خلال لقاء مع جنوده في الجولان السوري المحتل، وجّه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، اتهاماً مباشراً لـ«الحرس الثوري» الإيراني و«سرايا القدس»، قال فيه إن الخليّة السورية التي قتل أفرادها الأربعة وهم يحاولون زرع عبّوة ناسفة، مساء الأحد قبل 8 أيام، كانت تعمل مباشرة لخدمة إيران.وقال كوخافي، خلال لقاء مع عناصر وحدة «مغلان» في الجيش الإسرائيلي الذين قاموا باكتشاف الخليّة وقتل عناصرها، إنه على عكس الانطباع القائل إن الخلية تابعة لـ«حزب الله» اللبناني، وإنها حاولت الانتقام لمقتل أحد عناصره في دمشق، الشهر الماضي، فإن معلومات المخابرات العسكرية هي أنها من الميليشيات الشعبية التي تعمل مباشرة لصالح إيران.وقال مسؤول عسكري آخر في هذا الموضوع، إن «مبعوثي إيران إلى الجولان يحاولون تجنيد شبان سوريين لأغراضهم العسكرية، وتقوم عملياً ميليشيا سورية تابعة لها، بقيادة عناصرها». وأضاف: «في الجنوب السوري توجد أوضاع اقتصادية مأساوية، وفي كثير من الأحيان لا يجد الناس القوت في بيوتهم. وإيران تستغل ذلك فتدفع للشاب ما يعادل 20 دولاراً في الشهر لكي ينضم إلى التنظيم الجديد، وتجري له تدريبات أولية وترسله إلى الحدود لتنفيذ عملية. ونحن نرى بوضوح أنهم شبان صغار عديمو الخبرة يجعلون منهم آلة موت رخيص». وتابع: «نحن لا نتحدث هنا عن هذه الخلية وحدها، بل عن ظاهرة نلاحظها ونتابعها جيداً، يقع في حبائلها مئات الشبان السوريون». وأكد أن «هؤلاء لا يعملون بعيداً عن تأثير (حزب الله) ونشاطه في الجولان، إنما هم خاضعون مباشرة للإيرانيين. ورغم وجود شرطة عسكرية روسية وتفاهمات إسرائيلية - روسية - إيرانية على الامتناع عن النشاط الإيراني على بعد 80 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل في الجولان إلى عمق الأرض السورية، فإن النشاط الإيراني متواصل ويزداد ويتسع».وصرح كوخافي بأن الهدف الأول من «المعركة بين الحربين» التي تخوضها إسرائيل في سوريا، هو «منع تموضع المحور الراديكالي على الجبهة الشماليّة، بالتركيز على سوريا. لكن ليس سوريا وحدها. والهدف الثاني هو منع إيران من تطوير سلاح نووي. والهدف الثالث هو منع حصول كل أعداء إسرائيل، في كل الجبهات، على قذائف وصواريخ دقيقة. ولأجل تحقيق هذه الأهداف فسنواصل مهاجمة أعدائنا واستئصال قدراتهم، في محيط 360 درجة من حول إسرائيل، وليس فقط لبنان وسوريا وقطاع غزة، بل أيضاً الضفة الغربية، وكلها نعدّها حلقة أولى. ثم الحلقة الثانية التي تصل إلى العراق واليمن، ثم الحلقة الكبرى الثالثة التي تمثلها إيران نفسها، وهي الأخطر».ودعا كوخافي ضباطه الذين يتابعون ويراقبون كل الدوائر الثلاث، إلى أن يكونوا يقظين وقادرين على تحليل الوضع القائم في الميادين المختلفة، وأن يقترحوا أفضل الحلول التي تحفظ «التفوق» الإسرائيلي.
مشاركة :