بينما لا يزال اللبنانيون يلملمون الأضرار التي لحقت بهم جرّاء الانفجار الذي هزّ مرفأ مدينة بيروت، عبّر برنامج الأغذية العالمي عن قلقه من أن الضرر الذي لحق بمرفأ بيروت سيتسبب في تفاقم وضع الأمن الغذائي الصعب أساساً. وقال البرنامج أمس، إنه «يعتزم استيراد دقيق القمح والحبوب للمخابز والمطاحن وذلك للمساعدة في الحيلولة دون نقص الغذاء في لبنان».وفي هذا الإطار أكّد مصدر لبناني مطلع أنّ كمية القمح التي «أُهدرت في الأهراءات تتراوح ما بين 50 و60 ألف طن قمح أي ما كان يؤمّن حاجة السوق لشهرين»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن لبنان يعاني من أزمة تخزين لا أزمة قمح، إذ إنه «وبعد تضرر الأهراءات لا يوجد مكان للتخزين إلا المطاحن».وشرح المصدر أنه «في الوقت الذي تتسع الأهراءات لـ120 ألف طن قمح لا تتسع مخازن أكبر المطاحن اللبنانية لأكثر من 15 ألف طن، تُضاف إليها المخازن التابعة لوزارة الاقتصاد والموجودة في البقاع والتي تتسع لـ4 آلاف طن على أبعد تقدير».وانطلاقاً مما تقدّم عدّ المصدر أنّ لبنان بات بحاجة إلى استيراد القمح بشكل مستمر، الأمر الذي يطرح تساؤلات عدة منها يتعلق «بعدد أرصفة مرفأ طرابلس ومدى جهوزيته لاستقبال بواخر كبيرة، فضلاً عن عوائق لوجيستيّة تتعلّق بنقل القمح من طرابلس إلى بيروت مثل زحمة السير وضيق الطرقات التي لا تسمح للشاحنات بالمرور».ويُشار إلى أنّ منظمة الأغذية والزراعة العالمية كانت قد أعلنت في وقت سابق عن خشيتها من حصول «مشكلة في توافر الطحين» في لبنان «في الأجل القصير» بعد الانفجار، وأعلن مسؤول الطوارئ في المنظمة، دومينيك بورجون لوكالة «الصحافة الفرنسية»، أنه تلقى رسالة قصيرة جداً من مسؤول «فاو» في بيروت، وأن هناك «خوفاً من أنّ كمية كبيرة من احتياطيات القمح في المرفأ قد تضررت أو دُمِّرت جراء الانفجار».وطمأن مصدر معنيّ بأنّ «هناك 35 ألف طن قمح تكفي لشهر وأسبوع فضلاً عن 4 بواخر تحمل 28 ألف طن آخر». وكشف المصدر في حديث مع «الشرق الأوسط» أنّه بالنسبة لمشكلة التخزين «فالعمل جارٍ للاتفاق مع المصانع الكبرى في بيروت للاستعانة بمخازنها»، فضلاً عن «تقديم برنامج الأغذية العالمي مخازن متحركة (mobile stocks)».ولفت المصدر إلى أنّ المشكلة الأساسية كانت أيضاً عند المطاحن في منطقة الجنوب، إذ من الصعب إيصال القمح لها من طرابلس ولكن «على ما يبدو ستتم الاستعانة بمرفأ صيدا».وكان وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمه قد أكّد بُعيد الانفجار أنه «لا يمكن استخدام القمح في الأهراءات لأنها ملوثة»، وأنه «سيتم استيراد الطحين، وهناك قمح بكميات كافية لدى المطاحن».
مشاركة :