أمهات هائمات في الشوارع.. وقصص مؤلمة تنتظر النهاية

  • 8/9/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما زالت اللوعة تسكن العشرات من الأسر اللبنانية؛ حزناً على فقد أبنائها، أو حرقة على الدمار الواسع الذي طال مختلف أرجاء العاصمة، فيما تتوالى القصص المؤثرة، وأكثرها قسوة صور أمهات هائمات في الشوارع بحثاً عن أبنائهن أو أقاربهن المفقودين. وتزاحمت صور فرق الإنقاذ مع صور الأهالي الذين يعيشون حالة يُرثى لها في انتظار العثور على جثث ذويهم، والتأكد من مصيرهم الصادم.ومنذ الانفجار المؤلم، الثلاثاء الماضي، يعيش بعض أهالي المفقودين ألماً مضاعفاً، بانتظار بارقة أمل عن أحباب لهم خلفهم إهمال مؤسسات الدولة تحت الأنقاض. وأمام الركام والأنقاض والأحزان، ما زالت قصص عدة تنتظر النهاية، دون فقدان الأمل ما دامت هناك أنقاض واحتمال وجود ناجين.وقصة جو أندون ابن الـ (36 عاماً) لن تكون الوحيدة من ناحية عمق المأساة، فحتى قبيل انفجار 4 أغسطس/آب في مرفأ بيروت، كان «جو» موظّف أهراءات القمح، يصوّر الحريق الذي شبّ في العنبر رقم 12. كان على شرفة مبنى إداري مؤّلف من طبقتين، ضمن المرفأ وقبالة العنبر المذكور، يصوّر أكثر من فيديو للحادثة، وقد أرسل آخرها لزوجته ميشال عند 6:06 دقائق، أي قبل دقيقتين من الانفجار. وظهر صوته خلال الفيديو يقول «ليك النار، نار»، فيما صوت الاحتكاك الضخم يُسمع في الخلفيّة. جو لديه ولدان (4 سنوات، وسنة و5 أشهر)، وتعتقد زوجته «أنه حاول بعدها التراجع والاختباء».ولم تفلح محاولات الاتصال به، طوال الساعات التي تلت الانفجار، ما عدا اتصالاً وحيداً عند 12 ليلاً، أي بعد 6 ساعات من الانفجار، «فتح خلاله الخط لمدّة 20 ثانية»، وفق ما تظهره سجلّات الهاتف.وبحسب الزوجة فإن شركة الاتصال (Touch) أكّدت أن الاتصال تمّ، وأن الثواني التي فتح خلالها الخط ليست اشتباهاً. وهو ما ترك أملاً لديها بأنه ربما عالق تحت أنقاض المبنى، مع 5 آخرين من رفاقه. ليس لديها سوى الأمل، مع كثيرين من أهالي المفقودين، للتعويل على دولة قد ترفع الأنقاض المحيطة بالأهراءات رغم مرور ليالٍ على الحادثة. هذه الحادثة تتقاطع مع أمل لدى أهالي المفقود غسان حصروتي، الذين طالبوا باستئجار رافعات على حسابهم للكشف عن مصيره، خصوصاً أن المبنى المشار إليه «فيه دهاليز مبنية من حديد يمكن أن تشكّل شبكة أمان» كما أعلنت شقيقته إيميلي نقلاً عن شهود عيان.

مشاركة :