ضغوط متصاعدة في لبنان لإجراء انتخابات نيابية مبكرة | | صحيفة العرب

  • 8/11/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حراك سياسي وشعبي ضاغط على المنظومة السياسية الحاكمة في لبنان للسير في انتخابات نيابية مبكرة كفيلة بقلب موازين القوى بعد النجاح في إسقاط حكومة حسان دياب. بيروت – تكثفت الاتصالات واللقاءات بين حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي لبلورة تصور واضح حيال كيفية التعاطي مع المرحلة المفصلية التي يمر بها لبنان، وسط تأكيدات من رئيس حزب القوات سمير جعجع أن “موقفا كبيرا سيعلن خلال الساعات القليلة القادمة”. وأشارت أوساط سياسية إلى أن الحديث يدور عن تقديم الكتل النيابية للأحزاب الثلاثة استقالتها، وأن الأمر لم يحسم بعد بانتظار موقف تيار المستقبل. وشهد مجلس النواب خلال اليومين الأخيرين عدة استقالات من بينها استقالة كتلة حزب الكتائب اللبنانية. وأحدث الانفجار الذي جد الجمعة الماضية في أحد المستودعات بمرفأ بيروت وتسبب في مقتل العشرات وإصابة الآلاف فضلا عمّا خلفه من دمار واسع طال مختلف أنحاء العاصمة اللبنانية، زلزالا سياسيا في هذا البلد، كانت أولى ضحاياه حكومة حسان دياب التي قدمت استقالتها مساء أمس. توجه نحو تقديم الكتل النيابية للقوات اللبنانية والمستقبل والتقدمي الاشتراكي استقالتها وقال رئيس حزب القوات الاثنين إن استقالة الحكومة “لا تُقدّم ولا تؤخّر”، مشددا على ضرورة إجراء انتخابات تشريعية مبكرة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده جعجع عقب اجتماعه مع نواب من كتلة “اللقاء الديمقراطي” (تابعة للحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط)، في بلدة معراب، شمال العاصمة بيروت. وكان جعجع أوفد في وقت سابق القيادي في القوات ملحم الرياشي إلى بيت الوسط حيث اجتمع برئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ويقول محللون إن هناك مساعي جارية بين المستقبل والقوات والاشتراكي لتوحيد الصف في مواجهة المنظومة الحاكمة التي يقودها حزب الله. ويشير المحللون إلى أن هناك إدراكا من الثالوث بضرورة ترك الخلافات جانبا، والتعاطي بقدر من المسؤولية مع هذه اللحظة الفارقة في تاريخ لبنان والتي تذكر إلى حدّ بعيد بما حصل عقب اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في العام 2005. ولا يستبعد المحللون أن يتم إحياء ائتلاف 14 آذار، لإعادة تصويب البوصلة في هذا البلد بعد أن نجح تحالف 8 آذار الذي يتزعمه حزب الله في الهيمنة على القرار السياسي وما استتبعه ذلك من تململ لدى القوى الدولية التي اعتكفت نتيجة ذلك على دعم لبنان في أزمته الاقتصادية والمالية التي يتخبط فيها منذ أشهر. ويقول أقطاب 14 آذار إنه حان الوقت للتعالي عن التباينات في ما بينهم والتماهي مع نسق الشارع الثائر، وأولى الخطوات هو الضغط لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، باعتبارها الحل المعقول حاليا لقلب موازين القوى. ويسيطر تحالف 8 آذار على البرلمان اللبناني، وهذا يمنحه أحقية تشكيل الحكومة التي يريدها بمعزل عن مطالب القوى المقابلة، على غرار ما حصل مع حكومة حسان دياب. وقال جعجع “نريد انتخابات نيابية مبكرة (..) استقالة الحكومة لا تعنينا ولا تقدم ولا تؤخر، لأن من شكل هذه الحكومة سيشكل اللاحقة وبالتالي سنبقى مكاننا”. وأضاف “هدفنا حل جوهر المشكلة وهي في المجلس النيابي”، وشدّد على أنّ الطبقة السياسية ليست فاسدة بالكامل، إلا أنه قال، إن “أكثرية الطبقة السياسية ما بتسوى (فاسدة)”. وتابع جعجع “سنسمع أخبارا جيدة في الساعات القليلة المقبلة”، دون أن يقدم أي تفاصيل حول ذلك. وتتماهى دعوة جعجع مع مطالب الشارع اللبناني الذي شهد الاثنين مسيرات جديدة رفعت شعارات تدعو إلى انتخابات مبكرة. وفي 4 أغسطس الجاري، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 158 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، والمئات من المفقودين، بحسب أرقام رسمية غير نهائية. ووفق تحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من “نترات الأمونيوم” شديدة الانفجار، كانت مصادرة ومخزنة منذ عام 2014. ويزيد انفجار بيروت من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.

مشاركة :