في الصورة الملتقطة يوم 29 يوليو 2020، فرد طبي يجري اختبارا لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في مختبر أقامته الصين في العاصمة العراقية، بغداد. (شينخوا) بغداد 8 أغسطس 2020 (شينخوا) في سباق مع الزمن، تقوم الكوادر الطبية العراقية بخلط مجموعات من عينات المسحات في انتظار اختبار "كوفيد-19" في المختبر الذي تم إنشاؤه وتجهيزه بتبرع من الحكومة الصينية. ولعب المختبر دورا مهما في مساعدة وزارة الصحة العراقية لمجابهة "كوفيد-19" منذ افتتاحه في دائرة مدينة الطب وسط بغداد، في 25 مارس الماضي، من خلال تعزيز قدرات الاختبار ووضع معايير عالية لبروتوكول الاختبار وفقا لما قاله الدكتور محمد غانم مهدي مدير المختبر. في الصورة الملتقطة يوم 29 يوليو 2020، فرد طبي يحمل عينات لمسحات تنتظر إجراء اختبار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في مختبر أقامته الصين في العاصمة العراقية، بغداد. (شينخوا) "بناء في وقت حرج" وقال الدكتور مهدي لوكالة أنباء (شينخوا) "إن المختبر تم إنشاؤه وتجهيزه بتبرع من الحكومة الصينية في وقت حرج، حيث كان لدى العراق مختبرا واحدا فقط يعمل على فحص العينات الخاصة بمرض كوفيد-19". وأضاف مهدي " أن المختبر سهل الحملة العراقية لمجابهة كوفيد-19، خاصة في الأسابيع الأولى من تفشي الفيروس في العراق". ويعاني العراق من ضعف وهشاشة في النظم الصحية نتيجة سنوات من الصراع والعنف، فقبل بدء تشغيل المختبر الصيني ، كان المختبر المركزي للصحة العامة في بغداد هو المكان الوحيد لإجراء اختبار(PCR)، وكان يواجه ضغطا متزايدا لاختبار العينات في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب. وتابع مهدي "بمساعدة المعدات الصينية المتقدمة و50 آلف مجموعة تشخيص ، تمكن المختبر الجديد حتى الأن من إجراء حوالي 28 آلف عملية اختبار"، مبينا أن نحو 20 بالمائة من تلك الفحوصات كانت إيجابية. وأضاف مهدي "بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من بدء الاختبار في المختبر الجديد ، بدأت وزارة الصحة خططا لإضافة مختبرات، ومنذ ذلك الوقت تم إدخال المزيد من المختبرات في الخدمة". ومع ذلك ، فقد أثيرت مخاوف، حيث أصبح العراق بؤرة جديدة لـ"كوفيد-19" في الشرق الأوسط، فقد سجلت وزارة الصحة يوم أمس (الجمعة) أعلى عدد من الإصابات اليومية بلغ 3461 إصابة مؤكدة ، وهي الأسوء في دول الشرق الأوسط، لترتفع حصيلة الإصابات إلى 144064 إصابة. ويرجع المختصون أسباب ارتفاع عدد حالات الإصابة بـ"كوفيد-19" في العراق إلى تخفيف إجراءات حظر التجوال من قبل السلطات العراقية وعدم امتثال المواطنين لتدابير الوقاية الصحية ما أدى إلى انتشار المرض في بعض المجتمعات. وقال مهدي "إن هناك عقبتين تواجهان جهود العراق للسيطرة على الفيروس،وهما الوعي العام وهو المشكلة الحقيقية ويجب أن يلتزم الناس بقواعد السلطات الصحية المتمثلة في ارتداء الكمامات والقفازات والتباعد الاجتماعي ، وكذلك توفير الدعم المالي الكافي لدعم خطط احتواء المرض". وتابع "ما زلنا بحاجة إلى زيادة قدرات الفحص"، مبينا أن معدل الفحص يجب أن يكون على الأقل من خمسة إلى عشرة بالمائة من تعداد السكان البالغ 40 مليون نسمة من أجل اكتشاف المزيد من الحالات. في الصورة الملتقطة يوم 29 يوليو 2020، فرد طبي يجري اختبارا لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في مختبر أقامته الصين في العاصمة العراقية، بغداد. (شينخوا) "المختبر النموذجي" وإلى جانب بناء المختبر ، جلب فريق الخبراء الصيني بروتوكولات الاختبار إلى المختبر الجديد فضلا عن قيامهم بالتدريب الفني للكوادر العراقية ، وإشرافهم ومراقبتهم المستمرة في تصميم إجراءات المختبر الجديد. وقال مهدي إن المختبر الصيني يقدم مثالا جيدا، حيث يقوم العراق بتوسيع المختبرات في جميع المحافظات، ففي المختبر الجديد ، أعطت 82 بالمائة من نتائج العينات النتائج خلال من 6 إلى 10 ساعات. وأضاف مهدي "الخبراء الصينيون داعمون ومفيدون للغاية وعندما كانوا هنا ، قدموا لنا كل التدريب التقني الذي نحتاجه، كما أرسلوا لي جميع الوثائق وهذا يعد بمثابة كنز لنا". ومضى يقول "إنهم اوضحوا لنا طريقة إنشاء المختبر الجديد"، مشيرا إلى أنه من السمات المهمة للمختبر قدرته على استقبال العينات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وأوضح أن 30 عاملا يعملون في المختبر مقسمون إلى ثلاث نوبات ، مما يتيح للمختبر إكمال من 700 إلى 1000 اختبار يوميا. "مررت بلحظة مظلمة" وقاد مهدي الحاصل على شهادة الدكتوراة في البيولوجيا الجزيئية، الإجراءات المعملية خلال اللحظات المظلمة، وقهر النقص في مجموعات الاختبار، والعمل في نوبات طوال الليل، واستقبال عدد كبير جدا من الحالات، ومشاهدة معدلات الإصابة تتزايد مع تأثير المرض على العاملين الصحيين في العراق. وأفاد مهدي أن سبعة من طاقم المختبر أصيبوا بمرض "كوفيد-19" لكنهم ولحسن الحظ عادوا جميعا إلى العمل بعد الشفاء. وقالت زينة أنور محمد ، إحدى العاملات في المختبر ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها أصيبت بـ "كوفيد-19" في 28 مايو الماضي وقد توفي والدها في وقت لاحق بسبب الأعراض الشديدة لـ "كوفيد-19". وأضافت "قررت العودة إلى عملي بعد ثلاثة أيام من وفاة والدي"، وسكتت للحظات وواصلت حديثها قائلة "أريد أن أعمل بجد وأساعد الآخرين حتى لا يمروا بمثل المأساة التي مررت بها" ثم أجهشت بالبكاء. ويتذكر مهدي الأوقات الصعبة قائلا "أن أصعب الأوقات كانت نوبة مستمرة لمدة ثلاثة أيام في المختبر وخوفه من انتقال العدوى إلى عائلته". وأضاف "عندما لا تستطيع تقبيل أبنك لأنك تقوم بعمل خطير ، فهذه إحدى التضحيات في حياتك". وفي المجمد الذي يقل عن 80 درجة مئوية تحت الصفر، يحفظ مهدي وزملاؤه جميع الحالات الإيجابية في المختبر للبحث والاختبار في المستقبل. وقال مهدي "بمجرد أن يتوفر لقاح جديد ، أو استراتيجية اختبار جديدة ، يمكن أن يكون ذلك مفيدا لمزيد من الاختبارات". ومن أجل احتواء "كوفيد-19" ، دعا مهدي إلى زيادة الوعي العام والدعم المالي لميزانية وزارة الصحة لتقديم المزيد من المعدات وتسهيل تنفيذ خطة المكافحة الوطنية.■
مشاركة :