قدر مختصون في جامعة «شيفيلد» في المملكة المتحدة قوة الانفجار الهائل الذي هز مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت أمس الأول بنحو عشر القوة المتفجرة للقنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، والتي كانت أكبر انفجار شهدته البشرية على مر التاريخ.والأربعاء، وصف خبراء بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن قوة انفجار بيروت يعادل خمس تفجير قنبلة هيروشيما. واسترعى عمود الدخان الملون وقبة الغاز الهائلة انتباه الخبراء. وتسبب انفجار مرفأ بيروت في موجة انفجارية هائلة طالت عنان السماء، تشابهت في شكلها مع تلك الموجة الانفجارية التي خلفتها قنبلة هيروشيما وناجازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945، في وقت لجأ فيه البعض للبحث في نقاط التشابه بين الانفجارين. فعشية الذكرى الـ 75 لإلقاء القنبلة الأمريكية المميتة، عاش لبنان تجربة مشابهة، فما هي أوجه التشابه بين انفجار مرفأ بيروت الذي سببه حوالي 2750 طناً من نيترات الأمونيوم كانت مخزنة بمستودع في المرفأ، بحسب رئيس الوزراء اللبناني، والقنبلة التي أسقطها الجيش الأمريكي على هيروشيما. وشبهت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية انفجار بيروت بانفجار قنبلة نووية. التشابه والاختلاف بلغ طول القنبلة الذرية، أو «الولد الصغير»، كما وصفتها الولايات الأمريكية، ثلاثة أمتار، وقطرها 71 سنتيمتراً، وكتلتها أربعة آلاف كيلوجرام. واحتوت القنبلة على 46 كيلوجراماً من اليورانيوم. أما انفجار بيروت، فقد بلغت كمية مادة نيترات الأمونيوم التي سببت بالانفجار الذي أعقب الحريق حوالي 2750 طناً، أي ما يعادل حوالي 600 أو800 أطنان من مادة ثلاثي نترو التولوين الـ«تي إن تي».ودمرت قنبلة هيروشيما حوالي تسعين في المئة من منشآت المدينة، كما فقد 80 ألف شخص أرواحهم، وجرح تسعون ألفاً آخرون، بينما بقي أغلبية الناجين بلا مأوى. واستغرقت القنبلة 57 ثانية، لتسقط من الطائرة وتصل إلى الارتفاع الذي انفجرت فيه. وعادلت قوة الانفجار حوالي 13 طناً من مادة ثلاثي نترو التولوين الـ«تي إن تي»، وبلغ نصف قطر دائرة الدمار نحو 1.6 كم. وانتشرت الحرائق في أنحاء مختلفة من مدينة هيروشيما على مساحة 11 كيلومتراً مكعباً تقريباً. وتشير التقديرات الأمريكية إلى تدمير 12 كيلومتراً مكعباً من مساحة المدينة. بينما قال خبراء في المتفجرات إن قوة انفجار مرفأ بيروت تعادل هزة أرضية بـ 4.5 درجة على مقياس ريختر. كانت أول الآثار للقنبلة، ضوء مبهر مع موجات حرارية منبعثة من كرة النيران، ووصل قطر كرة النيران إلى 370 متراً وحرارتها إلى 4000 درجة مئوية محرقة كل شيء تقريباً، نفس المشهد ميز انفجار بيروت، حيث اندلع حريق في مستودع، وتلاه انفجار كبير بضوء أبيض. وبلغ قطر منطقة الاحتراق حوالي 3 كيلومترات في هيروشيما، وتحولت المنازل التي تحطمت جراء الانفجار إلى وقود لهذه العاصفة النارية، حيث احترقت الهياكل الخشبية لهذه المنازل، بالإضافة إلى الأثاث. وفي بيروت لم يجاوز لحسن الحظ قطر منطقة الاحتراق بضعة أمتار. لم تتم بعد عملية تحليل المحيط، لكن على الأغلب لا تحتوي مادة نيترات الأمونيوم التي سببت الانفجار على مكونات مشعة.
مشاركة :