إعداد: هشام مدخنة غير ملايين الأمريكيين خطط سفرهم وسط الوباء، وتحول البعض إلى رحلات برية هذا الصيف وأرجأ آخرون السفر لمسافات طويلة جواً وبحراً حتى العام المقبل أو ما بعده.ولكن يبدو أنه ما زال هناك مصطافين واعدين، أكثر تفاؤلاً، يضعون الخطط ويتمسكون بالحجوزات التي أجروها قبل انتشار «كوفيد- 19»، وغالبيتهم من الأثرياء مع تطور الكيفية التي يسافرون بها أيضاً؛ حيث يرى خبراء الصناعة أن هذه المرونة بين المسافرين من أصحاب الأموال علامة مشجعة على أن ارتداد القطاع السياحي قد يكون على الأبواب. توقعت ميستي بيلز، المدير الإداري في شركة «فيرتوسو» الشبكة العالمية الفاخرة والرائدة في صناعة السفر، أن يميل المسافرون من عملاء وكالات السفر الفاخر إلى الانتظار والترقب في ظل الوباء الحالي بدلاً من إلغاء حجوزاتهم، فذلك يشعرهم بالراحة أكثر، لأنهم على دراية جيدة بالسفر وهو جزء متأصل من نمط حياتهم، خصوصاً إذا لم تكن هناك عقوبة مالية مترتبة على ذلك.ويرى جون جروتزنر، رئيس شركتي «إنسايت» و«لاكشيري جولد» للعطلات الفاخرة، أن هذا هو الحال بالفعل. وأن زبائنهم هم أول الضيوف الذين يعودون ويشعرون براحة أكبر في السفر؛ حيث تمنح الشركتان 80% معدلات توفير على حجوزات عملائها. وهذا يعني أن 8 من كل 10 عملاء إما يحتفظون بحجوزاتهم كما هي، أو يُجدولون الحجز في تاريخ لاحق، أو يأخذون رصيد سفر مستقبلي بدلاً من الإلغاء الفوري لاسترداد الأموال.وقامت شركة فيرتوسو باستطلاع شمل المسافرين الأثرياء، وتبين أن 39% منهم على استعداد للسفر في غضون ثلاثة أشهر، و66% أبدوا استعدادهم لركوب طائرة على الفور. تزايد الطلب على الرغم من ارتفاع الأسعار في حين أن عام 2020 كانت سيئة إلى حد كبير لشركات السياحة والسفر، إلا أن الحجوزات لعام 2021 قوية مع عودة الناس وبدء رؤية ضوء في نهاية النفق؛ حيث يرفع الطلب المتزايد بين عملاء الرحلات الفاخرة كثافة الحجوزات للربع الأول حتى الربع الثالث من العام المقبل، وحتى عام 2022، على الرغم من ارتفاع الأسعار بنحو 12% في الآونة الأخيرة. إلى أين يتجه الميسورون؟ يتجه المصطافون عموماً والميسورون خصوصاً الذين يقيمون في الولايات المتحدة إلى حجز أماكن ذات معدلات إصابة ثابتة أو منخفضة ب«كوفيد- 19»، لتمضية فترات إجازاتهم، والتي تضم الكثير من المساحات المفتوحة والواسعة، إضافة إلى المرافق الطبية الجيدة.تم حجز العديد من المنتجعات الجبلية الفاخرة مثل «سانت ريجيس أسبن»، في كولورادو، و«مونتاج دير فالي» في بارك سيتي، يوتا، اللذين يوفران تجربة تزلج فريدة ووجهة صيفية غير عادية في الهواء النقي هناك.في وقت مبكر من الوباء، تحول العديد من المسافرين الأثرياء إلى المزيد من الحجوزات المحلية، في حين بدؤوا اليوم في حجز الرحلات إلى الخارج، على الرغم من استمرار القيود المفروضة على الحدود بين الولايات المتحدة والعديد من الوجهات الشعبية بما في ذلك كندا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي وحتى جزر البهاما. وبحسب وكالات السفر، هناك تحول في الحجوزات من السفر المحلي إلى الخارجي بدءاً من أوائل يوليو/تموز الماضي.يتم أيضاً حجز الرحلات البحرية والنهرية من قبل المصطافين في الولايات المتحدة الذين أثبتوا ولاءهم المطلق للطرادات والسفن السياحية، على الرغم من أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قد مددت أمر عدم الإبحار للسفن التي تحمل على متنها 250 راكباً على الأقل في المياه الأمريكية حتى 30 سبتمبر/أيلول. وأبلغت «فيرتوسو» عن قفزات بنسبة 30% في الرحلات النهرية و4% في الرحلات العامة لشهر يناير/كانون الثاني القادم. وترى وكالات السفر العالمية، أن خطوط الرحلات البحرية ستصبح أقوى مما كانت عليه بعد الوباء، وأنها تضم أطباء ومرافق صحية مجهزة بالكامل. حجوزات مرنة وامتيازات يشعر المسافرون اليوم بالراحة أكثر عند تخطيطهم أو حجزهم لرحلة ترفيهية، لأن خطوط الرحلات البحرية والفنادق وشركات السياحة وصانعي السفر الآخرين قد خففوا بالفعل القيود وسياسات إلغاء الحجوزات التي كانت مفروضة بالسابق؛ حيث أصبحت مرنة أكثر ومن المنتظر أن تستمر كذلك طوال عام 2020، فلا حاجة لإلغاء الحجوزات بعد الآن.على سبيل المثال، تعمل «إنسايت» و«لاكشري جولد»، جنباً إلى جنب مع شركات سياحية أخرى، على تقليل الدفعات المقدمة للرحلات إلى 99 دولاراً، وتقليل أعداد الأشخاص داخل المجموعة الواحدة، وإضافة خيار المجموعات الخاصة ممن يريدون تجربة سفر وإجازة مريحة مع الأشخاص من ذوي التفكير المماثل وبتكلفة إضافية، والسماح للمصطافين بتغيير التواريخ والوجهات عبر العلامات التجارية، كما أنهم يعملون بقدر كبير من الجودة والتعقيم لتلبية احتياجات زمن الوباء الحالي وضمان النظافة المطلقة على متن رحلاتهم. مع من يسافرون؟ وجدت «فيرتوسو» في استطلاعها أن 76% من المسافرين الأثرياء يفكرون في تجربة سفر سريعة وسهلة، مع مجموعة من الأقارب أو الأصدقاء الأصحاء بدنياً والذين يسافرون معاً ويتشاركون المساحات بوعي وحذر للحد من التعرض لمسببات الأمراض.ولمس الاستطلاع رغبة قوية في عودة اجتماع الناس مع بعضهم البعض في رحلات سياحية ترفيهية، سواء السفر مع عائلة أخرى من الأقارب أو عائلة مماثلة ممن طبقوا التباعد الاجتماعي ووسائل الوقاية من فيروس «كورونا» بنفس الطريقة. مما يتيح تجربة عطلة اجتماعية أكثر تميزاً.وأن معظم المسافرين الأثرياء يفضلون أيضاً حجوزات اليخوت والطائرات الخاصة؛ حيث شهدت هذه الوسيلة في السفر ارتفاعاً ملحوظاً في الاستخدام الحصري. وأصبحت حجوزات الفنادق الصغيرة ذات الأعداد والتجمعات القليلة أو الفلل والمنتجعات الخاصة من خيارات الإقامة الرئيسية للسياح.
مشاركة :