نظم «مركز زايد للدراسات والبحوث»، التابع لنادي تراث الإمارات، أول أمس الخميس، ندوة عن بُعد بعنوان: «السادس من أغسطس مسيرة خالدة في ذاكرة الوطن»؛ وذلك بمناسبة الذكرى الـ54 لتولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي.وتحدث في الندوة الشيخ الدكتور سالم محمد بن ركاض العامري عضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، وأحمد الحوسني السفير السابق، وأحمد عبيد الهاملي مدير مركز الأخبار في تلفزيون دبي، وأدار الندوة الدكتور محمد فاتح زغل الباحث بـ«مركز زايد للدراسات والبحوث».وفي ترحيبها بالمشاركين في الندوة، أكدت فاطمة المنصوري مديرة «مركز زايد للدراسات والبحوث» أن يوم السادس من أغسطس/آب يحمل مكانة مهمة في تاريخ دولة الإمارات وتاريخ إمارة أبوظبي، وأكدت أن تولي المغفور له الشيخ زايد لمقاليد الحكم كان بداية مسيرة مباركة؛ توجت بتأسيس اتحاد دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر من عام 1971.وقالت: إن «نادي تراث الإمارات من خلال «مركز زايد للدراسات والبحوث» يحرص سنوياً على إحياء هذا التاريخ المهم، لاسيما أن المركز ظل يعمل على حفظ إرث القائد المؤسس عن طريق إصدار الكتب والدراسات، وإقامة الندوات في سبيل ترسيخ هذا الإرث في ذاكرة دولة الإمارات الثقافية والفكرية. كما يضم المركز أيقونة حضارية وثقافية؛ تتمثل في معرض الشيخ زايد الذي يعد شاهداً حياً على هذا التاريخ والإرث العريق؛ من خلال المقتنيات والأوسمة والشهادات والدروع التي حصل عليها من مختلف المنظمات الإنسانية والعالمية؛ تقديراً لجهوده في إرساء السلام والتعاون». واستهل الشيخ الدكتور سالم محمد بن ركاض العامري حديثه منوهاً بدور المغفور له الشيخ زايد في إنشاء المجلس الوطني، وقال: إنه، طيب الله ثراه، فكر في إنشاء مجلس وطني اتحادي؛ رغبة منه في بسط الشورى؛ وسماع رأي الناس وممثلي المجتمع.وأكد ابن ركاض إدراك المغفور له الشيخ زايد لأهمية وجود المجلس؛ فدعم إنشاء المجلس وجعله من الهياكل الرئيسية التي أقام عليها الدولة. وقال: إن دعمه للمجلس؛ جعله من ناحية المصلحة للدولة والمجتمع من أفضل المجالس.وعن دور المغفور له الشيخ زايد في نجاح الاتحاد، أشار إلى أن الكاريزما التي يتمتع بها، والذكاء الذي تميز به، والقيم التي يحملها واهتمامه بحاجات شعبه وحب الناس له؛ كانت عوامل مهمة في نجاح الاتحاد. وتناول السفير أحمد الحوسني المواقف الخالدة للمغفور له الشيخ زايد في نصرة القضايا العربية، مثل: إيقاف ضخ البترول بالاتفاق مع الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، في حرب 1973؛ حيث أطلق مقولته: «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».كما نوّه الحوسني بمواقف الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في دعم القضية الفلسطينية، ومواقفه الإنسانية في مساعدة الكثير من الدول بمشاريع تنموية مهمة. وأشار الحوسني إلى أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان يُرحب به دائماً؛ لحل الخلافات العربية؛ ورأب الصدع بين الدول الشقيقة.وأشار الحوسني أيضاً إلى أن قيمة التسامح أسسها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ورسخها، وجعل التسامح هو الرافعة التي بنى عليها الدولة، كما نوّه بطبيعة مجتمع الإمارات التي جبلت على التسامح.وتحدث علي عبيد الهاملي عن دور المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في نجاح التجربة الوحدوية الإماراتية على عكس تجارب أخرى شهدتها المنطقة، مؤكداً في حديثه أنه لا يوجد إنجاز تحقق على أرض دولة الإمارات أو باسمها إلا وفيه بصمة الشيخ زايد، طيب الله ثراه.وعن أهمية الإعلام، واهتمام المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، به، أشار الهاملي إلى أن جهوده، طيب الله ثراه، وتضحياته؛ من أجل إنجاح الاتحاد، يمكن استقراؤها من الإعلام؛ حيث شهدت الفترة من توليه الحكم عام 1966 وحتى قيام الاتحاد عام 1971 كماً كبيراً من المقابلات الإعلامية معه التي ظل خلالها يدعو إلى قيام الاتحاد، كما تظهر في هذه المقابلات شخصيته الكاريزمية.وحول دور المغفور له الشيخ زايد في تأسيس البنية الإعلامية في الدولة، أشار الهاملي إلى أن الإمارات قبل عام 1966 لم تكن بها صحيفة، إلا أن الحال تغيرت بعد ذلك وفي عام 1969 تم تأسيس الإعلام في الإمارات؛ حيث تم افتتاح أول إذاعة تطلقها إمارة وهي إذاعة أبوظبي، وكأن أول صوت يبث منها هو صوته، طيب الله ثراه، عندما ألقى كلمة بمناسبة الافتتاح، وبعدها تم افتتاح تلفزيون أبوظبي، أول تلفزيون في الإمارات، وأكمل العام الماضي نصف قرن من البث، وفي العام نفسه صدرت جريدة الاتحاد، وعلى الرغم من أن الاتحاد لم يقم بعد في ذلك الوقت، فإن إصرار المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، على أن تسمى الجريدة بهذا الاسم؛ يكشف لنا إيمانه بفكرة الاتحاد.
مشاركة :