يحتفل أهالي الباحة والمنطقة الجنوبية من المملكة بالعيد على وقع الأهازيج الشعبية، التي عادة ما يتغنّى شعراؤها عن حب الوطن، والتمسّك بحمايته، وصلة الرحم ابتهاجًا بالعيد السعيد. وتُعدُّ العرضة الجنوبية -بمختلف ألوانها- من الموروثات الشعبية التي تلقى شعبية كبيرة، وحضورًا جماهيريًّا لافتًا، فضلاً عن المشاركين فيها، ومتذوقي الشعر، وفي كل عيد تحرص المحافظات والقرى الكبيرة على إقامة العرضة الشعبية كأحد أهم البرامج التراثية التي تنفذها المراكز الاجتماعية بالقرى، وتسلط الضوء على الموروث الشعبي الأصيل. وتحدث لـ»المدينة» محمد فرحان رئيس مركز قرية الطلقية الاجتماعي قائلاً إن العرضة الشعبية من أهم البرامج التي نحرص على تنفيذها كل عام، تأصيلاً لتراثنا الجميل، فما أن يدق زير العرضة حتى يبدأ الناس في الحضور والمشاركة والتفاعل، ونحرص على اختيار أفضل شعراء العرضة، وعادة ما يتغنّون بالوطن، وشهداء الوطن، وإنجازات ملك الحزم، ولا تخلو أيضًا من بعض النصائح والحكم والألغاز الشعرية، فيما يحرص محبو العرضة على ارتداء الجنبية والسيف أو المشاعيب. وقال محمد سلمان إن من أهم ما يميّز العيد هو إقامة العرضة الشعبية بمختلف فنونها وألوانها، ويشارك فيها الكبار والصغار. وقال عبدالله راضي الغامدي في العيد تتوق النفس إلى الحنين للماضي. والعرضة الشعبية من الموروث القديم، والذي لا يزال متوارثًا حتى الآن. وقد أفرد شعراء العرضة هذا العام قصائدهم بالثناء على ملك الحزم، والتغنّي بالوطن، والإشادة بجنودنا البواسل في الحد الجنوبي، ورثاء شهداء الوطن الذين بذلوا أنفسهم دفاعًا عن الدين والوطن. وقال عبدالرحمن الغامدي بأن العرضات من أهم برامج الأعياد في المنطقة، بل إن كثيرًا من متذوقي الشعر من خارج المنطقة يحرصون على الحضور على الموعد للاستمتاع والمشاهدة، كما توجد العديد من وسائل الإعلام لتغطية ونقل احتفالات العيد والعرضة الشعبية من خلالها.
مشاركة :