توقيف 16 موظفا في مرفأ بيروت على ذمة التحقيق بعد الحادث المأساويبيروت - الوكالات: أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام زيارته لبيروت أمس تنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان بعد انفجار المرفأ الضخم، مطالبًا بإجراء «تحقيق دولي» لكشف مسبّباته. وطالب المسؤولين اللبنانيين بـ«إعادة تأسيس ميثاق جديد» مع الشعب لاستعادة ثقته وإجراء الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدولي منذ زمن، مشيرًا إلى أنه سيعود في الأول من سبتمبر لـ«إجراء تقييم» للوضع.وقال ماكرون في مؤتمر صحفي عقده في قصر الصنوبر، مقر السفير الفرنسي في بيروت: «سننظم خلال الأيام المقبلة مؤتمر دعم دولي لبيروت والشعب اللبناني بهدف الحصول على تمويل دولي» من «الأوروبيين والأمريكيين وكل دول المنطقة وخارجها من أجل توفير الأدوية والرعاية والطعام ومستلزمات البناء».وأكد أن «مجمل هذه المساعدة الفرنسية أو الدولية ستدار طريقة شفافة وواضحة لتصل مباشرة إلى الناس والمنظمات غير الحكومية وإلى الطواقم الميدانية، فلا يكون في الإمكان تحويلها» إلى مكان آخر. وتوجه ماكرون إلى الطبقة السياسية بلهجة حازمة مطالبا إياها بتنفيذ إصلاحات ملحة. وقال «أنتظر من السلطات اللبنانية أجوبة واضحة حول تعهداتها بالنسبة إلى دولة القانون والشفافية والحرية والديمقراطية والإصلاحات الضرورية». وأضاف أن المبادرة التي عرضها أمس على المسؤولين الذين التقاهم تقوم على «تحمل مسؤولياتهم خلال الأسابيع المقبلة وإطلاق الإصلاحات»، و«تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال الأشهر القادمة، وإنهاض البلاد».واستمرت زيارة ماكرون بضع ساعات تفقّد خلالها موقع الانفجار في المرفأ، وسار في شارع الجميزة المتضرر بشدة جراء الانفجار مستمعًا إلى شكاوى ومطالب السكان. وهي أول زيارة لرئيس دولة إلى لبنان منذ اندلاع التحركات الشعبية الناقمة على الطبقة السياسية في 17 أكتوبر ومن ثم تعيين حكومة جديدة.والتقى ماكرون خلال زيارته رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب ورئيس مجلس النواب نبيه بري. ثم التقى ممثلين عن القوى السياسية، وبينهم حزب الله، والمجتمع المدني خلال اجتماع موحّد.وأوضح أن «الميثاق الجديد» الذي تحدث عنه خلال جولته في شارع الجميزة هو أن يعمل المسؤولون على «إعادة تأسيس ميثاق جديد مع الشعب اللبناني خلال الأسابيع المقبلة»، مضيفًا «هذا التغيير العميق هو المطلوب». وتابع «يجب إعادة بناء الثقة والأمل وهذا لا يستعاد بين ليلة وضحاها، إنما يفترض إعادة بناء نظام سياسي جديد».وأشار إلى أنه يعتزم العودة إلى لبنان مطلع سبتمبر المقبل من أجل «إجراء تقييم معا حول هذه النهضة الضرورية».وقال ماكرون إنه يؤيد «إجراء تحقيق دولي مفتوح وشفاف للحيلولة دون إخفاء الأمور أولاً ولمنع التشكيك».ووقع الانفجار فيما يواجه لبنان أسوأ أزماته الاقتصادية. وتوقفت الشهر الماضي المفاوضات التي عقدها لبنان مع صندوق النقد الدولي، على خلفية مطالبة الأخير المفاوضين اللبنانيين بتوحيد تقديراتهم لخيار الدولة المالية ورؤيتهم للمضي بإصلاحات.وردًّا على سؤال لصحفي فرنسي حول إمكانية فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين الذين يعرقلون الإصلاحات، قال «لا أستبعد شيئًا»، مضيفًا «في بعض الظروف، العقوبات ليست الأكثر نجاعة، أعتقد أن الحل الأنجع هو إعادة إدخال الجميع في آلية» حلّ الأزمة.في غضون ذلك أعلن مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي أمس توقيف 16 شخصًا بينهم مسؤولون في مرفأ بيروت على ذمة التحقيق، على خلفية الانفجار الضخم الذي أودى بحياة 137 شخصًا وتسبّب بإصابة خمسة آلاف آخرين. وأوضح عقيقي في بيان أنّه «تم استجواب أكثر من 18 شخصًا حتى الآن، من مسؤولين في مجلس إدارة مرفأ بيروت وإدارة الجمارك ومسؤولين عن أعمال الصيانة ومنفذي هذه الأعمال في العنبر رقم 12» حيث تمّ تخزين 2750 طنًا من مادة نيترات الأمونيوم إضافة «إلى مواد ملتهبة سريعة الاشتعال وكابلات للتفجير البطيء»، موضحًا أن 16 منهم «على ذمة التحقيق حاليًا».
مشاركة :