يعد الكاتب المسرحي الإسباني فرناندو أرابال، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الثلاثاء، أحد أهم الكتاب المسرحيين الإسبان المعاصرين، وذلك لحصوله على جائزتين وطنيتين، وهما جائزة "سوبردوتادوا" للموهوبين ونالها وهو في سن العاشرة، والأخرى جائزة "نوبل بيثنتى أليكساندرى"، حيث قام بنشر ثلاثة عشر رواية والعشرات من الدواوين شعر، إضافة إلى العديد من النصوص المسرحية والمقالات من بينها التى ظهرت في كتبه عن "الشطرنج"، حتى لقب بـ "المميز المكار" من قبل كلية باتافيسيكو، وهذا اللقب يعادل جائزة نوبل في هذه الكلية.نشر أرابال رسالة إلى الجنرال فرانسيسكو فرانكو رئيس إسبانيا في الفترة 1938 - 1975، ليناوشه فيها عن الحرب الأهلية الإسبانية العظيمة كما وصفها بعض الإسبان، ثم عن النظام الذي فرضه الجنرال بعد الحرب، وهي صرخة من أجل الحرية وشهادة عفوية من داخل سياج كبل إسبانيا في أتون الحرب والاضطراب والديكتاتورية، وقد نشرت هذه الرسالة دون انقطاع في فرنسا، وإسبانيا، والأرجنتين، في إصدارات عديدة كان آخرها في 2011، وترجمها عن الإسبانية عمار الأتاسي تحت عنوان "رسالة إلى الجنرال فرانكو" في 2014، كان ألم الكاتب شديدا على اعتقال والده، ثم اختفائه بعد ذلك، الذي كان ملازما جماهيريا خلال الحرب الأهلية ونزيلا في سجون فرانكو في أعقابها، وكان الرد على هذه الرسالة هي الملاحقة والنفي ولم تنشر في إسبانيا إلا بعد ثلاث سنوات على وفاة الديكتاتور في 1978.أسس "أرابال" مع أليخاندرو جودوروفسكي، ورولاند توبور فرقة بعنوان "الذعر" المسرحية، كما اشترك مع مجموعة بريتون السريالية، وكانت مسيرته الأدبية غنية بالأعمال الروائية، والشعرية، والنثرية، والمسرحية، والسينمائية، والتلفزيونية.يرى الدكتور محمد السرغيني في تقديمه لترجمة مسرحية "الجبل المتهدل أو أغنية القطار الشبح" أن شهرة "أرابال" العالمية لا توازيها إلا شهرة لوركا وكتاب العصر الذهبي الإسباني، وما هي إلا دليل على تلك الميزة الكونية الإنسانية، التي تتصف بها رؤيته، وهي في العمق رؤية إسبانية، رغم ما فيها من تناقض ظاهري، فلديه مسرحيات يتحرر فيها من ثقل السيرة الذاتية، وينزل بالأحداث الجارية فوق الخشبة إلى أقصى درجة ممكنة من البساطة، ويستعمل الحوار المبسط، عبر لغة سلسة، ويتجنب كل جدل مبني على خط فكري معقد ومتمايز.كتب "أرابال" سلسلة من الأعمال المسرحية التى لاقت إقبالا كبيرا خلال عدة سنوات مثل مسرحية "خطاب الحب" مع ماريا خيسوس بالديس، والتي تم عرضها في المسرح القومي، حيث تم نشر أعماله المسرحية كاملة في مجلدين أكثر من ألفي صفحة في المجموعة الكلاسيكية القشتالية في دار إسباسا للنشر والتوزيع، ومن أبرز أعماله المسرحية هي "نزهة في أرض المعركة، الدراجة الثلاثية، فاندو وليز، جيرنيكا، دراجة الملعون، الاحتفالية الكبرى، المهندس المعماري وإمبراطورية أشور، حديقة الملذات، المتاهة، الغزل المثير، السماء والقاذورة، مقبرة السيارات، شباب اليوم الهمجي، ووضعوا أصدافا للزهور، جولة بابل، محاكم التفتيش، خطاب الحب، وملذات اللحم".
مشاركة :