. وأوضح وانغ الإطار الواضح للعلاقة بين البلدين: أولا، الابتعاد عن الخطوط الحمراء وتجنب المواجهة. ومن أجل تطور العلاقات الصينية-الأمريكية بشكل سليم، فإن أهم شيء هو الاحترام المتبادل. ولفت وانغ إلى أن الصين لا تعتزم مطلقا التدخل في الانتخابات الأمريكية أو الشؤون الداخلية الأمريكية الأخرى. وبالمثل، على الولايات المتحدة أن تتخلى عن خيالها في إعادة تشكيل الصين لتلبية الاحتياجات الأمريكية. وقال إنه يتعين عليها أن توقف تدخلها في الشؤون الداخلية للصين، وأن توقف قمعها غير العقلاني للحقوق والمصالح المشروعة للصين. ثانيا، الحفاظ على القنوات مفتوحة للحوار الصريح. وقال وانغ إن الحوار هو الشرط الأساسي لمعالجة المشكلات، وبدون الحوار، ستتراكم المشكلات، بل ستخرج عن السيطرة. وأوضح وانغ أن "باب الحوار مع الصين ما زال مفتوحا. إننا مستعدون،بروح المساواة والانفتاح الذهني، للحديث والتفاعل مع الولايات المتحدة واستئناف آليات الحوار على جميع المستويات وفي جميع المجالات". ثالثا، رفض فك الارتباط ودعم التعاون. ولفت وانغ إلى أن مصالح البلدين متشابكة للغاية، موضحا أن فك الارتباط القسري سيؤثر تأثيرا دائما على العلاقات الثنائية، وسيعرّض أمن السلاسل والمصالح الصناعية الدولية لجميع الدول، للخطر. ومع استمرار تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في جميع أنحاء العالم، فإن الصين على استعداد للتعاون متبادل المنفعة مع الولايات المتحدة بشأن مكافحة المرض وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، والتعلم المتبادل وتبادل الخبرات بشأن احتواء المرض، والانضمام سويا مع الولايات المتحدة في الاستجابة العالمية والتعاون متعدد الأطراف في مكافحة المرض. رابعا، التخلي عن عقلية المحصلة الصفرية ومواجهة المسؤوليات المشتركة. وقال وانغ "إن عالمنا لا يزال يواجه العديد من التحديات العالمية. إن التحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية متشابكة. جميع القضايا الساخنة الإقليمية والدولية تقريبا،تتطلب استجابة منسقة من الصين والولايات المتحدة والدول أخرى". وأشار وانغ إلى أن الصين والولايات المتحدة عليهما أن يضعا في الاعتبار دائما رفاهية البشرية، وأن تفيا بمسؤولياتهما كبلدين كبيرين، وأن تنسقا وتتعاونا كما هو مطلوب في الأمم المتحدة والمؤسسات الأخرى متعددة الأطراف، وتعملا معا من أجل السلام والاستقرار على الصعيد العالمي.
مشاركة :