رام الله 8 أغسطس 2020 (شينخوا) أعلن دبلوماسي فلسطيني اليوم (السبت)، عن تحركات فلسطينية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، ضد إجراءات إسرائيل في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وقال المندوب الفلسطيني لدى يونسكو منير انسطاس لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، إن الحراك الفلسطيني في المنظمة الدولية ضد "الانتهاكات" الإسرائيلية في الحرم متواصل على كافة المستويات. وذكر انسطاس أن وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي وجه رسالة "شديدة اللهجة" إلى المديرة العامة للمنظمة الدولية بشأن ما يجري في الحرم من قبل السلطات الإسرائيلية. وأضاف أن البعثة الفلسطينية وجهت رسالة أخرى إلى لجنة التراث العالمي المسئولة عن تلك المواقع التي كانت مقررا أن تجتمع في يونيو الماضي غير أنه تأجل بسبب مرض فيروس كورونا إلى العام القادم ما يعني عدم استصدار أي قرار في هذا الشأن. وكشف انسطاس أن المديرة العامة لليونسكو وجهت رسائل لإسرائيل "لكنها تضرب بعرض الحائط المرسلات والقرارات الدولية". واتهم الدبلوماسي الفلسطيني إسرائيل باستغلال انشغال العالم بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وتسابق الزمن من أجل العمل على وضع رؤيتها على كامل الحرم الإبراهيمي، مشيرا إلى أن الموقع مدرج على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 2017. وأعلن أن فلسطين تنتظر اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة المقرر نهاية سبتمبر المقبل، لافتا إلى وجود بند متعلق في فلسطين بشأن القدس والخليل وبيت لحم وقطاع غزة على جدول الأعمال. واعتبر أن القرارات الصادرة عن يونسكو "بإدانة إسرائيل بمثابة دلائل قانونية على أن كل ما تقوم به باطل وغير شرعي وغير قانوني". يأتي ذلك في أعقاب صدور قرار قضائي إسرائيلي قبل أيام يقضي بسحب صلاحيات الإشراف على الحرم الإبراهيمي في الخليل من بلدية المدينة، بحسب ما قال مسئولون فلسطينيون. وقال رئيس البلدية تيسير أبو سنينة لـ(شينخوا) في حينه، إن المحكمة الإسرائيلية في القدس رفضت التماسا تقدمت به بلدية الخليل لمنع المستوطنين من إقامة مصعد كهربائي في الحرم ومنحت الصلاحيات لمجلس التخطيط الأعلى الاستيطاني بدلا من البلدية. وأضاف أبو سنينة، أن عمليات البناء والهدم في الخليل هو حق للبلدية، معتبرا أن القرار الإسرائيلي "باطل ولا ينشئ حق وهو اعتداء سافر على حرية الأديان والعبادة". ودعا أبو سنينة، اليونسكو إلى التدخل لوقف تغير معالم الحرم الابراهيمي كونه مسجل على لائحة الأماكن التراثية والتاريخية لديها. ولم تعقب مصادر إسرائيلية رسمية على ذلك، علما أن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي ماندلبليت صادق نهاية أبريل الماضي، على قرار مصادرة أراض من الحرم الإبراهيمي والتي تديرها دائرة الأوقاف الإسلامية، من أجل ملائمة المكان للمستوطنين واليهود والسياح الأجانب. ويعتبر الحرم الإبراهيمي أقدم بناء مقدس مستخدم حتى اليوم دون انقطاع تقريبا في الضفة الغربية وهو رابع الأماكن المقدسة عند المسلمين الفلسطينيين. في المقابل، يعتقد اليهود أن الحرم الإبراهيمي أو ما يطلقون عليه "مغارة المخبيلا" هو المكان الذي دفن فيه الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وزوجاتهم، وقامت إسرائيل بعد احتلال الضفة الغربية بإنشاء كنيس يهودي داخل باحات الحرم. وتتولى لجنة إعمار الخليل مهام ترميم وتطوير الحرم الإبراهيمي بالتنسيق مع وزارة الأوقاف الفلسطينية، لكنها تشتكي من تعرضها لعقبات إسرائيلية عديدة منذ سنوات.
مشاركة :