بعد انقشاع سحابة الأزمة المالية العالمية، بدأت تبرز أسواق للتمويل أكثر تنوعاً في دول أوروبا المتقدمة. ويساهم مستثمرو المؤسسات في جسر فجوة التمويل التي خلفتها البنوك في أعقاب الأزمة، خاصة فيما يتعلق بعمليات التمويل طويلة الأجل لمشاريع الطاقة المتجددة والبنية التحتية. وشجع المناخ الاقتصادي الذي انتشر منذ الأزمة المالية والمتمثل في استمرار انخفاض أسعار الفائدة وزيادة الرقابة التنظيمية، مستثمرو المؤسسات مثل، شركات التأمين وصناديق المعاشات، البحث عن مصادر بديلة لاستثمارات مستقرة على المدى الطويل. وشهدت عمليات الإقراض المباشر في أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية، نمواً واضحاً، حيث قدر ستاندرد آند بورز نمو السوق في 2014 بأكثر من 10 مليارات دولار، موزعة على ما يزيد على 200 صفقة، وذلك بالمقارنة مع 5 مليارات دولار قبل سنوات قليلة. وعلى غرار هذا التوجه، ارتفع تمويل الدين من قبل مستثمري المؤسسات لمشاريع البنية التحتية خصوصاً لأصول الطاقة المتجددة الأكثر رسوخاً، مثل الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية. وما أغرى مستثمرو المؤسسات الباحثين عن عائدات أكبر من تلك المتوفرة حالياً في السندات الحكومية، الأرباح طويلة الأجل المستقرة والمدعومة من قبل الحكومة المتوفرة في مثل هذا النوع من الأصول. وتركز جزء كبير من هذه الاستثمارات في الأصول التشغيلية، رغم ما تحتويه من مخاطر التشييد. وفي المملكة المتحدة، كثيراً ما يتم إبرام صفقات الاستثمارات غير المصرفية، عبر أسواق السندات، أو من خلال شراء المشاركات في سوق تبادل الدين الثانوية. ويوجد في أميركا بالفعل، سوق لتوظيف الأموال مخصص لديون الشركات. ومنذ الأزمة المالية، بدأ إنشاء أسواق وطنية صغيرة في دول الاتحاد الأوروبي من ضمنها في ألمانيا وفرنسا. ولعدم توفر مثل هذه السوق في المملكة المتحدة، تتجه شركات البلاد باستثماراتها، نحو سوق توظيف الأموال في أميركا. وتعمل خطة المفوضية الأوروبية للاستثمار، على دعم نمو قطاع الطاقة المتجددة في القارة أملاً في أن يشجع ذلك على جلب المزيد من الاستثمارات، بما في ذلك الاستثمار في مشاريع البنية التحتية للطاقة، مثل أجهزة الربط التي تمكن من نقل الطاقة المتجددة للمراكز الصناعية. وتخطط المفوضية لإنشاء اتحاد لأسواق المال في كافة أرجاء أوروبا، لجذب الاستثمارات الأجنبية وتقليل الاعتماد على القروض المصرفية التقليدية، ما يشجع على استثمارات المؤسسات في القطاعات الأساسية، بما فيها الطاقة المتجددة. وليس من المرجح، أن تنجح أسواق توظيف المال تماماً في حل محل النماذج الأخرى من التمويل لمشاريع الطاقة المتجددة، مثل سوق يلدكو التي ظهرت في أسواق المملكة المتحدة وكندا وأميركا خلال الثمانية عشرة شهراً الماضية. نقلاً عن: رينيوابل إنيرجي
مشاركة :