البكاء لأول مرة في عيون أختي التي في لبنان!

  • 8/9/2020
  • 00:22
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ظلت شقيقتي تراهن على لبنان الصمود والعروبة منذ عام ١٩٧٥ وحتى الآن!كان أبي قد نبهها حين تقدم لها زوجها السياسي العروبي الراحل من تقلبات السياسة في بلد أراد منذ تأسيسه أن يكون له في قلب العروبة مكان.وكان ما كان واستهلت العروس المصرية حياتها بالنضال من أجل إنقاذ الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.نتحدث اليها من مصر ونحن نبكي خوفًا عليها وعلى زوجها وعلى لبنان وهي تضحك وتبشر بالنصر القادم!ثم كانت الحرب الأهلية اللبنانية حيث لا مناص من ترك بيروت، وهي ترفض في كبرياء وفي إباء مبشرة بقرب انتهاء المحنة ونهوض لبنان.. نبكي ونحن نناجيها ونستحلفها العودة الى القاهرة وهي ترفض المغادرة.ظلت سلوى متمسكة باليقين الذي لم يتحول عندها يومًا الى علامة استفهام.إنه اليقين الذي علمها الإحساس بالطمأنينة وسط هذا الكم الهائل من الدمار ومن الركام.توقعنا بعد أن رزقها الله بابنة وثلاثة من الصبيان أن تستجيب لنداء المغادرة والخروج من لبنان.. لكنها عادت لتكرار نفس الكلام والدفاع عن العنوان، بل عن العناوين الثلاثة.. الوحدة العربية، وتحرير فلسطين، وعروبة لبنان.سلوى التي علمتنا صغارًا كيف يكون الإيمان بالقضية وحب الأوطان ظلت تعيش طوال أكثر من أربعين عامًا في حنين.. فإذا كانت في بيروت حنت للقاهرة وإذا كانت في مصر حنت إلى لبنان.تحمل سلوى تارة اسم «شلحة» وأخرى اسم «قنديل» فقد منحها لبنان جنسيته، وأصر لها العرفان في منديل.كبرت سلوى وشب أولادها وأصبحوا مثل أبيهم وجوهًا معتبرة في دنيا الإعلام، واستراح لبنان قليلا، بحيث بدا الأمر وكأنها كسبت الرهان!وبالأمس فقط وحين كنت اسألها عن موعد اصلاح الدمار الخفيف الذي أصابها في بيروت، اكتشفت نحيبها المكبوت!سألت المناضلة القديمة سلوى عما اذا كان الرهان القديم على لبنان قد فشل؟ فقالت وقد أعياها البكاء أن حفيدها ذي السنوات الثلاث يبكي مفزوعًا كلما تذكر صوت الانفجار.هكذا لم تبك سلوى رغم كل الحروب والخطوب قبل أن يبكيها الحفيد حسن.ويا أيها الحفيد الجميل قم ولا تخف، شجاعتك اليوم ضرورة، حتى ينهض لبنان العروبة، الذي تراهن عليه جدتك!

مشاركة :