إمام المسجد الحرام: القرآن نظم حياة البشر في منهج قويم

  • 8/8/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. عبدالله الجهني، أن الله أرسل الرسل، وأنزل معهم الكتب لدعوة الناس إلى توحيده وحده لا شريك له، ولإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولهدايتهم بعد غوايتهم، موضحًا أن الله «عز وجل» بعث إلى هذه الأمة، وهي آخر الأمم، خير الرسل وأفضل الأنبياء رسولنا محمدًا «صلى الله عليه وسلم» الذي اختاره واصطفاه من بين الرسل.وأفاد في خطبة الجمعة، التي ألقاها أمس في الحرم المكي الشريف، أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» كان رحيما وشفيقا وناصحا ومحبا للخير لأمته، وكان من هديه الوصية، بمعنى العهد، وتكون بالمال وغيره، والتي بالمال هي الوصية الشرعية محلها الفقه، ويتحقق فيه معنى الوصل؛ لأن الموصي قد وصل بوصيته من أوصى إليه بها، أي بجزء من ماله فوصله بها، أما الوصية التي في غير المال، فهي بمعنى التوجيه والنصح والإرشاد، وتتحقق المصلحة بجلب النفع أو بدفع الضر.وأضاف: «نظم القرآن حياة البشر في منهج قويم من جميع الجوانب، فمن جانب علاقته بربه أوضح له العقائد الإلهية وما يتبعها من الغيبيات في أركان الإيمان الستة، وفصل له في العبادات، ونظم قواعد المعاملات التي يرتبط بها البشر بعضهم ببعض، فوحّد بينهم بالأخوة في الإسلام، ونظم طريق الكسب والمعيشة في خصوص المال، عصب الحياة، وكذلك نظم ميزان العدل في الأرض، ووضع السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية في هذه الآية الواحدة، وأكثر من ذلك».وأكد د. الجهني أن القرآن نور، يرفع به أقوامًا، ويضع به آخرين، فمن أخذ به وعمل كان من السعداء عند الله، ومن هجره وأعرض خاب وخسر في دنياه وأخراه، وكان من أشقى الأشقياء.وفي المدينة المنورة، أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالمحسن القاسم، بتقوى الله، واتباع أوامره، واجتناب معصيته، وأن يحاسب المرء نفسه، مبينًا أن نصيب الإنسان من الدنيا عُمرُه، فإن أحسن اغتنامه فيما ينفعه في دار القرار فقد ربحت تجارته، وإن أساء اغتنامه وأكثر المعاصي والسيئات بارت بضاعته وخسر الدنيا والآخرة.وبيّن أن تعاقب الشهور والأعوام على العباد من نِعم الله الغِزار، مضيفًا إن نعمتين إن لم يغتنمهما المرء فهو خاسر وسيندم عليهما، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ».وأوضح أن الله أقسم في آيات عديدة من كتابه بأجزاء من الوقت بالليل والنهار والفجر والصبح والعصر والضحى، مبينًا أن الليالي والأيام خزائن للأعمال، ومراحل للأعمار، تبلي الجديد، وتقرب البعيد.وحضّ فضيلته على محاسبة النفس والاطلاع على عيوبها ونقائصها ومثالبها؛ لأن ذلك يلجمها عن الغيّ، وإلى معرفة العبد نفسه، وأن مآله إلى القبر يورثه تذللًا وعبودية لله، فلا يعجب بعمله مهما عظم، ولا يحتقر ذنبًا مهما صغر.وتابع: «إذا جالست الناس فكن واعظًا لقلبك، فالخلق يراقبون ظاهرك، والله يراقب باطنك، ومن صحّ باطنه بالمراقبة والإخلاص، زيّن الله ظاهره بالصلاح والفلاح»، مبينًا أن التعرّف على حق الله وعظيم فضله ومنّه، وتذكّر كثرة نعمه وآلائه يدعو إلى الله، ويدرك المرء معه تقصيره على شكر النعم، وأنه لا نجاة إلا بالرجوع إليه، وأن يطاع فلا يعصى، وأن يشكر فلا يكفر.وبيّن أنه ما ابتعد مَن ابتعد عن الله إلا بغفلته ونسيانه عن محاسبة الله له، وأن من يقع في السيئات ويتّكل على عفو الله ورحمته فقد خادع نفسه، فالكريم لا يقابل بالأعمال السيئة.

مشاركة :