التدليل الزائد والعقاب المشدد يسقطان مراهقة في براثن المخدرات

  • 7/20/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دفع التدليل الزائد، ومن بعدها العقاب المشدد، والضرب والحرمان من الخروج لفتاة مراهقة للهرب من بيت أهلها في سن مبكرة، وإدمانها للحبوب المخدرة، وارتكاب أخطاء أخرى أدت بها إلى دخول السجن بعدما اعتادت الهرب الذي دفع الأسرة لطردها. وفقاً لأمل الفقاعي الأخصائية الاجتماعية بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي، نجد نظرة المجتمع إلى الفتاة أو المرأة التي تتورط في جريمة بشكل عام، ومنها جريمة تعاطي المواد المخدرة، هي وصمة عار للأسرة، بل للمجتمع من دون البحث في السبب الذي دفعها لفعل ذلك، أو تورطها في مثل هذه القضايا. وأضافت أن الأسرة غالبا ما تقوم بنبذها كلياً، بل ترفض التواصل معها أو احتضانها أو علاجها لإعادتها إلى الطريق السليم، وتركها تتحمل نتيجة خطئها منفردة، وهو ما يدفعها ربما لجرائم أخطر، وأكبر. أسباب وأكدت أمل الفقاعي أن تعاطي المخدرات بداية في سن صغيرة، هو إما أن يكون وراءه صديق سوء، وعدم رقابة من الأسرة، أو حب التجربة، وكلها مسببات من الممكن علاجها والقضاء عليها باكراً إذا انتبهت الأسرة، وحاولت علاج الأمر سريعا بإبعاد تلك المسببات ووضع الابن أو الابنة تحت العلاج والتأهيل المبكر لعدم تفاقم المشكلة، لافتة إلى أن الفتاة عند تورطها في قضية تعاطي المواد المخدرة، أو المؤثرات العقلية فهي تحتاج إلى علاج مكثف أكثر من الشاب، لأنها تكون بفعلتها خسرت كل شيء من حولها، ما يؤثر بالسلب في نفسيتها ووضعها بشكل عام، وخاصة عندما تشعر بتخلي الجميع عنها وخاصة الأسرة. واقعة وتشير لواقعة فتاة تبلغ من العمر 26 عاماً تخضع حاليا لبرنامج الفحص الدوري، تورطت في قضية تعاطي حبوب مخدرة من خلال شخص تعرفت إليه ووثقت به كانت تربطها به علاقة عاطفية من دون أن تدري أنه متورط في عدد من قضايا المخدرات. وأوضحت أن الواقعة بدأت عندما وردت معلومة عن أحد الأشخاص يتعاطى المخدرات، وأثناء ضبطه كانت تلك الفتاة بصحبته، وألقي القبض عليهما، وبأجراء فحص الدم لها، تبين أنه إيجابي للتعاطي، وعندما علمت باحتجازها دخلت في نوبة عصبية هستيرية رافضة احتجازها حتى لا يعلم أهلها بالأمر، متهمة صديقها بتعليمها تعاطي المواد المخدرة، وأنها انصاعت لطلباته، لأنه أوهمها بحبه لها. وأضافت أنه بدراسة حالة الفتاة وظروف معيشتها تبين أنها الابنة الصغرى لأسرتها، وكانت مدللة بشكل مبالغ فيه، واستغلت الفتاة هذا التدليل في العيش بحرية كاملة، حيث بدأت بالتعرف الى شباب غرباء منذ أن كان عمرها 13 عاماً، ورغم نصيحة أهلها لها بالابتعاد عن هذه السلوكات، واللجوء لضربها بعنف وحرمانها من الخروج من المنزل، انعكس الأمر سلباً وبدأت الفتاة تعرف طريق الهرب من البيت، ولجأت للعيش في بيوت غرباء تاركة دراستها، وبدلاً من لجوء الأهل لإصلاح الأمر بهدوء وعقلانية تمت مقاطعتها كلياً، ورفضوا استقبالها في بيت الأسرة، وعدم السؤال عنها، مما ترتب عليه لجوؤها للتعرف إلى أشخاص للصرف عليها، مقابل التنازل عن كرامتها، إلى أن تعرفت الى الشاب الأخير، الذي قام باستئجار شقة لها، وانطلقت معه لحياة التعاطي، وشرب المسكرات وغيرها، حتى ألقي القبض عليها في قضية سكر، وهتك عرض بالرضا ونالت عقابها، وخرجت ولم تجد مأوى آخر سواه فعادت مجدداً لحياته، إلى أن ألقي القبض عليها في قضية تعاطي المخدرات. البداية الخاطئة وأكدت أمل الفقاعي أن الخطأ الأكبر كان البداية الخاطئة في التدليل الزائد للفتاة، وعدم مراقبة تصرفاتها من قبل الأسرة وهي في سن صغيرة، والخطأ الآخر عندما تم ضربها وحرمانها من الخروج من دون محاولة الاقتراب منها وإثنائها عن أفعالها الخاطئة ومحاولة إصلاحها، وعدم الحديث معها عن أي محرمات، وتوعيتها بالصحيح والخطأ في أمور الحياة والدين، أو حرمة تعاطي المخدرات والحبوب وغيرها، وحرمة مصادقة الغرباء وغيرها من الأمور التي يجب على كل أسرة أن تقوم بتوعية بناتها منها ومن عواقبها. دور الأسر وطالبت الفقاعي الأسر بضرورة وعيهم بدورهم في حياة أبنائهم، فليس دور الأسرة توفير المأكل والملبس، وتوفير المال، بل الرقابة والتوعية بأمور ديننا الإسلامي الصحيح، وعاداتنا وتقاليدنا ، والمحافظة أهم كثيرا من أي أمور اخرى، وضرورة إبعاد أبنائهم عن أصدقاء السوء ليس بالعنف ولكن بالإقناع، والتربية السليمة، وتوعيتهم بحرمة الدخول في علاقات مشبوهة، مؤكدة أن الفتاة حاليا تتواجد خلف القضبان وحيدة، ومعرضة للسجن نتيجة ضبطها في قضية تعاطي للحبوب المخدرة، وبالتأكيد عندما تخرج من محبسها ولم تجد من يحتويها سوف تكرر فعلها مناشدة الأسر والمجتمع أن يبتعدوا عن نظرات الإذلال ولكن محاولة إصلاحه. إصلاح وتقويم أكدت أمل الفقاعي أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ومن خلال استراتيجيتها للحد من جرائم المخدرات بشكل عام، ومساعدة التائبين والعمل على أصلاحهم، وادماجهم في المجتمع مجددا، تقوم بمتابعة مثل هذه الحالات ومحاولة العمل على علاجها وتأهيلها للإقلاع عن تلك الآفة، ومساعدتهم مادياً ومعنوياً حتى لا يكونوا عرضة للانتكاس مجددا لتلك الآفة الخطرة، كما يتم التواصل مع الأسر، خاصة في مثل تلك الحالة من أجل إثنائهم عن موقفهم ومحاولة احتضانهم للابنة من جديد، وإعطائها الفرصة لكي تكون فتاة صالحة.

مشاركة :