سكان كاليفورنيا يحاولون التكيّف مع شحّ المياه

  • 7/20/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يحاول عدد متزايد من العائلات في وسط كاليفورنيا التكيف مع شح المياه في هذه المنطقة الزراعية التي كانت تعد «بستان أميركا»، ويضربها الآن جفاف حاد. ومن هذه العائلات عائلة ماريا خيمينيس التي لم تصل المياه الجارية إلى بيتها منذ أربعة أشهر، ولكنها تحاول العيش «في شكل طبيعي»، وفق ما قالت. ومن التدابير التي لجأت إليها هذه العائلة استخدام الأواني المصنوعة من البلاستيك لعدم تبذير المياه في تنظيف الأواني العادية، متكبدة نفقات إضافية. وللاستحمام، اخترعت ماريا وزوجها نظاماً ذكياً، فهما يملآن زجاجات بالمياه ويسكبانها في حوض، ثم تتكفل مضخة بسحب المياه في خرطوم إلى السقف ومنه تنزل من المرشة. ولكنهما يحاولان الاستحمام لدى الأقارب الذين تصل المياه الجارية إلى منازلهم، كلما توفر لهما ذلك. وقبل أن يجف البئر الذي كان يزود منزل ماريا وزوجها، توقفا عن شرب مياهه، إذ أصبحت ملوثة بالمبيدات الزراعية المستخدمة في الحقول المجاورة، ثم بعد أن نضب، باتا محرومين من مياه الشرب ومياه الاستخدام أيضاً، وهي حالة لا يمكن أن تستمر لوقت طويل. وتقول لاورا غارسيا جارة ماريا: «نحن نعيش محرومين من الماء في بلد غني». وولدت لاورا في المكسيك، وما زالت تتذكر كيف كانت تضطر في القرية التي عاشت فيها إلى حمل دلو المياه مسافة أكثر من كيلومتر لتعود به إلى بيتها. ولكن للمفارقة، فإن القرية النائية تلك في المكسيك باتت اليوم تحظى بشبكة للمياه الجارية، في الوقت الذي بدأت قرى أميركية تعاني انقطاع المياه. وأكدت أنها لم تجرؤ على إخبار عائلتها في المكسيك بواقعها الجديد «لأنهم سيقولون لي: ماذا تفعلين هناك؟ عودي إلى بلدك». وقال سيرفاندو كينتانيا، مالك منزلي ماريا ولاورا: «إنه كابوس، إذ أن جفاف الآبار سيكون مصدر كارثة مالية». وأنفق هذا الرجل 200 ألف دولار للاستثمار في تأجير المنازل، ولكنه يجد مشروعه قيد الانهيار لعدم وجود زبائن يستأجرون منازل لا تصلها المياه، ولم يعد أمامه سوى دفع 35 ألف دولار لحفر بئر جديدة، على رغم الاحتمال الكبير بأن يتبين أن مياه البئر ملوثة بالأسمدة الزراعية. وإزاء قلة الأمطار وجفاف الأنهر، لم يعد أمام المزارعين سوى استخدام الآبار وضخ المياه الجوفية بوتيرة أعلى بكثير مما كانت عليه في السابق. وقال الناطق باسم منظمة «كوميونيتي ووتر سنتر» راين جنسن، المناصرة للسكان المحرومين من المياه: «هناك خمسة آلاف شخص في منطقة تولاري فقط، حيث تقع مانسون، ليس لديهم مياه للشرب». وتضاف مانسون إلى مناطق أخرى يعاني سكانها انقطاع المياه الجارية منذ مدد تصل إلى عامين. وقالت ماريا بنبرة يختلط فيها الغضب والشعور بالعجز: «أنا غاضبة لأننا نحتاج إلى المياه في منازلنا فلدينا أطفال صغار، كما نحتاجها في العمل الزراعي لنعيش». وتتركز هذه الأزمة في المناطق الزراعية في وسط كاليفورنيا، أما المدن الكبرى فهي بمنأى عن هذه المشكلة، إذ تتكفل شبكات المياه المتطورة بتلبية حاجات السكان، سواء عبر ضخ المياه من شمال البلاد الغني بالمياه، أو من نهر كولورادو في الشرق. وتدرس السلطات في كاليفورنيا الحلول الممكنة على المدى الطويل، وكلها تقتضي رصد موازنات ضخمة ووقتاً طويلاً.

مشاركة :