دبي: «الخليج» يتأهب قطاع السياحة في دبي لاستعاده الزخم القوي الذي طالما ميّز المدينة النابضة بالحياة، ضمن موقعها المتميز على ساحل الخليج العربي، والتي عُرفت منذ سنوات بكونها مركزاً رئيسياً لحركة التجارة بين الشرق والغرب، لتصبح اليوم حاضرة التجارة والسياحة والتسوق في العالم العربي، بما تمتلكه من مقومات جذب متنوعة تتفرد ببعضها على المستوى العالمي. وتظهر المؤشرات نجاح الحملات الترويجية المكثفة في الحفاظ على مكانة دبي المتميزة بين أهم المقاصد السياحية حول العالم. ووفقاً لـ«دبي للسياحة»، فإن إمارة دبي تأتي حالياً بين أكثر 5 وجهات سياحية يتم البحث عن معلومات عنها على الإنترنت كوجهة محتملة للسفر، في ضوء التميز الذي حققته المدينة وأهّلها لأن تكون في عام 2019 للعام الخامس على التوالي، ضمن قائمة أبرز خمس وجهات استقطاباً للمسافرين الدوليين، وفقاً لمؤشر «ماستر كارد للمدن العالمية المقصودة». كما تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة، قائمة دول العالم في أكثر الوجهات التي يرغب سكان العالم في زيارتها في 2021، وفقاً لدراسة حديثة أجرتها شركة «كوني» السويسرية المتخصصة في حجز الرحلات السياحية الفاخرة.ويُعد تاريخ دبي الحافل كوجهة سياحية مفضلة في المنطقة من أهم عوامل استئناف الحراك القوي لهذا القطاع الحيوي عقب أشهر تأثرت فيها حركة السفر العالمية جراء انتشار فيروس «كوفيد ـ 19»، فيما كانت الإجراءات الاحترازية والوقائية السريعة التي بادرت دولة الإمارات عموماً إلى تطبيقها، وكانت محل تقدير دولي، والتدابير الصارمة التي اتخذتها دبي في هذا الصدد، سبباً في التعجيل ببدء تعافيها الاقتصادي، في أعقاب النجاح الواضح في السيطرة على الأزمة التي طالت تداعياتها أغلب القطاعات الحيوية في شتى أنحاء العالم.ومع دأب دبي على وضع الخطط الاستباقية والأخذ بزمام المبادرة في كافة خطواتها التي تخطوها نحو المستقبل، أخذت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي (دبي للسياحة) على عاتقها مسؤولية العمل مع كافة الشركات والمؤسسات العاملة في هذا القطاع الحيوي، من أجل إيجاد المسرعات اللازمة للتعجيل بتعافي النشاط السياحي في الإمارة، سواء عبر تشجيع السياحة الداخلية أو وضع البرامج الكفيلة بتحفيز السياحة القادمة من الخارج، لاسيما مع استئناف حركة الطيران الدولية، وبدء «مطارات دبي» في الترحيب بزوار المدينة من السياح والزوار، اعتباراً من نهاية الأسبوع الأول من يوليو 2020، وذلك في ضوء المؤشرات الأولية التي تدل على تنامي الاهتمام بدبي كمقصد سياحي مفضل على مستوى العالم، خاصة أن الإجراءات الاحترازية التي قامت بتطبيقها في مواجهة أزمة «كوفيد ـ 19» منذ وقت مبكر من بداياتها مكنتها من تعزيز ثقة السائح في أنه سيجد في دبي المكان الأنسب لقضاء عطلته، في أجواء آمنة كانت محل تقدير وإشادة العديد من الجهات الدولية ذات الصلة. ردود أفعال إيجابيةوقال هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي: «بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تواصل دبي اتخاذ الإجراءات الفاعلة ضمن استراتيجية استئناف النشاط الاقتصادي، وكذلك استقبال السياح من جديد، بدءاً من السابع من يوليو الماضي. ومنذ ذلك الوقت ونحن نلمس ردود أفعال إيجابية من الأسواق العالمية المُصدِّرة للسياحة؛ الأمر الذي يبشّـر بعودة الأمور إلى طبيعتها في أقرب فرصة ممكنة، ولا شك في أن تلك الاستجابة تثبت نجاح استراتيجية الدائرة في دفع عملية التعافي السياحي قُدماً، تزامناً مع الاستئناف التدريجي للعمل في باقي الأنشطة الاقتصادية في دبي، والبدء المتأني لعمليات السفر والطيران حول العالم».وأرجع المري الفضل في سرعة بدء مرحلة تعافي الاقتصاد الإماراتي بكافة قطاعاته، بما فيها قطاع السياحة، إلى الاستراتيجية المحكمة والقرارات الصائبة التي بادرت دولة الإمارات إلى تطبيقها في مواجهة هذه الأزمة العالمية المتمثلة في جائحة «كوفيد ـ 19»، حيث كان التعامل السريع والحاسم مع مختلف أبعادها، بمثابة حجر الزاوية للوصول إلى النتائج الطيبة التي حققتها دولة الإمارات عموماً، وإمارة دبي في محاصرة الفيروس وتكثيف الفحوص، ورصد المصابين والمخالطين وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، وتسهيلات العزل والحجر الصحيين المناسبين، وتوفير كافة الإمكانات اللازمة للتصدي للفيروس وحماية السكان والزوار، وصولاً إلى خفض أعداد الإصابات وكذلك خفض الوفيات.وأوضح: «إننا متفائلون باستعادة قطاع السياحة لزخمه، لاسيما مع الدور المحوري والمهم الذي يقوم به شركاؤنا الرئيسيون، مثل طيران الإمارات وفلاي دبي، وما يقومون به من جهود تسهم في تعزيز ثقة المسافرين وتشجيعهم على اختيار دبي لتكون وجهتهم المفضلة. ومع تقييمنا المتواصل للوضع الراهن، واتخاذ الإجراءات التي تضمن انتعاشه، فإننا نتوقع تحقيق تقدم ملحوظ في الربع الأخير من العام الجاري، وذلك وفقاً لاستراتيجيات النمو التي اعتمدناها لتسريع وتيرة نمو قطاع السياحة». تضاعف الحجوزات وبحسب جوزيه سيلفا، الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة جميرا»، فإن شركة الضيافة العالمية التي تمتلك وتدير محفظة فندقية عالمية المستوى والتابعة لدبي القابضة، فإن أغلب الاهتمام بزيارة دبي من الأسواق العالمية كان من جانب السياح الأوروبيين والروس، وهذا ما يتضح من خلال طلبات الحجوزات التي تلقتها المجموعة عبر موقعها على الإنترنت، والتي تضاعف حجمها خلال الأسابيع القليلة الماضية، ومنذ بدء دبي بالترحيب بالسياح والزوار مرة أخرى اعتباراً من 7 يوليو 2020، بينما بلغت الزيادة اليومية في حجوزات فنادقها ومنتجعاتها نحو 109% بالنسبة لعدد الليالي الفندقية.وفضلاً عن قطاع الفنادق، فقد شهدت حركة الطيران انتعاشاً لافتاً مع استئناف الرحلات الدولية، وفتح العديد من الدول لحدودها أمام حركة السفر؛ إذ توضح زيادة حجم عمليات طيران الإمارات وفلاي دبي مؤشرات إيجابية قوية، وسيزيد عدد الوجهات التي تغطيها شبكة خطوط «طيران الإمارات» على 70 مدينة في القارات الست بحلول منتصف أغسطس الجاري، فيما تعتزم «فلاي دبي» زيادة الوجهات التي تطير إليها رحلاتها إلى 66 وجهة هذا الصيف.ويأتي الاهتمام العالمي بزيارة دبي في ضوء ما تقدمه من ضمانات تكفل للسائح إمضاء عطلة ممتعة في أجواء آمنة للغاية، توفر له ولأسرته الحماية الكاملة بفضل التطبيق الدقيق لكافة الإجراءات اللازمة لمنع انتشار العدوى، وفق التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية وغيرها من الجهات الدولية المسؤولة عن مكافحة هذا الوباء العالمي، فضلاً عن اتباع كافة التعليمات الصادرة عن الجهات الاتحادية والمحلية المعنية بالتصدي لهذا الفيروس، والحد من انتشاره سواء بين سكان دبي من المواطنين والمقيمين، وكذلك الزوار والسياح. التعافي التدريجيفالانتعاش المنتظر لحركة السياحة في دبي، يعقب بدء دخول العالم في مرحلة التعافي التدريجي من تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد الذي ألقى بظلال كثيفة على مختلف القطاعات حول العالم، بينما كانت التأثيرات الأكبر من نصيب قطاع السياحة والسفر العالمي، حيث تشير تقديرات «منظمة السياحة العالمية» إلى أن جائحة «كوفيد ـ 19» قد تكبّد السياحة العالمية والقطاعات الاقتصادية ذات الصلة، خسائر تتراوح بين 1.2 إلى 3.3 تريليون دولار حسب الفترة التي ستستغرقها الأزمة حتى نهايتها.ولكن دبي لا تلين في مواجهة الأزمات التي ترى فيها مساحة لاكتشاف الفرص، وانطلاقاً من هذه القناعة، كانت فترة الهدوء المؤقت التي مرت بها الأنشطة السياحية في دبي فرصة لدراسة الخطط اللازمة لعودة قوية بدأت بالفعل معالمها في الظهور، وذلك من خلال التنسيق والعمل عن قرب بين دبي للسياحة وشركائها في القطاعين العام والخاص لوضع البرامج التي من شأنها جذب السائح، ولعودة الأمور إلى ما كانت عليه من زخم قوي للقطاع في دبي عبر سنوات طويلة أثبتت فيها الإمارة تفوقها السياحي على الصعيد العالمي. السياحة الداخلية وشكلت السياحة الداخلية مصدراً مهماً للقطاع السياحي في دبي، لاسيما مع بدء تخفيف الإجراءات الوقائية الصارمة التي اتخذتها حكومتها منذ بداية الأزمة، ووصلت إلى تقييد الحركة في بعض الأوقات وتعطيل بعض الأنشطة السياحية والترفيهية، وذلك في إطار خطة مكافحة دقيقة وشاملة لمحاصرة فيروس كورونا المستجد والحد من انتشاره، حيث جاءت السياحة الداخلية لتعوض انخفاض الحجوزات العالمية. وشهدت فنادق دبي ارتفاعاً ملحوظاً في حجوزات المواطنين والمقيمين الساعين إلى قضاء أوقات ممتعة مع عائلاتهم في ربوع دبي، لاسيما مع تقليص حركة السفر الدولي. ومنذ مرحلة مبكرة من التخفيف، شهدت فنادق الشاطئ، معدلات إشغال عالية ناهزت 80% خلال نهاية الأسبوع، بينما حرصت منشآت دبي الفندقية على تقديم حوافز تشجيعية من خصومات وعروض متنوعة.ووفق جوزيه سيلفا، فإن السياحة الداخلية تمثل عاملاً مهماً في إنعاش الأنشطة السياحية، حيث تشهد فنادق ومنتجعات مجموعة جميرا إقبالاً متزايداً من الزوار من مختلف أنحاء دبي والدولة، لاسيما خلال عطلات نهاية الأسبوع، في حين تمثل عروض الإقامة المقدمة من المجموعة عنصر جذب إضافياً يعزز الإقبال خلال هذه الفترة، مع مواصلة المجموعة تقديم العديد من الخيارات الجديدة من المطاعم لتعزيز تجربة ضيوف المجموعة. وساق مثالاً بافتتاح مطعم «فرنش ريفيرا» في فندق جميرا القصر، علاوة على اعتزام المجموعة توسيع تلك الخيارات بإضافات جديدة على مدار الأشهر القليلة القادمة. السياحة الآمنة ويؤكد عصام كاظم المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، أن الأزمة العالمية الناجمة عن انتشار فيروس «كوفيد ـ 19» غيرت العديد من المفاهيم والأسس والمعايير في عالمنا. ومن بين هذه المعايير تلك المتعلقة بالسياحة والسفر، حيث أصبح عنصر السلامة والصحة العامة من أهم العناصر التي تتحكم في قرار السائح حول الوجهة التي من الممكن أن يقصدها، وقد أخذت دبي هذا التحول في الحسبان وعملت على توفير كافة الضمانات التي تكفل للزائر الحماية الكاملة، أسوة بما توفره لسكانها من مواطنين ومقيمين.وقال كاظم: «دبي لا تتهاون في تطبيق الاشتراطات الصارمة للسلامة في كافة المنشآت والمرافق الفندقية والخدمية والسياحية في مختلف مناطق الإمارة، ونحن حريصون مع كافة شركائنا على وضع تلك المعايير والاشتراطات وبروتوكولات السلامة موضع التطبيق الدقيق، وتبقى دائماً محل المتابعة المستمرة من قبل دبي للسياحة، ومختلف الجهات التنفيذية والرقابية ذات الصلة، من أجل الحفاظ على صحة وسلامة الجميع».ونوّه الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة جميرا» بجهود دبي في هذا المجال والتي آتت ثمارها، ما أسهم في الحفاظ على مستويات الثقة الكبيرة التي تتمتع بها الإمارة كإحدى أكثر الوجهات السياحية أمناً وسلامة، وساق مثالاً بالسبق العالمي الذي حققته مجموعة جميرا في هذا السياق بحصول فندق «جميرا النسيم» التابع لها في دبي على «مُلصق الامتثال»، وضمان الحماية من شركة «بيرو فيريتاس» العالمية المتخصصة في خدمات الفحص والتفتيش وإصدار الشهادات، ليكون بذلك أول فندق يحظى بهذه الشهادة على مستوى العالم، تلته ثلاثة فنادق تابعة للمجموعة حصلت على الملصق نفسه، في حين تعمل المجموعة على حصول باقي الفنادق التابعة لها على الشهادة ذاتها في القريب. ختم «دبي الضمانة» ومن بين المبادرات المتميزة التي أطلقتها دبي لزيادة مستوى الطمأنينة لدى سكانها، وكذلك زوارها، جاءت مبادرة ختم «دبي الضمانة» (DUBAI ASSURED) الذي تتعاون في تطبيقه «دبي للسياحة»، ودائرة التنمية الاقتصادية (اقتصادية دبي)، وبلدية دبي التي ستمنح هذا الختم للفنادق، ومراكز التسوق والمحال التجارية، والمطاعم والمقاهي، والوجهات السياحية والترفيهية التي تظهر امتثالاً كاملاً بإرشادات الصحة والسلامة، والبروتوكولات الوقائية المعمول بها في عموم الإمارة.وعززت دبي مكانتها كوجهة آمنة بحصولها على ختم السفر الآمن من المجلس العالمي للسفر والسياحة، بناء على الإجراءات الصارمة وبروتوكولات السلامة والصحة العامة التي تتبعها المدينة، إلا أن التسهيلات الممنوحة لتشجيع حركة السياحة لا تعني التفريط في تطبيق إجراءات الوقاية بكل دقة، حيث إن الهدف في النهاية هو توفير الأجواء الآمنة للجميع وضمان سلامتهم في كل الأوقات خلال رحلاتهم إلى دبي، وخلال وجودهم فيها حتى مغادرتها، حيث يبقى على السائح الزائر لدبي تقديم شهادة فحص تظهر خلوّه من الفيروس، شرط ألا يكون مر على إجراء الفحص 96 ساعة من توقيت مغادرة الجهة القادم منها السائح، أو الخضوع لفحص «كوفيد ـ 19» في مطارات دبي لدى الوصول. كافة التسهيلاتكما يتعين على الزوار من جهات معينة، إجراء فحص مزدوج أي قبل مغادرة الجهة التي قدم منها السائح، وعند الوصول، مع توفير كافة التسهيلات اللازمة لتسريع كافة إجراءات الوصول والمغادرة للمسافرين وفق التدابير المعمول بها في الدولة، وكذلك الاشتراطات الخاصة بجهات السفر حول العالم التي فتحت حدودها أمام حركة الطيران الدولية. وفضلاً عن وجود أجهزة المسح الحراري وقياس درجات الحرارة بدون اللمس في مطارات دبي، يتعين على جميع المسافرين في كل الأوقات، الإفصاح عن أي أعراض صحية قد يعانونها قبل ركوب الطائرة. وفي حالة ظهور إصابة أي سائح بفيروس كورونا، يجب عزله لمدة 14 يوماً. تكاليف العلاج والحجر وإمعاناً في الحرص على منح الزائر كافة التسهيلات الممكنة، أطلقت شركة «طيران الإمارات» مبادرة هي الأولى من نوعها في العالم، حيث كشفت تقديم تغطية تشمل تكاليف العلاج الطبي والحجر المتعلق بـ«كوفيد ـ 19» للمسافرين على متن طائراتها من وإلى دولة الإمارات وحول العالم، بغض النظر عن وجهتهم أو الدرجة التي يسافرون عليها، وذلك حتى 31 أكتوبر 2020. وتتيح المبادرة للمسافرين على متن طيران الإمارات، إمكانية المطالبة باسترداد نفقاتهم الطبية حتى 150 ألف يورو، وتكاليف الحجر الصحي بمبلغ 100 يورو يومياً لمدة 14 يوماً، في حال تم تشخيصهم بـ«كوفيد ـ 19» أثناء سفرهم بعيداً عن بلدانهم.ولم تتوقف جهود الترويج السياحي لدبي خلال الفترة الماضية. فقد عكفت دبي للسياحة على عقد سلسلة ضخمة من اللقاءات الافتراضية عن بعد، مع أكثر من 3000 من شركائها داخل الدولة وحول العالم، من أجل بحث الخطط والمبادرات والبرامج التي من شأنها إعادة الحركة السياحية في دبي إلى طبيعتها، وتخطي ما جلبه فيروس كورونا من تحديات عالمية لم يشهدها العالم منذ عقود بعيدة، فيما أطلقت الدائرة العديد من الحملات الترويجية عبر الإنترنت، من أجل الإبقاء على دبي في صدارة اهتمامات السائح الراغب في التوجه لمقصد سياحي آمن في هذه الآونة، وكذلك عقب انتهاء الأزمة العالمية الراهنة.
مشاركة :