عسر الهضم.. خلل في انتظام حركة المعدة

  • 8/9/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيقات: «الصحة والطب» يعتبر عسر الهضم من الأعراض المزعجة والشائعة التي تظهر مع أمراض الجهاز الهضمي على الأغلب، وعلى الرغم من أنها تعتبر من المشكلات البسيطة التي يمكن علاجها عن طريق تغيير النظام الغذائي وبعض الأدوية، إلا أنها تتسبب في عدم راحة الشخص الذي يعانى منها، كما تؤثر في جودة الحياة والعمل، ويمكن أن يرافقها بعض العوارض الأخرى كالحموضة وحرقة المعدة وضيق التنفس، وترجع الإصابة بعسر الهضم إلى العديد من الأسباب المرضية الأخرى، يحدثنا عنها الخبراء والاختصاصيون في السطور القادمة.يقول الدكتور طارق عامر استشاري الجهاز الهضمي إن عسر الهضم هو اضطراب شائع يحدث في المعدة، وتتراوح شدته من حاد إلى مزمن، وتظهر أعراضه على شكل آلام في أعلى البطن مصحوبة بالشعور بالغثيان أو الانتفاخ أو الإحساس بالشبع، ويتم تشخيص هذه الحالة عن طريق خضوع المريض لفحوص الدم الشاملة ووظائف الكبد، وفحص جرثومة المعدة عن طريق النفخ أو البراز، وأشعة الموجات الصوتية، ومنظار الجهاز الهضمي، وتحدث الإصابة بعسر الهضم نتيجة وجود جرثومة المعدة، أو خلل وظيفي ينتج عنه عدم انتظام حركة المعدة أو الأمعاء، أو حصوات المرارة المصحوبة بالتهاب الحويصلة المرارية المزمن. وسائل الشفاء يؤكد د.طارق على أن حالات عسر الهضم الخفيفة والطارئة لا تحتاج لعلاج، ويكفي الصيام لعدة ساعات لراحة المعدة والأمعاء، وبعدها تعود وظيفة المعدة إلى طبيعتها، أما الحالات الحادة فيمكن علاجها أيضاً بالامتناع عن الطعام لوقت قصير وتجنب الوجبات الدسمة، مع وصف بعض الأدوية مثل خافضات إفراز المعدة، وفي حال كانت الإصابة مزمنة، فإن المريض يحتاج إلى إجراء مزيد من الفحوص عن طريق التنظير للتأكد من عدم وجود التهاب بجدار المعدة، بالإضافة إلى اختبارات جرثومة المعدة والموجات الصوتية، وتجدر الإشارة إلى أن علاج مسببات المرض هو الأساس، وفي الغالب يجب أن يتناول الشخص المصاب خافضات إفراز حامض المعدة لمدة تصل إلى شهرين في بعض الأحيان. ممارسات صحية يشير د.طارق إلى أن هناك بعض الممارسات الصحية التي يجب أن يلتزم بها الأشخاص الذين يعانون من مشكلة عسر الهضم، مثل الامتناع عن أكل الوجبات السريعة والدسمة حد الشبع، ويفضل تناول الأطعمة الخفيفة الخالية من الدهون الضارة والشحوم، والذهاب إلى النوم بعد 3 أو 4 ساعات من الانتهاء من وجبة العشاء، والابتعاد عن التدخين وشرب الكحوليات، كما يجب مضغ الأكل جيداً حتى يساعد في عملية الهضم بشكل سليم. أعراض وظواهر توضح الدكتورة فاطمة نصار أخصائية أمراض الجهاز الهضمي أن عسر أو سوء الهضم هو مصطلح يشمل مجموعة من العوارض التي تحدث في المعدة أو الجزء العلوي من البطن عند تناول الطعام مباشرة سواء كانت الوجبة خفيفة أو دسمة، وربما تكون بشكل متقطع على فترات أو دائمة، وهي حالة شائعة يمكن أن تحدث في أي عمر، وتصيب الأشخاص من الجنسين، وهناك بعض الظواهر التي ترافق مشكلة عسر الهضم، حيث يشعر المريض بواحد من الأعراض التالية:* امتلاء المعدة بسرعة أثناء تناول الطعام، على الرغم من عدم إتمامه الوجبة بالكامل.* آلام مزعجة أعلى البطن وتتدرج مع الوقت من بسيطة إلى شديدة.* حرقة في المعدة وربما تمتد إلى المريء وسط الصدر.* انتفاخ في الجزء العلوي من البطن، والتجشؤ، والغثيان، والشعور بضيق بسبب تراكم الغازات. أسباب مرضية تذكر د.فاطمة أن مشكلة عسر الهضم يمكن أن تكون ناتجة عن الإصابة ببعض الأمراض مثل:* ارتجاع المريء.* التهابات جدار المعدة التي تحدث بسبب نتيجة عدوى بكتيريا الهليكوباكتر بيلوري.* وجود قرحة أو أورام.* التهاب الأمعاء الدقيقة الناجمة عن حساسية القمح.* تناول بعض الأدوية التي تسبب تهيجاً والتهاباً في الأغشية المبطنة للمعدة مثل بعض المضادات الحيوية، مسكنات الألم ومكملات الحديد.* اضطراب في حركة المعدة، ما يؤدي إلى إفراغها ببطء أكثر من المعتاد. عادات خاطئة تنبه د.فاطمة إلى أن بعض العادات الغذائية السيئة، ونمط الحياة غير الصحي تعد من أهم أسباب مشكلة عسر الهضم، وعلى سبيل المثال:* الإفراط في تناول الطعام أو الأكل سريعاً وعدم المضغ الجيد.* الخلود إلى النوم مباشرة بعد الطعام.* تناول الأطعمة الغنية بالدهون، أو الشحوم أو الأغذية كثيرة التوابل.* العوامل النفسية مثل القلق.* التدخين والكافيين، وشرب الكحوليات، والشوكولاتة أو المشروبات الغازية.وتختتم: في حال عدم وجود سبب عضوي لهذه المشكلة، فإنها تُعرف بما يسمى عسر الهضم الوظيفي، وأوكد على ضرورة مراجعة الطبيب فوراً عند وجود عوارض مثل نقص الوزن غير المبرر، أو فقدان الشهية، القيء المتكرر، أو وجود دم في البراز، وتجدر الإشارة إلى أن صعوبة البلع تزداد سوءاً عند الإصابة بفقر الدم، وعلى الرغم من أن عسر الهضم ليست له مضاعفات خطيرة عادةً، إلا أنه يؤثر في نوعية الحياة، ويجعل المريض يشعر بعدم الراحة. حرقة المعدة يذكر د.أيسم مطر أخصائي الأمراض الباطنية أن الحموضة أو حرقة المعدة هي عارض شائع يشتكي منه 12% من سكان العالم، وربما تصل نسبته في بعض الدول إلي 20% من سكانها، ويعد الأكثر شيوعاً لزيارة المرضى للشكوى من أمراض الجهاز الهضمي، حيث إنه يترافق مع بعض المشكلات الهضمية وعلى الأكثر عسر الهضم، الذي يصاحبه شعور بالتخمة والامتلاء في وقت أبكر من المتوقع عند الأكل. تطور الحالة يؤكد د.أيسم على عدم وجود علاقة متوازية بين حده الأعراض وتطور المرض، فربما تكون العلامات بسيطة في بعض المرضى بالرغم من شده المشكلة، والعكس صحيح، لذا يجب عدم إهمال الأعراض وإن كانت بسيطة من جهة، ولا داعي للخوف في حال كانت حادة من جهة أخرى، ومن هنا نؤكد على أهمية استشارة الطبيب المتخصص عند الشعور بأي أعراض.ويضيف: الجرثومة الملوية البوابية بالرغم من ارتباطها الواضح بإمكانية حدوث تقرحات المعدة، وأحياناً وجود الأورام السرطانية، إلا أن علاقتها بأعراض الحموضة تظل غير واضحة ومتباينة، وربما لا يسهم التخلص منها من انتهاء الأعراض بشكل كلي، وفى جميع الأحوال يفضل علاجها، والتخلص منها إن وجدت. خطة علاجية يشير د.أيسم إلى أن خطة العلاج يتم تحديدها بناء على شدة الأعراض وتكرارها، وفي حال استمرار هذه الأعراض يقوم الطبيب بوصف مضادات الحموضة، التي تساعد في تحييد حمض المعدة، وتعتبر حلاً سريعاً لتخفيف حدتها، لكنها لا تستطيع علاج المريء الذي لحق به ضرر من أحماض المعدة، كما أن مناهضات مستقبِلات الهيستامين من شأنها تقليل حمض المعدة، وعلى الرغم من أنها ليست بنفس سرعة مضادات الحموضة، إلا أنها يمكن أن توفر راحة لفترة أطول. مثبطات البروتون يؤكد د.أيسم على أن الأدوية الأكثر أهمية في علاج حموضة المعدة هي مثبطات مضخة البروتون التي تعمل علي منع إفراز الحمض المعوي، ويجب الاستمرار عليها من 4 إلى 8 أسابيع وعدم التوقف سريعاً عن استخدامها، حتى في حالة تحسن الحالة، حيث إنها لا تعمل فقط على تحسن العوارض، ولكن لاكتمال التئام التقرحات غير المكتشفه إن وجدت، ويمكن وصف بعض الأنواع العلاجية الأخرى بحسب استجابة المريض، أما الحالات المتفاقمة خاصة في حالة الارتجاع المعدي المريئي فيمكن علاجها عن طريق التدخل الجراحي. المضادات الحيوية تتسم المضادات الحيوية بأنها قادرة على محاربة الأمراض التي تستهدف أعضاء وأجهزة الجسم، ولكن الإفراط في تناولها يمكن أن يتسبب في العديد من الآثار الجانبية وتحديداً اضطرابات في المعدة، وربما تكون بسيطة كآلام في البطن وعسر الهضم والانتفاخ والإسهال، وهناك بعض أنواع المضادات التي تتسبب في قتل البكتيريا المفيدة في الجهاز الهضمي، كما أنها تؤدى إلى مشكلات مرضية أخطر على المدى الطويل كالإصابة بقرحة المعدة وتهيج المريء، وللحد من هذه المضاعفات يمكن تناول كمية جيدة من الماء والسوائل قبل تناول المضادات الحيوية، وتجدر الإشارة إلى أن الألبان تساهم في تجديد البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء.

مشاركة :