كمامات تطبع الابتسامة على وجوه الفرنسيين | | صحيفة العرب

  • 8/8/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وجدت شركة فرنسية أن في طبع ابتسامة الأشخاص على كماماتهم حلا لتفادي تحويل الناس إلى نسخ متشابهة، إلى جانب أنها فرصة لتشجيعهم أيضا على الالتزام بهذا الإجراء الهادف للوقاية من فايروس كورونا. ليون (فرنسا) – هل تُحوّل الكمامات الفرنسيين جيشا من التعساء مجهولي الهوية، بعدما أصبحوا جميعا يضعونها على وجوههم؟ الحلّ لهذه المشكلة وجدته شركة من مدينة ليون الفرنسية، وهو طبع ابتسامة كل شخص على كمامته. قال لودوفيك بونوم، المؤسس الشريك لشركة “تشيزبوكس” في ضاحية ليون في شرق فرنسا، “لقد أطلقنا هذه العملية في بداية الحجر المنزلي ولم تكن الشركات متجاوبة كثيرا، ولكن الآن بدأ الجميع يدرك أنه علينا التعايش مع هذه الكمامات، وبالتالي ازداد حجم الطلب لدينا”. وإذ لاحظ بونوم أن “إعادة الموظفين إلى مكاتبهم تعتبر إشكالية كبيرة اليوم”، رأى أن من شأن طبع الابتسامات على الكمامات أن “يريحهم ويضيف شيئا من المرح” إلى هذه العودة. وهذه “الكمامات الباسمة” مخصصة قبل كل شيء للموظفين الذين يرغبون في “أنسنة العلاقة” مع زبائنهم، لكن “تشيزبوكس” توفّرها أيضا للأفراد في حال تعدّت الكمية المطلوبة الخمسين. وروى بونوم “ذهبت للتبضّع وأنا أضع كمامة مماثلة، فابتسم لي الناس”. وأُطلِقَت على هذه الكمامات تسمية “ماسكد”، وهي مخصصة للعامّة، ومطابقة لمواصفات “أفنور” (تصفّي الجزيئات من حجم 3 ميكرون بنسبة 76 في المئة)، ويمكن غسلها عشر مرّات. ويبلغ ثمن كل كمامة من نوع “ماسكد” 7.8 يورو، علما أنها تصنع في مونبيلييه (جنوب فرنسا). وشركة “تشيزبوكس” التي تأسست في العام 2003، متخصصة أصلا في تأجير مقصورات التصوير للمناسبات. وتُستَخدَم هذه المقصورات أيضا لتصوير الأشخاص الراغبين في إضفاء طابع شخصي على كماماتهم. وأصبح وضع الكمامات إلزاميا في الأماكن المفتوحة وكذلك المغلقة التي تستقبل جمهورا “وخصوصا المحلات التجارية” في عدة مدن فرنسية كبرى، في وقت تسعى فيه فرنسا إلى مكافحة عودة وباء كورونا للظهور مرة أخرى. وأعلنت الحكومة الفرنسية، في يوليو الماضي، من خلال قرار جديد عن أن الأشخاص الذين لا يلتزمون بوضع كمامات في الأماكن العامة المغلقة يعرّضون أنفسهم لدفع غرامة تبلغ 135 يورو. والكمامات إلزامية حاليا في وسائل النقل العام في فرنسا، ويعاقب المخالفون بغرامة بالمبلغ نفسه في بلد سجل أكثر من 30.150 حالة وفاة جرّاء الوباء. وأمام انتهاج عدد من الدول حول العالم لنفس الإجراء الإلزامي الذي يقضي بوضع الكمامات في المنتزهات والأماكن العامة والفضاءات التجارية الكبرى كجزء من إجراءات الوقاية اليومية من انتشار الفايروس، بدأت دور الأزياء والشركات بمختلف اختصاصاتها تبحث عن طرق مبتكرة لتشجيع الناس على ارتداء الكمامة. وفي يونيو الماضي، نجح مستثمرون بلجيكيون من الشباب في ابتكار قناع للوجه يظهر بسمة الشخص الذي يضعه، وقد لقيت هذه الفكرة استحسان العديد من الجهات من بينهم ندل المطاعم، والمعالجون الراغبون في إظهار جانب إنساني أكبر لمرضاهم. ويقوم هذا القناع الذي يحمل اسم “سمايلينغ ماسك” على التقاط صورة للجزء السفلي من الوجه بواسطة جهاز تصوير فوري، ثم طبعها على كمامة قماشية. وقال شارل دو بيلفروا، أحد مصنعي أقنعة سمايلينغ ماسك، “في المستشفيات ودور المسنين وبعض المتاجر، يُنظر إلى الأقنعة في أحيان كثيرة على أنها تفتقر إلى الجانب الإنساني. مع إعادة الطابع الحقيقي لوجه الطبيب أو المعالجة، يتحسن الوضع النفسي لدى المرضى”. ولم يقتصر الاهتمام بهذه الفكرة على القطاع الصحي، إذ أكد القائمون على المشروع أن هذه الكمامات “توفر إضافة حقيقية للعاملين في المطاعم ومصففي الشعر، إذ من المهم لديهم إضفاء مشاعر على وجه من يحمله”.

مشاركة :