واحدة من الفنون المهمة، التي ازدهرت بشكل كبير في سنوات سابقة، هو فن الأفيش، أو ما يُعرف بإعلانات الأفلام، الذي يجمع بين أنواع مختلفة من فنون التصوير والجرافيك والخط التي تمتزج معا لتصنع لوحة فنية مبهرة، ومعبرة عن روح الفيلم وقادرة على اجتذاب الجمهور لمشاهدة العمل السينمائي. ومع التطور التكنولوجي في العقود الماضية، تراجعت المساحة الجمالية والدور التسويقي لأفيش السينما، لصالح الدعاية في الميديا المرئية من خلال بروموهات الأفلام، ومع هذا التقدم أصبح «الأفيش» مجرد صورة دعائية فجة خالية من أي لمسة جمالية، وتم إسناد صناعة الأفيشات السينمائية لمجموعة من مصممي الجرافيك، وتراجع دور الفنانين التشكيليين الذين كانوا يتصدورن مشهد صناعة الأفيش في العقود الماضية. وفي محاولة لإحياء القيمة الجمالية لفن «الأفيش»، استضاف مركز «درب 17 و18» الثقافي في القاهرة معرضا بعنوان «سينمانيا» الذي يضم أكثر من 100 أفيش تعبر عن عقود ذهبية من تاريخ السينما المصرية الممتدة من خمسينيات إلى سبعينيات القرن العشرين، وتستعرض أفيشات الأفلام على اختلاف أنواعها، وتناولها، وألوانها والأساليب الجرافيكية والرؤى الفنية المتعددة التي اتبعت في تنفيذها. يشارك في المعرض 12 فنانا وفنانة تشكيلية، يقدم كل منهم رؤيته الخاصة للإفيشات، فبعضهم قدم صورة ساخرة أقرب للكاريكاتير، والبعض الآخر قرر تغيير أبطال الأفيشات والاستعانة بشخصيات مختلفة. وقد بدأت فكرة المعرض منذ سنتين بمبادرة من الفنان الفرنسي إرفي بورسين، الذي استعان في أحد معارضه السابقة في مصر برسام الأفيش المصري محمد خليل، ومن خلال تعاونهم جاءت فكرة إقامة هذا المعرض. وقال «بورسين» عن رؤيته للمعرض: «فكرة معرض (سينمانيا) لا تقتصر على إحياء الأفيشات طباعيّا، وإنما معالجتها فنيّا في محاولة لتجديد الصنعة برمتها وليس فقط إنقاذ الرسومات». ومن جانبه، يرى الفنان هيثم شريف، أحد الفنانين المشاركين في المعرض، أن فن الأفيش شهد تغيرات كبيرة على مدار العقود الماضية.. قائلاً: «في بداية صناعة أفيشات الأفلام السينمائية كانت عملية الرسم تتم بشكل يدوي بالكامل، ما أعطى هذا الفن طابعا مميزا وله قوة تأثير خاصة به، ذلك الطابع الذي ظل يتطور إلى أن تدخلت تقنيات الطباعة الحديثة، التي أتاحت فرصة للإبداع دون التقيد بتقنيات التنفيذ كما في الماضي، وهو ما أدى إلى تغيير كبير في شكل هذا الفن، وصار اليوم يعتمد في معظمه على التكنولوجيا».
مشاركة :