استقبل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في مكتبه بمقر المنظمة اليوم الخميس، السيد عز الدين الأصبحي، سفير الجمهورية اليمنية لدى المملكة المغربية، حيث بحثا التعاون بين الإيسيسكو واليمن في ملف التراث. وخلال اللقاء سلم السفير اليمني بالرباط المدير العام للإيسيسكو خطابا وطلبا رسميا من وزارة الثقافة اليمنية لإدراج عنصرين من عناصر التراث الثقافي غير المادي اليمني بقائمة التراث في العالم الإسلامي، وهما (الأغنية الصنعانية)، و(النخلة: التقاليد والمهارات والممارسات المرتبطة بها)، اللذان تم إدراجهما مسبقا في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية التابعة لمنظمة اليونسكو، حيث تم إدراج الأغنية الصنعانية في القائمة عام 2008، بينما ملف (النخلة)، والذي كان ملفا مشتركا تقدمت به 14 دولة عربية، تم إدراجه عام 2019.  وقد رحب المدير العام للإيسيسكو بالطلب اليمني، ووعد بدراسته وعرضه في أقرب وقت على لجنة التراث في العالم الإسلامي، مؤكدا أن الجماليات التي يمتلكها الغناء الصنعاني من كمالية إيقاعاته وتميز كلماته وشعره جعلته متفردا عن الألوان الغنائية الأخرى. كما تمثل النخلة تراثا عربيا أصيلا. ومن ناحية أخرى أطلع السفير الأصبحي الدكتور المالك على تطورات الأوضاع الخطيرة التي تشهدها الآثار اليمنية حاليا، في ظل الأمطار الغزيرة التي تعرض لها اليمن خلال الفترة الأخيرة، إذ حدثت انهيارات ترابية في بعض المواقع التاريخية نتيجة لهذه الأمطار، كما انهارت أربعة مبان أثرية في مدينة صنعاء القديمة، المصنفة على لائحة مواقع التراث العالمي، مشيرا إلى أن هذه المخاطر الناتجة عن التغيرات المناخية تُضاف إلى مخاطر أخرى كثيرة تتهدد التراث اليمني، حيث أفادت دراسة علمية أن 74 من إجمالي 114 شجرة من أشجار دم الأخوين النادرة، التي تنمو في جزيرة سقطري، مهددة بالفقد خلال الـ100 عام القادمة، إذا استمرت الأوضاع البيئية في المنطقة على ما هي عليه. علما بأن عمر هذه الأشجار يصل حاليا إلى أكثر من 500 عام. واتفق الجانبان على ضرورة العمل المشترك للحفاظ على التراث اليمني، باعتباره جزء مهما من التراث الإنساني، وإرثا حضاريا للأجيال القادمة.
مشاركة :