قال خبير تركي إن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتضييق الخناق على تطبيق "تيك توك" الشهير لمشاركة الفيديوهات القصيرة هي جزء من محاولة أوسع لكبح جماح القطاع التكنولوجي في الصين. وصرح ألطاي أتلي، وهو باحث في جامعة بوغازيتشي في اسطنبول لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأنه "يمكن اعتبار هذه الخطوة أحدث ورقة تستخدمها الولايات المتحدة في معركتها ضد الصين وصعودها التكنولوجي. إن هذه معركة من أجل الهيمنة التكنولوجية". وأشار أتلي إلى أن "هذه جبهة جديدة للمعركة". وأصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس أمرا تنفيذيا يحظر أي تعاملات أمريكية مع شركة التكنولوجيا الصينية ((بايت دانس))، مالكة "تيك توك"، بعد 45 يوما. وذكر أتلي، وهو خبير في شؤون منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إن إدارة ترامب تريد صد صعود الصين كمنافس في التكنولوجيا. وأفاد أنه "علينا أن نرى ذلك في سياق معركة إستراتيجية ومتعددة الأطراف من أجل الهيمنة. غدا، يمكن لواشنطن أن تختار شركة أخرى مرتبطة بالصين"، مضيفا أن الخطوة الأمريكية تمييزية. وتم تنزيل التطبيق أكثر من 175 مليون مرة في الولايات المتحدة وأكثر من مليار مرة على مستوى العالم، وفقا للأمر التنفيذي، الذي يدعي أن التطبيق يلتقط تلقائيا "مساحات شاسعة من المعلومات" من مستخدميه، مما يشكل مخاطر على "الأمن القومي" الأمريكي. كما تم إصدار أمر تنفيذي مماثل لتطبيق "ويتشات"، وهو تطبيق للمراسلة وللتواصل الاجتماعي مملوك لشركة التكنولوجيا الصينية العملاقة ((تينسنت)). وأوضح أتلي أن هذه الخطوة الأخيرة هي جزء من حيلة إدارة ترامب لفرض العقوبات، والتي بدأت مع شركة الاتصالات الصينية العملاقة ((هواوي)). كما شجع ترامب الحلفاء على وضع الشركة الصينية على القائمة السوداء. وبيّن الخبير أن ترامب يحاول استخدام المعركة الإستراتيجية مع الصين كورقة انتخابية للسعي لإعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في نوفمبر. وقال أتلي إن ضغط ترامب جاء وسط تصاعد الخطاب ضد بكين بشأن التجارة وجائحة كوفيد-19، مضيفا أن "الولايات المتحدة ترى صعود الصين كتهديد، وتصور هذا التهديد يستغله الرئيس ترامب لصالحه". ولفت أتلي إلى أن "هواوي تمثل قطعة أكبر بكثير لابتلاعها وليست ذات مصدر قلق يومي للناخبين الأمريكيين بينما تيك توك في حياتهم اليومية، وقد يكون له تأثير مختلف على خيارات الناخبين".