ضرورة البعد عن المنغصات عند السفر للخارج

  • 11/9/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم : محمد عبدالله الحسيني بعد عدة حوادث مؤسفة تعرض لها بعض أبنائنا في الولايات المتحدة الأمريكية، بصفة خاصة، يبدو أن الوقت قد حان لمراجعة بعض سلوكياتنا، واتخاذ قرار شخصي فيها، لمنع تكرار تلك الحوادث مستقبلاً. نحن مطالبون قبل أي شيء آخر أن ندرك جيداً أهمية التقيد بأنظمة الآخرين، كما نطالب من يأتي إلينا بالتقيد بأنظمتنا، كون ذلك واحد من بديهيات التعامل الدولي بين الشعوب ، نظراً لاختلاف المكون الثقافي، والعادات والتقاليد، وغيرها من الخصائص التي يمتاز بها شعب عن آخر غالباً تؤدي المعرفة بأنظمة الدول التي يزورها الانسان الى تجنبه كثير من المشاكل التي قد يقع فيها بحسن نية، أو لا ينتبه إليها أحد في العادة، لكنها قد تكون لدى دولة أخرى من الجرائم التي يعاقب عليها القانون لديهم، ومن ذلك على سبيل المثال عدم الاهتمام بالتبليغ عن حادث تعرض له طفل صغير بدعوى أنه حدث هين، لكن كثيراً من سلطات الدول الاجنبية تعتبر أمراً كهذا من قبيل التهاون الجسيم الذي يستحق توجيه اتهام ومقاضاة، وإقامة قضية كبرى في المحاكم ضد المتسبب في الحادث، حتى لو كان الأب أو الأم نفسها، وحتى لو لم تكن تقصد هي أو والد الطفل ما حدث. أيضاً نحن نظن أن الدول الأجنبية ستتساهل معنا في بعض الأنظمة والقوانين، ولذا لا نأخذ الحيطة والحذر الواجبين، ولا أدري من أين نأتي بهذه الثقة، فنحن مثل كل شعوب العالم يجب أن نخضع لقوانين الدول الخارجية، حتى لا نفكر في كيفية علاج المشاكل التي قد نتعرض لها، ويذكرني ذلك بحوار جرى بين عمرو بن العاص، وبين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنهما) عندما امتدح عمرو نفسه بأنه لا يدخل موقفاً صعباً إلا نجح في الخروج منه، دون أن يتعرض للمساءلة، أما معاوية فكان أكثر دهاء عندما قال له إنه لا يدخل منذ البداية موقفاً يعرف أنه سيصعب عليه الخروج منه. هناك أمر آخر وهام أود لفت الانتباه إليه، بعد أن لاحظته يتكرر أكثر من مرة، وهو يتعلق بالمشاكل التي تثيرها الخادمات، وما يوجهنه من اتهامات -الله أعلم بصدقها- إلى من يسافرون معهم، ثم يكون ذلك باباً إلى طلب اللجوء السياسي لتلك الدول، أي أنهن يستخدمن السفر في صحبة السعوديين كجسر يعبرون عليه إلى الدول التي تشكل لهم حلماً يصعب تحقيقه بالوسائل العادية من دولهم . لست بالطبع أنصح في هذا المجال بحسن معاملة الخادمات في هذه الرحلات الخارجية فقط، فالإحسان إليهن يجب أن يكون في جميع الأوقات، وليس مقتصراً على حالة زمنية أو مكانية معينة، لكنني أتمنى لو اعتدنا خدمة أنفسنا بانفسنا، حتى لا نتعرض لتلك المشاكل التي باتت تسيئ الينا وإلى اسم المملكة دولياً، باعتبارنا نمثلها في الخارج، ولا شك أن الوقاية كما يقولون أفضل بكثير من انتظار وقوع المشكلة ثم علاجها، لماذا لا نبتعد عن المنغصات بعدم اصطحاب الخادمات في السفر خارج المملكة!! نقلا عن الرياض

مشاركة :