الطريفي: تاريخ العثمانيين ملطخ برائحة الدم.. وجرائمهم مغيّبة عمدًا

  • 8/8/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشف الكاتب والمؤرخ الدكتور طلال الطريفي أن الأكاديمي التركي زكريا قورشون اعتمد في مقالاته الأخيرة على الخطاب الشعبي الغوغائي لصالح تحقيق أهداف سياسية على عكس المفترض أن يقدمه من طرحٍ نخبوي معتمد على المراجع والمصادر التاريخية، الأمر الذي استلزم الردّ عليه بشكل علمي. وبحث "الطريفي" في تاريخ العثمانيين المركب وجرائهم بالمدينة وقصف الكعبة سنة ١٩١٦ والتهديد بتفجير الغرفة النبوية، وهو ما لم يفعله أبرهة الحبشي حتى إن الملك عبدالعزيز لم يقتل جندياً تركياً رغم فظاعة التهجير والجرائم بحق الإنسانية. وانتقد اندفاع بعض المؤرخين العرب لتلميع التاريخ العثماني المليء بالتدليس والحكايا، واستنكر تغييب جرائم العثمانيين خصوصاً في الجزيرة العربية بسبب الميول المؤدلجة. وقال الكاتب والمؤرخ طلال الطريفي: نحتاج لتصعيد المطالبة باسترداد المقتنيات المسروقة من الحرم النبوي قانونياً على المستوى الدولي، فالمسروقات تُمثل هوية وطن، فهي مسروقة من الجانب التركي وكانت على مراحل من سليم الأول حتى فخري باشا الذي نقل كل ما في الحجرة النبوية حتى راية الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى المكتبات الخاصة بالمدينة نُقلت بكل ما فيها، هم من ساهموا بضياع جزء كبير من التراث. وأضاف في برنامج "سؤال مباشر" على شاشة العربية: هناك دعاية وفرض حالة على العالم العربي تستوجب كتابة مثل هذه المقالات لتستثير العاطفة لدى الإخوان والتيارات المتعاطفة معهم والأصوات المتأرجحة والصامتة بهدف الوصول لتأييد السياسة التركية الحالية. وأردف "الطريفي": لقد اعتمد "قورشون" مسارين متناقضين، ففي بداية العصر الجمهوري هذه العملية التركيبية سار عليها المؤرخون الأتراك، لكن كانت بنبذ كل ماضٍ عثماني، لكن في المرحلة الحالية مع حزب العدالة والتنمية عند صياغة التاريخ يعودون للماضي العثماني وإحياء المظاهر العثمانية داخل المجتمعات أو من خلال فرض السياسة، وهذا أفضى لتاريخ افتراضي مُدلس مليء بالحكايا. وعن الشواهد المغيّبة ضمن التاريخ العثماني، قال "الطريفي": بداية دخول سليم الأول في القرن العاشر عندما دخل الشام ومصر فقد دخلوا كالغزاة ومثل المغول بل أشد من ذلك، فكان يمشي الجندي العثماني داخل الأسواق العربية يشرب الخمر في نهار رمضان، وهذا فيه تعميق للفساد وعندما تُسبى النساء ويحولن لعبيد في بلاط الأتراك حينما يأتون لأرباب الحفر ويسرقون الرخام للقصور التركية. وأضاف: العثمانيون لم يقيموا وزناً للمقدسات فحينما احتلوا، وأنا هنا أتعمد ذكر مصطلح احتلال لكنه كان بالإكراه والقوة، فعندما احتلوا الحجاز عام ٩٣٢ وبعد تسع سنوات استباحوا الحرم وافترشوا الأسواق وأخذوا منها بلا أثمان، وافترشوا أروقة الحرم وأخرجوا الناس من أسواقهم بذريعة الدفاع عن الحرمين. وأردف: استمرت مراحل الامتهان للحرم المكي حتى قصفوا الكعبة، فأبرهة الحبشي لم يقصفها، فهذا شيء لا يقارن بما فعله القرامطة والأحباش، وعندما نتحدث عن المدينة المنورة فنستذكر قضية سفر برلك والتهجير القسري، وقد ذكره كثير من المؤرخين وكثير ممن عاصروا الأحداث وحوّلوا شوارع المدينة لخمارة حتى وصل الجوع بالناس لأكل القطط ونبشوا القبور، إلى جانب مذابح فخري باشا فقد أحرق بلدة كاملة بما فيها وتوّج هذا العمل بسرقة المقتنيات النبوية ثم بتشريك الحجرة النبوية. وعن نظرة الأتراك للسعودية، قال "الطريفي": هذا أمرٌ له جذوره فهم ينظرون للدولة السعودية من باب النديّة ولديهم محاولة للتشفي، ولذلك بدأوا بإشاعة مصطلح الوهابي وتعميقه، ثم انتهجوا الجانب العسكري، وهم يحاولون التشفي بكل ما هو سعودي، فعندما أخرجهم الملك عبدالعزيز من الأحساء كان في الحامية التركية ١٢٠٠جندي، ومع هذا فإنه لم يرق قطرة دم واحدة منهم لكنها الشيمة والتعامل وفق المبدأ الإسلامي. واختتم بالقول: الخلافة تمثل أزمة بالنسبة للأتراك لأن الخلافة لا يمكن أن تنطبق عليهم، فهم يحاولون التشبث بالجانب الروحي فهي دعائية أكثر من كونها عملية، وقضية الرواق العثماني قضية مخجلة للأتراك هي قضية متأصلة بالتاريخ الإسلامي والمصادر التي سبقت الدولة العثمانية.. فالراوق قضية محسومة.

مشاركة :