المملكة العربية السعودية الشقيقة شرفها الله سبحانه برعاية الأماكن المقدسة للمسلمين والاهتمام بالمعالم الإسلامية التي تحكي عن تاريخ وأصالة الأرض الطاهرة التي نزل فيها الوحي على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، فهي الأرض التي احتضنت أتباع محمد عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين والأرض المقدسة التي توجد فيها الكعبة المشرفة وهي قبلة المسلمين التي يؤدي أكثر من مليار مسلم صلواتهم الخمس يوميا في اتجاهها، والبلد التي يأتي إليها المسلمون من كل حدب وصوب من مشارق الأرض ومغاربها خلال موسم الحج لأداء مناسك الحج. فخلال فترة أداء شعائر الحج سنويا تحتضن المملكة العربية السعودية أكثر من مليوني مسلم يأتون لأداء ركن عظيم من أركان الإسلام لمن يستطيع إليه سبيلا في تظاهرة روحانية وإيمانية ودينية لا مثيل لها طلبا للرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى، كما أنه وعلى مدار العام تحتضن المملكة العربية السعودية ملايين المسلمين من المعتمرين الذين يتوافدون على أراضي المملكة لزيارة المشاعر المقدسة وأداء مناسك العمرة، ولذلك عملت المملكة العربية السعودية وانطلاقا من الواجبات التي تشرفت بها ومسؤوليتها في الحفاظ على أماكن المسلمين المقدسة وحماية أمن واستقرار زوار بيت الله الحرام على مدار العام عملت على توفير الظروف الملائمة للحجاج والمعتمرين لأداء مناسكهم بكل سهولة ويسر.فقد عملت المملكة العربية السعودية على توسعة الحرم المكي الشريف وإدخال التعديلات والترميمات لمواجهة الأعداد المتزايدة من حجاج ومعتمرين خصوصا خلال موسم الحج الذي يشهد توافد الحجاج بأعداد كبيرة تتجاوز المليونين من الحجاج وذلك في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السعودية الحكيمة لاستيعاب هذه الأعداد ولتلافي الإشكالات التي قد تحدث من جراء التزاحم خلال فترة الذروة والتي قد تعرض حياة الحجاج للخطر لا قدر الله.كما تتخذ المملكة العربية السعودية كل الإجراءات الاحترازية اللازمة لتوفير الأجواء المناسبة والآمنة للحجيج والتصدي لمحاولات البعض من الدخلاء لتعكير الأجواء الروحانية وإفساد موسم الحج وإحراج المملكة العربية السعودية وتصويرها بأنها غير قادرة على احتضان هذه الأعداد الكبيرة من ضيوف الرحمن التي تأتي إليها لأداء فريضة الحج.فبفضل يقظة رجال الأمن البواسل وهم العين الساهرة على راحة الحجيج نجحت السعودية والحمد لله في أعوام سابقة في التصدي لكل هذه المحاولات اليائسة التي تهدف إلى النيل من المملكة العربية السعودية وخصوصا من جانب الحجاج الإيرانيين المسيسين الذين يتلقون تعليماتهم وتوجيهاتهم من نظام الملالي في طهران.ومثلما نجحت المملكة العربية السعودية في الأعوام السابقة في تنظيم موسم الحج فقد نجحت هذا العام أيضا، ليضاف هذا النجاح إلى نجاحاتها السابقة رغم الظروف الصعبة التي تسببت فيها جائحة كورونا كوفيد-19 التي أصابت العالم ووضعت المملكة أمام تحدي التوفيق بين أداء مناسك الحج والحفاظ على صحة وسلامة الحجاج، ولم تلجأ السعودية إلى اتخاذ قرار بمنع هذه أداء الفريضة التي فرضت على كل مسلم ومسلمة وذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبفضل توجيهات القيادة السعودية. حيث نجحت المملكة في التوفيق بين هذا وذاك وأدى الحجاج مناسكهم بكل سهولة ويسر في إطار الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها، فقد رأينا وشاهد العالم أجمع كيف تمكن الحجاج من أداء مناسكهم بكل سهولة ويسر وانتهى موسم الحج من دون تفشٍ للوباء ومن دون إصابات بالفيروس والحمد لله.فألف مبروك للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وللشعب السعودي الشقيق هذا النجاح الذي وجه رسالة قوية للذين شككوا في قدرة المملكة على تنظيم موسم الحج في ظل ظروف هذا الوباء والجائحة.