باريس - بعد أن قُضي الأمر وحُسم رحيله عن باريس سان هذا الصيف، يمنّي قلب الدفاع البرازيلي تياغو سيلفا النفس بوداع تاريخي من خلال قيادة النادي الباريسي إلى أن يصبح ثاني فريق فرنسي فقط يحرز لقب دوري أبطال أوروبا بعد غريمه مرسيليا الذي توج بطلا للمسابقة عام 1993. وعلى الرغم من المبالغ الكبيرة التي أنفقتها الإدارة القطرية على الفريق، أبرزها التعاقد مع البرازيلي الآخر نيمار بصفقة قياسية قدرها 222 مليون يورو وضم كيليان مبابي من موناكو مقابل 180 مليون يورو، عجز سان جرمان حتى الآن عن نقل تألقه المحلي إلى الساحة القارية والفوز بلقب دوري الأبطال للمرة الأولى. وكان السقوط المخيب الموسم الماضي أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي بالخسارة إيابا في باريس 1 – 3 بعد الفوز ذهابا في “أولد ترافورد” بهدفين نظيفين، وهو الخروج الثالث تواليا لنادي العاصمة الفرنسية من الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال، لكنه نجح هذا الموسم في تخطي هذا الحاجز وبلوغ ربع النهائي حيث يلاقي أتالانتا الإيطالي الأربعاء في مباراة واحدة تحتضنها لشبونة نتيجة التعديل الذي فرضه تفشي فايروس كوفيد – 19. وتحدث ابن الـ35 عاما عن المواسم الثمانية التي قضاها في سان جرمان، قائلا “لقد اختبرت كل شيء هناك. هذه البطولة (دوري الأبطال) مهمة للغاية للاعبين وللنادي أيضا. الفوز بها كان الهدف منذ اليوم الذي جئت فيه إلى هنا”. وضمن سان جرمان تأهله إلى ربع النهائي قبيل تعليق الموسم في مارس بعدما عوّض خسارته ذهابا أمام بوروسيا دورتموند 1 – 2 بالفوز إيابا على أرضه 2 – 0. سيلفا انضم إلى سان جرمان عام 2012 وفرض نفسه كإحدى الركائز التي لا غنى عنها في تشكيلة الفريق الباريسي وعلى غرار البطولة المصغرة التي تستضيفها لشبونة، أقيمت مباراة الإياب ضد دورتموند خلف أبواب موصدة نتيجة تفشي كوفيد – 19، لكن لاعبي المدرب الألماني توماس توخيل تمكنوا في حينها من الاحتفال بهذا الأمر مع جماهيرهم خارج أسوار “بارك دي برينس”. ويمكن تفهم مخالفة اللاعبين لقرار السلطات الفرنسية بمنع التجمعات والاحتفال مع الجمهور، استنادا إلى الإحباط الذي شعروا به طيلة المواسم الثلاثة الماضية، لاسيما في عام 2017 حين فازوا في ذهاب ثمن النهائي على العملاق الإسباني برشلونة 4 – 0 قبل أن يخسروا إيابا 1 – 6. وأقر “كان من الصعب هضم هذا الأمر لكن علمنا ما يجب علينا القيام به، أن نقلب الأمور والتأهل من أجل المشجعين، على الرغم من أنهم لم يكونوا حاضرين (في الملعب)”. وانضم سيلفا إلى سان جرمان عام 2012 قادما من ميلان الإيطالي، وفرض نفسه ليصبح إحدى الركائز التي لا غنى عنها في الفريق، مساهما بشكل أساسي في هيمنته على الدوري المحلي الذي أحرزه نادي العاصمة سبع مرات في المواسم الثمانية الأخيرة. ولعب البرازيلي في عطلة نهاية الأسبوع الماضي ضد ليون في نهائي مسابقة كأس الرابطة التي أحرزها سان جرمان بركلات الترجيح، ليتوج بالثلاثية المحلية للمرة الرابعة في ستة مواسم. إلا أن النجاح القاري يبقى الأهم بالنسبة إلى كل من اللاعب البرازيلي والفريق وإدارة النادي. وأشار إلى أنه “ليس من السهل البقاء في باريس لثمانية أعوام. أنا سعيد حقا بكل ما قمت به هنا”.
مشاركة :