نفى أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم (الجمعة)، وجود أسلحة أو أي مواد تابعة للحزب في مرفأ بيروت الذي شهد الثلاثاء انفجارا مدمرا. جاء ذلك في كلمة ألقاها نصر الله عبر شاشة (قناة المنار) التابعة لحزب الله، أبدى فيها أسفه لقيام بعض وسائل الاعلام المحلية والعربية وبعض القوى السياسية في الساعات الأولى للانفجار باصدار روايات وأحكام مسبقة ومواقف تتحدث عن وجود صواريخ ومتفجرات للحزب في المرفأ. واعتبر أن المواقف والأحكام المسبقة هدفت الى تحريض الشعب اللبناني على حزبه، وقال إن "هذا مستوى عال جدا من الظلم والتجني". وقال نصر الله "أؤكد وأعلن نفيا قاطعا مطلقا حاسما جازما حازما أنه لا يوجد شىء للحزب بالمرفأ"، وشدد على أنه لا يوجد ولم يوجد لحزب الله "مخزن سلاح أو مخزن صواريخ أو بندقية أو قنبلة أو رصاصة أو نيترات" في المرفأ. وأضاف "لا ندير المرفأ ولا نتدخل فيه ولا نعرف ما هو موجود بداخله والتحقيق الجاري والحقائق ستظهر ذلك، لأن الموضوع ليس معقدا وعندما تظهر الحقائق أطلب من الشعب اللبناني محاكمة المحطات التي ضللت هذه الحقائق والتي حرضت وسعت إلى دفع البلد إلى حرب أهلية". ورأى أن هناك "استغلالا سياسيا للحادث ونحن مصرون على أن اللحظة الحالية ليست لحظة محاسبات سياسية وحزبية". ووصف ما حصل في بيروت بأنه "فاجعة كبرى" إنسانيا ووطنيا بكل المعايير وان تداعياتها خطيرة وكبيرة جداً ولها نتائج اجتماعية وصحية واقتصادية. ولفت إلى أن الانفجار كان "عابرا" للطوائف والمناطق وأن الأذى لحق بكل أحياء بيروت التي "تختصر" لبنان. واعتبر أن الفاجعة تحتاج إلى تعاط استثنائي على كل الصعد مثمنا حالة التعاضد الجماعي والمبادرات والتعاطف في البلد رغم كل ما يعيشه من أزمات. ووضع نصر الله حزبه بكل مؤسساته وأفراده بتصرف الدولة اللبنانية لتجاوز هذه الأزمة كما أكد أن الحزب مستعد للمساهمة في مشروع الإيواء للناس الذين فقدوا بيوتهم. وفي ردود الفعل الخارجية، اعتبر نصر الله أن المشهد الخارجي كان ايجابيا ومتعاطفا من خلال مواقف الكثير من الدول والمرجعيات الكبرى في العالم، وقال "ننظر بايجابية الى كل زيارة ومساعدة في هذه الأيام اذا كانت تهدف الى لم الشمل والحوار". وشدد على إجراء تحقيق نزيه في ما حصل ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته مقصرا أو مهملا أو فاسدا، مؤكدا أنه "يجب إنزال العقاب العادل بكل من يثبت تورطه بعيدا عن أي حسابات أو انتماءات، ومعاقبة كل من يثبت تورطه". وحول ضمان الشفافية في التحقيق حول الانفجار، قال إن "كل القوى السياسية تعلن ثقتها بالجيش اللبناني، فإذا كانت مؤسسة الجيش موثوقة لدى اللبنانيين والزعامات فليتم تكليفه التحقيق بالحادثة". وأضاف "إذا كانت الدولة اللبنانية بكل سلطاتها لم تستطع بهذا الملف أن تصل إلى نتيجة في التحقيق والمحاكمة فذلك يعني أنه لا يوجد أمل ببناء دولة"، وتابع أن "المهمل والمفسد لا دين له أو طائفة يجب أن يحاسب على ما قام به ولا يجوز أن يذهب التحقيق والمحاكمة على قاعدة التوازن الطائفي". وضرب انفجار ضخم مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي إثر حريق اندلع في مخزن يضم 2750 طنا من "نيترات الأمونيوم" شديدة الانفجار والمخزنة منذ عام 2014، ما أوقع 154 قتيلا والاف الجرحى وخسائر مادية هائلة قدرت قيمتها بما يتراوح بين 10 و15 مليار دولار، بحسب السلطات اللبنانية. ورجح الرئيس اللبناني ميشال عون في تصريحات للصحفيين المعتمدين في القصر الجمهوري اليوم أن يكون الانفجار نتيجة "الإهمال أو تدخل خارجي بصاروخ أو قنبلة". وقال عون انه طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار بيروت الخميس، صورا جوية "إذا ما كانت متوفرة لدى الفرنسيين كي نستطيع أن نحدد إذا ما كانت هناك طائرات في الأجواء أو صواريخ". وكان الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة حسان دياب، قد تعهدا الأربعاء بإجراء تحقيق شفاف وسريع لكشف ملابسات التفجير، وسط مطالبات بتحقيق دولي. وفرضت الحكومة اللبنانية حالة الطوارئ في بيروت لمدة أسبوعين قابلة للتجديد، وطلبت فرض الإقامة الجبرية على كافة المسؤولين عن تخزين المواد المتفجرة في مرفأ بيروت كما أوقف القضاء العسكري 16 شخصا منهم على ذمة التحقيق.
مشاركة :