أكد متطوعون مواطنون شاركوا في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح غير النشط لفيروس «كوفيد 19» في مركز القرائن الصحي بالشارقة أن مساهمتهم تأتي رداً لجميل الوطن، الذي لم يبخل على أبنائه، وقدم لهم كل الخدمات، وأن تطوير لقاح فعال لفيروس «كورونا» يعد إنجازاً جديداً للدولة. فيما كشفت الدكتورة نور ماجد المهيري مديرة قسم الخدمات الطبية والعلاجية بإدارة المستشفيات بوزارة الصحة ووقاية المجتمع لـ«البيان» أنه منذ افتتاح المركز، الخميس الماضي، تم تطعيم ما يزيد على 500 متطوع حتى يوم أمس، لافتة إلى أن المستهدف هو الوصول إلى 6 آلاف متطوع لتلك الدراسة التجريبية خلال شهر. وأوضح المتطوعون لدى لقائهم مع «البيان» أن افتتاح مركز القرائن في الشارقة يعد تتويجاً للنجاحات التي حققتها العيادة الميدانية المتخصصة، التي تم افتتاحها في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، والذي شارك فيه الكثير من المتطوعين المواطنين والمقيمين، لافتين إلى أن توسيع نطاق التجارب في جميع أنحاء الدولة يعد جزءاً من سلسلة المبادرات الوطنية، التي تهدف لتعزيز صحة السكان ودعم قدرات البحث والتطوير الطبي في الدولة. حيث وفرت القيادة الرشيدة للدولة كل الإمكانات حتى يتم تطوير لقاح فعال لـ«كورونا» ما يعد إنجازاً جديداً للدولة بعد نجاح «مسبار الأمل» ومفاعل «براكة» وتأكيداً للقدرة المحلية على تصنيع اللقاح، بما يتوافق مع الإرشادات الدولية ووفق ما حددته منظمة الصحة العالمية. وقال راشد الحمر مواطن من أم القيوين، إنه أتى منذ الثامنة صباحاً، بهدف المساهمة في عملية التطوع لتجربة اللقاح السريرية في مرحلته الثالثة، بهدف دعم جهود الدولة التي تسعى حثيثاً لإنتاج اللقاح، والذي يعد مساهمة متميزة من الإمارات، ليضاف إلى سجل إنجازات الدولة في مجال الأبحاث السريرية، بفضل البنية التحتية المتطورة، وكفاءة المنظومة الصحية وقدرتها على إجراء البحوث الطبية، وفق أرقى المعايير العالمية، مبيناً أنه وفي أول خطوة تم تسليمه مستنداً يحوي كل المعلومات التي يمر بها المتطوع، ومرحلة التسجيل. ومن ثم مقابلة الطبيب، الذي درس الملف الطبي الذي يخصني، ثم مررت بعملة التحليل وفحص «كورونا»، ومن ثم مرحلة التطعيم، مضيفاً أن الإمارات منحتنا تلك الفرصة للتطوع ما يعد الحدث الأول على مستوى الدولة في إجراء تجارب سريرية لإنتاج لقاح كل البشرية في انتظاره، كما أننا كوننا مواطنين نفخر بذلك ونعد الخطوة رداً للجميل للوطن. خدمات وفي السياق ذاته، أوضح المواطن أحمد عبدالله من المتطوعين أنه سعيد بالمشاركة متطوعاً في تلك التجربة السريرية، وأنه على يقين بأن وزارة الصحة تأكدت من أن ذلك اللقاح لا يشكل خطورة على الصحة العامة، كما يعد تلك الخطوة رداً لجميل الوطن، الذي لم يبخل على أبنائه، فقدم لهم كل الخدمات من تعليم وصحة وخلافهما. من جهته، أكد المواطن إبراهيم الجنيبي أن القطاع الصحي في الدولة يتبنى استراتيجية مرنة ومتعددة المسارات في التعامل مع جائحة «كورونا» تعتمد على قيام الجهات المختصة بإجراء أكبر عدد ممكن من الفحوص الطبية وتقديم الرعاية اللازمة للمصابين. كما تعاونت مع الشركاء الدوليين للعمل على تطوير لقاح آمن ضد المرض، الأمر الذي أثلج صدورنا ودفعنا للتطوع وإنجاح المبادرة، التي تعد انسانية في المقام الأول، حيث ينتظر الملايين من البشر نتائج تلك اللقاحات من الإمارات خصوصاً أن الدولة وبسواعد أبنائها حققت الكثير من النجاحات خلال أزمة «كورونا»، والتي أبرزها «مسبار الأمل» ثم تشغيل المرحلة الأولى من مفاعل «براكة». أول تجربة وأشارت الدكتورة نور المهيري إلى أن تخصيص مركز القرائن الصحي بالشارقة لتسجيل وفحص واختبار المتطوعين الراغبين بالمشاركة في أول تجربة سريرية على مستوى العالم للمرحلة الثالثة من اللقاح غير النشط لفيروس «كوفيد 19»، والذي تم تطويره عبر شركة «سينوفارم سي إن بي جي»، سادس أكبر مصنع للقاحات في العالم، ويأتي ذلك بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي وشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» وشركة «جي 42 للرعاية الصحية». وقالت الدكتورة المهيري: نهدف من ذلك الحد والقضاء على تلك الجائحة ونشر ثقافة التطوع والعطاء في الدولة ولخدمة الإنسانية، كما أن اللقاح يعتبر من الأدوية ذات الصلة في علاج الجائحة، ويعمل على تنشيط الجهاز المناعي وإنتاج الأجسام المضادة، لأن كل لقاح قبل أن يستخدم ويتداول بصورة رسمية لا بد أن يدخل في تجارب سريرية، للتأكد من كفاءته ولا يسبب أي أعراض جانبية. لافتة إلى أن المركز يعد الأول في المناطق الشمالية خارج أبوظبي ويستوعب ما بين 300 ــــــــ 500 متطوع يومياً، ويبدأ العمل فيه من الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساء على مدار الأسبوع، ويتم العمل فيه بنظام المواعيد، ويستهدف الفئات من 18 ــــــــ 60 عاماً. 5 مراحل وقالت الدكتورة المهيري: إن المتعامل يمر بـ 5 مراحل، منها التسجيل والتمريض، ثم الطبيب الذي يأخذ التاريخ المرضى، ويعمل له الفحص اللازم، ثم المختبر. ومن ثم التطعيم وأخيراً الملاحظة، والتي تستغرق 30 دقيقة، للتأكد من عدم وجود آثار جانبية، مثل الحساسية والاحمرار والحرارة وخلافه من الأعراض الأخرى، مبينة أن هناك 60 موظفاً يعملون بالمركز، منهم 15 طبيباً ويعملون وفق مناوبتين، إضافة إلى 40 ممرضاً وممرضة. وأوضحت أنه بعد فحص المتطوع إذا كان الشخص سليماً يمنح التطعيم الأول، ثم يأخذ التطعيم الثاني بعد 3 أسابيع، وخلال تلك الفترة يتم التواصل مع المتطوع، للتأكد من حالته الصحية ولم تظهر عليه أي أعراض جانبية، والتطعيم عبارة عن 3 فروع، منه تطعيم من أوهان وآخر من بكين، وهناك بروتوكول علمي، يتم من خلاله مراقبة مراحل التطعيم. لافتة إلى أنه ستتم متابعة المتطوع بعد التطعيم الثاني بعد 6 أشهر وبعد عام للتأكد من الأجسام المضادة وهل ارتفعت حماية من فيروس (كوفيد 19). وأضافت أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع ومن منطلق استراتيجياتها في البحث العلمي والقضاء على «كورونا» كان من أبرز أولوياتها أن نكون من أوائل الدول التي تجري تلك التجارب السريرية، ما يعد دعماً للإنسانية ودعماً للتطوع، كما أن الوزارة وفرت كل الإمكانات من ناحية الموارد البشرية والأجهزة الحديثة والمختبرات الحديثة. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :