قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المسلمين تأثروا في كتابة أدبياتهم بفكرة النسبي والمطلق، فنراهم يبدأون بالإقرار بالإيمان بالمطلق، وبما يؤدي إليه ذلك الإيمان من الإيمان بالله ورسوله والقيم السامية العالية. وأوضح « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» أنه يتمثل ذلك في بدايات الكتب حيث يبدأون (ببسم الله الرحمن الرحيم) والتي نُحت منها في لغة العرب كلمة (البسملة) للدلالة عليها؛ حيث كثر استعمالها في البدايات، ثم يتبعون ذلك (بالحمد لله رب العالمين) وتفننوا في صياغات الحمد كثيرًا، ثم يذكرون الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم-. وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أنهم يعللون ذلك وهم يشرحون كلامهم بأن في هذا (البدء بالبسملة والحمدله) اقتداء بالكتاب الكريم، حيث بدأ بفاتحة الكتاب بقوله- تعالى-: (بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين) [الفاتحة:1،2]، ولقوله- صلى الله عليه وسلم-: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر) رواه [الترمذي والدارقطني] وفي رواية (بحمد الله) [أبو داود والنسائي في الكبرى، وابن حبان] وفي رواية (بذكر الله) [مصنف عبد الرزاق]. وتابع المفتي السابق ، أنه ذكر الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- امتثالًا لقوله- تعالى- في ذلك: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]، وطلبا للثواب العميم الذين ورد في قوله- صلى الله عليه وسلم-: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا) [رواه مسلم]، وأداء لواجب النبي- صلى الله عليه وسلم- في نفوسنا من تعظيمه وتوقيره وحبه. و نبه أنه في أثناء مقدمات الكتب التي ينبغي أن تتم فيها دراسة واعية للبدء بهذا الإقرار (أعني الإقرار بالمطلق) يذكرون قضية الخلق، والكون من حولنا، ويذكرون نعمة الله علينا بالتعلم، وبالأمر والنهي والتكليف، ويذكرون شيئًا من هموم الدنيا وعوارضها وشواغلها ومشاغلها، ويقرون بمحدودية الإنسان وبضعفه، وبأنه يحتاج أن يضيف الاستغفار لله رب العالمين مع طلب المعونة والتوفيق إلى ذلك الحمد الذي بدء به، وقد يقرون مع ذلك بالشهادتين كمدخل معرفي مربط ما يقولونه من نسبي بما يؤمن به من مطلق.) اقرأ أيضًا: حب الدنيا وكراهية الموت.. علي جمعة يصحح خطأ شائعا لدى الكثيرين
مشاركة :