حربنا ضد داعش - د. عبدالعزيز الجار الله

  • 7/20/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عاشت بلادنا مرحلة صعبة من دورة العنف التي فرضت عليها إبان المواجهة مع منظمة القاعدة في أواخر التسعينات الميلادية وما بعدها حين اشتد عنف التطرف بعد احتلال أمريكا للعراق عام 2003م، فقد كانت مواجهة شاملة لهذا العنف لم تكن وزارة الداخلية (الجهاز الأمني والسري والإداري) هي الوحيدة في الحرب على مكافحة الإرهاب بل تعاونت معه جميع أجهزة الدولة دون استثناء، لأن الحرب لم تكن في يوم من الأيام حرب وزارة الداخلية وتحديداً جهاز المباحث ضد المنظمات الإرهابية، فقد كانت حرب جميع أفراد المجتمع ضد إرهاب متطرف، لذا نجحت وزارة الداخلية بتعاون الجميع في كسر العمود الفقري للقاعدة في بلادنا وإن شاء الله إلى الأبد، لكنها بقي في الدول المضطربة قائمة: اليمن، العراق، سورية، ليبيا، ثم جاءت داعش عام 2004م في بداية ولادتها لترث القاعدة بعد أن تضاءل حجم القاعدة ونفوذها في المنطقة وبقيت متركزة في أفغانستان. في المواجهة الأولى تكاتفت جميع الوزارات والقطاعات والهيئات الحكومية والمؤسسات والشركات الكبرى في حدها الأعلى والأدنى في الحرب على الإرهاب، باعتباره واجباً وطنياً ودفاعاً عن الممتلكات والمكتسبات وأيضاً حفظاً على مدخرات الوطن من مخزون بشري وطبيعي واقتصاده العالمي والمحلي، فكان الدعم للعمليات المضادة دعماً علنيا في حرب لا هوادة ولا حياد، أما في المواجهة الحالية ضد داعش وإن كانت داعش أقل ثباتاً وإقناعاً في هيكلها واستمرارها لأنها صناعة عالمية لتحقيق غايات مرحلية، كما أنها أقل تعاطفاً من أبناء المجتمع، إلا أن لها نزعة تخريبية تلتقي معها توجهات بعض الدول والجماعات التي تسعى إلى إضعاف البلاد العربية وتفكيكها بسلاح يلقى قبولاً لدى بعض من الشارع الإسلامي التي مازالت معلقة في حلم عودة الخلافة الإسلامية. عملت داعش على انتزاع أعز ما نملك هم فئة الشباب ممن هم في عمر الزهور الذين يتوقع أن يكونوا على مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية أو مرحلة السنة التحضيرية أو في قاعات التخصصات الجامعية نجدهم عجينة طيعة في أيدي داعش يفجرون بأنفسهم ويقتلون بدم بارد آبائهم وأقاربهم، لذا لابد من محاربة فكر وثقافة داعش قبل أن تتسع دائرتها وهذه من مسؤوليات وزارات: التعليم، الشئون الإسلامية، العمل، المالية، التخطيط، بالتعاون الوثيق واللصيق مع وزارة الداخلية، من خلال منهجية جديدة متطورة عن السابقة التي كانت تركز على تغيير المناهج الدراسية، إنما فتح الفرص أمام جيل من شباب ممن هم في سن الصفوف الدراسية بالمراحل: الثانوية العليا، السنة التحضيرية السنوات التخصصية الأولى الجامعية، استيعابهم في الدراسة الجامعية وفي برامج الابتعاث، وهي واحدة من الحلول.

مشاركة :