كشف خبراء في الأمن الإلكتروني أن الحظر الأمريكي لمنصتي «TikTok» و «WeChat» له فوائد ضئيلة وليس حلا لأي تهديدات مباشرة، مضيفين أن حظر «WeChat» خصوصا يضر في الواقع بعدد كبير من الأمريكيين-الصينيين والصينيين المقيمين في الولايات المتحدة والشركات التي تتعامل مع الصين إذ يعتبر هذا التطبيق ضروريا للاتصالات بين كل هؤلاء الفرقاء. وأضاف الخبراء أن الحظر قد يزيد من الضغوط التجارية على بكين ويساعد الرئيس دونالد ترمب في الظهور كشخص صارم في سياق سعيه لإعادة انتخابه. قلق سياسي أما بالنسبة إلى «TikTok»، فقال إنه لا يختلف كثيرا عن وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية الشعبية إذ يقوم «بعملية لامتصاص كمية ضخمة من البيانات». وتنفي «TikTok» أنها قدمت بيانات مستخدميها إلى الحكومة الصينية، وتقول إنها لن تفعل هذا الأمر إلا إذا طُلب منها ذلك، لكن ويفر يشك في هذا الادعاء. وشرح «بالطبع يمكن للحكومة الصينية الوصول إلى هذه المعلومات، تماما كما يمكن للحكومة الأمريكية الوصول إلى أي معلومات جمعها فيسبوك». وأشار ويفر إلى أن أيا من ذلك لا يشكل خطرا أمنيا معينا إذا كان الناس يتمتعون بالوعي. وقال إن أفضل نهج «ليس بالحظر الشامل بل بوضع سياسة واتصالات أفضل: إبلاغ رجال الأعمال الأمريكيين بالأخطار وتكوين أنظمة حكومية لتجنبها». وأكد ويفر أنه «من الواضح أن هذا مصدر قلق سياسي وليس أمنيا. التهديدات الأمنية الحقيقية، هي فعلية، يتم التعامل معها على أفضل وجه ويتم التعامل معها بهدوء أكبر بكثير». قسوة على الصين في حين قالت الاستخبارات الأمريكية، إن الصين تعارض إعادة انتخاب ترمب في نوفمبر، رأى محللون أن الحظر مدفوع على الأقل جزئيا برغبة الزعيم الأمريكي في إظهار أنه يتخذ موقفا متشددا تجاه بكين. وقال آدم سيغال مدير برنامج السياسة الرقمية والفضاء الإلكتروني في مجلس العلاقات الخارجية، إنه يجب عدم استخدام «WeChat» أو «TikTok» على هواتف المسؤولين الحكوميين بسبب الأخطار الأمنية، وهي الحجة التي أثارها مجلس الشيوخ بقيادة الجمهوريين في التصويت لصالح حظر «تيك توك» من هواتف موظفي الحكومة. لكنه أضاف أن الحظر الشامل «لا يبدو لي أنه إجراء أساسي لزيادة الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة». يبدو أن هدف ترمب «مدفوع بالشعور بالمنافسة التكنولوجية مع الصينيين ورغبته في إظهار أنه صارم مع الصين في الفترة التي تسبق الانتخابات»، على حد قوله. وأشار سيغال إلى أن إدارة ترمب لا تقول ما تتوقعه من بكين مضيفا «لقد أوضحت أنها ستتنافس مع الصين وأنها في حاجة إلى احتوائها، لكن ليس من الواضح ما الذي يفترض أن تفعله الصين أو السلوكيات التي عليها أن تتبعها». امتصاص البيانات يجمع التطبيقان كميات هائلة من البيانات عن مئات الملايين من المستخدمين. فتطبيق «WeChat» الذي يعتبر أداة شاملة، يوفر خدمات تبادل الرسائل والمعاملات المالية والمحادثات الجماعية والتواصل الاجتماعي، وكلها تخزن على خوادم صينية يمكن للاستخبارات الصينية الوصول إليها وفقا لقانون الأمن للعام 2017. أما «TikTok» وهو تطبيق يسمح لمستخدميه بتصوير مقاطع فيديو قصيرة ومشاركتها، فيقوم في الوقت نفسه بالتنقيب في حسابات المستخدمين والهواتف للحصول على الكثير من المعلومات الشخصية. وقال نيكولاس ويفر المحاضر في أمن أجهزة الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا في بيركلي «تطبيق WeChat سيئ» مضيفا «إنه يستخدم روابط مشفرة لخوادم المنصة في الصين... لكن الخوادم تسجل كل الرسائل، لذا يمكن للحكومة الصينية رؤية أي رسالة تريدها». لكن، أوضح ويفر أن هناك بدائل قليلة إذا كان الشخص يرغب في التواصل على نطاق واسع مع أشخاص في الصين من داخل الدولة أو خارجها. وتابع «لذلك سيؤدي حظر هذا التطبيق إلى منع الأمريكيين من التواصل مع الأصدقاء والأقارب في الصين، وهي فكرة مروعة». WeChat: يوفر خدمات تبادل الرسائل والمعاملات المالية والمحادثات الجماعية والتواصل الاجتماعي. تخزن البيانات على خوادم صينية يمكن للاستخبارات الوصول إليها وفقا لقانون الأمن لعام 2017. TikTok: يسمح لمستخدميه بتصوير مقاطع فيديو قصيرة ومشاركتها. يقوم في الوقت نفسه بالتنقيب في حسابات المستخدمين والهواتف للحصول على الكثير من المعلومات الشخصية.
مشاركة :