تايبيه – الوكالات: أشاد أرفع مسؤول أمريكي يزور تايوان منذ عقود بالديمقراطية التي تتمتّع بها ونجاحها في مواجهة فيروس كورونا المستجد أثناء لقائه رئيسة الجزيرة أمس خلال زيارة تاريخية اعتبرتها الصين تهديدا للسلام. ويجري وزير الصحة الأمريكي أليكس عازار زيارة لتايبيه تستمر ثلاثة أيام واعتبرت الأعلى مستوى من قبل الولايات المتحدة منذ أن قطعت علاقاتها الدبلوماسية بتايوان عام 1979 واعترفت بسيادة الصين عليها. وتأتي الزيارة في ظل توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وسط سجال قائم بين الطرفين بشأن مجموعة واسعة من الملفات التجارية والعسكرية والأمنية، إضافة إلى تفشي فيروس كورونا المستجد. وتعتبر الصين أن تايوان تابعة لها وتوعدت مرارا بالسيطرة عليها. وصباح أمس التقى عازار رئيسة تايوان تساي انغ-وين، التي تطالب بأن يعترف المجتمع الدولي بالجزيرة كدولة ذات سيادة وكثيرا ما تثير حفيظة المسؤولين الصينيين. وقال الوزير الأمريكي لتساي إن «استجابة تايوان لكوفيد-19 كانت بين الأنجح في العالم وذلك بفضل الطبيعة المنفتحة والشفافة والديمقراطية للمجتمع والثقافة التايوانية». بدورها، شكرت تساي الولايات المتحدة على دعمها في مسعاها للانضمام إلى منظمة الصحة العالمية، وهو أمر تعمل بكين جاهدة لمنعه. وقالت تساي إنه «على الاعتبارات السياسية ألا تتغلب قط على الحقوق المرتبطة بالصحة»، واصفة رفض بكين السماح لتايوان بالانضمام إلى المنظمة بالأمر «المؤسف للغاية». وبعد وقت قصير على الاجتماع أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن مقاتلات صينية اخترقت الأجواء فوق خط الوسط بمضيق تايوان الذي لطالما تعامل معه الطرفان على أنه بمثابة حدود. وكثيرا ما تدخل الطائرات الحربية الصينية منطقة الدفاع في تايوان للضغط على الجزيرة، لكن اختراق خط الوسط يعد أمرا أكثر ندرة نظرا إلى مدى حساسية المنطقة. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان للصحفيين الاثنين «لطالما عارضت الصين بشدة التواصل بين الولايات المتحدة وتايوان». ولدى سؤاله عن غضب الصين حيال زيارته، قلل عازار من أهمية الأمر قائلا للصحفيين قبيل لقائه تساي «الرسالة التي أحملها من الحكومة الأمريكية هي للتأكيد على الشراكة العميقة بين الولايات المتحدة وتايوان فيما يتعلّق بالأمن والتجارة والرعاية الصحية وقيم الديمقراطية والحرية الاقتصادية والحريات المشتركة». وسبق أن انتقد عازار استجابة منظمة الصحة العالمية وبكين للفيروس الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية قبل أن يتفشى في أنحاء العالم.
مشاركة :