سطوة الأزواج والجهل بالأبعاد السياسية وراء تطرف النساء

  • 7/20/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على خلاف طبيعة المرأة المسالمة وخصائصها العاطفية شذت نساء من داعش ليدخلن في حقل الارهاب بالمساعدة او الايواء او المشاركة الفعلية في القتال كما يحدث في بلاد الشام والعراق ووقفت كافة الاوساط مستغربة هذه النقلة الغريبة فيما بدأت مراكز البحوث في تأمل الظاهرة ودراستها. عن ذلك تقول الدكتورة «هتون الفاسي» إن مشاركة بعض النسوة في اعمال داعش الاجرامية أمر ملفت للنظر وينبئ بأخطار كامنة لم نحسب حسابها. أنا أتصور قابلية انتشار التشدد بين النساء أكبر منها بين الرجال، فالضغط الاجتماعي لا يجعل أمامهن خيارات كثيرة ويمثل التشدد ملاذا لهن للأسف لإثبات الذات بغير وعي مع قناعتها بأن هذا طريقها الوحيد، وأعتقد أن ضبط نسوة مشاركات هو رأس جبل الجليد وقاعدته تنبئ بمستقبل مخيف لابد من مواجهته. أمر مؤسف في السياق ذاته تقول الكاتبة فاتن حسين إنه لمن المؤسف أن يكون في مجتمعنا من ينضمون الى التنظيمات الإرهابية مثل داعش أو القاعدة وهي بعيدة كل البعد عن تعاليم وخلق الإسلام، فالمسلم عند الله أعظم من الكعبة المشرفة.. فكيف لهؤلاء الذين يقتلون الناس ولا يراعون حرمة الدماء.. «فكيف إذا كان بين هؤلاء نساء وهن من وصفن بالرحمة والرقة والعاطفة الإنسانية الجياشة.. تفسير ذلك أن تسلط الأزواج على النساء وإقناعهن ببعض أفكارهم المنحرفة هو أساس في وجود النساء في هذه التنظيمات الإرهابية وهي مبدأ من مبادئ طاعة الزوج وهو -للأسف- فهم خاطئ لمعنى القوامة والذي يعتبره الكثيرون هو التسلط على المرأة واستعبادها واتخاذها أداة طيعة في تنفيذ المخططات للرجل سواء كان زوجا أو أخا أو أبا.. فهؤلاء يتبعن التنظيمات التي يقودها رجال ويستدرجون النساء لها.. ولابد من الضرب بيد من حديد في معاقبة هؤلاء لأنهن حاضنات للأجيال ونخشى تفشي هذا الفكر المنحرف فيمن يقمن بتربيتهم وتعليمهم. وحتما فإن الجهات الأمنية في بلادنا حققت نجاحات كبيرة في خطوات استباقية لكشف الإرهاب ومكامنه وبؤره.. وهي قادرة للقضاء عليه نهائيا». وقفة مراجعة كبير المدربين في التنمية البشرية محمد الزبيدي ذكر بأن هناك عدة عوامل تجعل بعض النساء هدفا سهلا للخلايا الإرهابية والجماعات الإجرامية والفرق الضالة وأهم العوامل تتمثل في القراءة غير الموجهة وارتباط بعض أبنائهن أو أزواجهن أو إخوانهن أو أحد أقاربهن بهذه الخلايا. ومن العوامل المهمة الجهل بالأبعاد السياسية والعقلية لهذه الجماعات. وترى عضو هيئة التدريس في كلية التربية بجامعة نجران وعضو اللجنة التنفيذية لمنتدى التنمية الخليجي مشاعل العتيبي أن العدد المعلن عنه للمتورطات مع التنظيمات الإرهابية يستلزم وقفة مراجعة لآلية تعامل الجهات المعنية مع الفكر الضال في أوساط النساء. وتؤكد «العتيبي» على أن الأمر لابد أن يستدرك مبكرا حيث أشارت دراسة لأثر النساء في عمليات التمويل وإدارة المواقع الافتراضية من منازلهن، وتحت غطاء الأعمال الدعوية والخيرية، أو حتى التعليمية. وتضيف «العتيبي» إن العمل على محاربة الفكر الضال وتجفيف منابع الإرهاب يستوجب مشاركة المختصين من الفئتين رجالا ونساء في التخطيط والتنظيم والتنفيذ، لضمان نتائج متوازية بين الرجال والنساء على حد سواء.

مشاركة :