من سايمون ايفانز زوريخ 20 يوليو تموز (خدمة رويترز الرياضية العربية) - أعلن سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اليوم الاثنين عن تشكيل مجموعة عمل في محاولة اصلاح المؤسسة التي تعاني من الأزمات بعد أن قرر التنحي نهائيا وإفساح مجال أمام انتخاب رئيس جديد في فبراير شباط المقبل. وحاول بلاتر (79 عاما) النظر للمستقبل خلال اجتماع اليوم والذي تحدد خلاله موعد انتخاب الرئيس الجديد للفيفا في 26 فبراير شباط ورسم ملامح خطة الاصلاحات لكن فضيحة الفساد التي تفجرت في مايو أيار الماضي ألقت بظلالها على الخطط التي يقول منتقدون إنها غير كافية. وبمجرد جلوس بلاتر على مقعده تمهيدا لبدء المؤتمر الصحفي في زوريخ أمطر محتج المسؤول السويسري الذي ترأس الفيفا منذ 1998 بأوراق مالية غير حقيقية. وبدا الارتباك الشديد واضحا على بلاتر الذي انسحب من القاعة لنحو عشر دقائق ليتأجل بدء المؤتمر الصحفي. وحددت وسائل اعلام بريطانية هوية المحتج الذي أبعدته الشرطة عن القاعة واتضح أنه ممثل هزلي يدعى لي نيلسون واسمه الحقيقي سايمون برودكين واشتهر بتنفيذ مزحات مشابهة ونشر صورة لواقعته مع بلاتر عبر موقع تويتر على الانترنت. ولم توجه أي اتهامات حتى الآن لبلاتر لكن نائبه جيفري ويب مثل أمام محكمة أمريكية يوم السبت الماضي ونفى تورطه في اتهامات بالتآمر والاحتيال وغسل أموال. وكان ويب (50 عاما) - وهو من جزر كايمان - ضمن تسعة مسؤولين كرويين وخمسة من مسؤولي التسويق وجهت لهم وزارة العدل الامريكية اتهامات بالفساد والحصول على رشى تزيد على 150 مليون دولار خلال 24 عاما. وقال بلاتر إن قراره بالاستقالة في الثاني من يونيو حزيران الماضي بعد أربعة أيام فقط من اعادة اختياره لفترة ولاية خامسة كان بهدف مساعدة الفيفا حين كان الاتحاد الدولي مقصدا للهجوم. ووصف بلاتر أحداث مايو بتسونامي قائلا لا أزال حيا..موجات تسونامي لم تطح بي بعيدا. وأضاف كانت هناك الكثير من الضغوط من جماعات مختلفة تهاجم الفيفا. كان يتوجب علي القيام بشيء في مصلحة الفيفا وليس لمصلحتي. هدفي الآن هو الدفاع عن المؤسسة. أستطيع الدفاع عن نفسي ولا أحتاج لمساعدة لكن الفيفا في حاجة للمساعدة. ورغم تكهنات بشأن تراجعه عن قرار التنحي الا أن بلاتر تمسك بالاستقالة وكشف عن إمكانية العمل بالإذاعة بعد ترك منصبه بالفيفا. وظهر الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي في الصورة كمرشح مبكر للفوز بمنصب رئيس الفيفا بعدما قال مصدر قريب من الاتحاد الاوروبي إن أربعة من الاتحادات القارية الستة ستدعمه. ولم يعلن بلاتيني اللاعب السابق لمنتخب فرنسا ويوفنتوس الإيطالي نيته بعد للترشح لكن المصدر ذاته قال إنه من المرجح أن يتخذ قراره في هذا الأمر خلال عشرة أيام تقريبا. ولم يشتمل مؤتمر بلاتر اليوم على تفاصيل كثيرة بشأن مجموعة العمل الجديدة المكلفة باقتراح اصلاحات تهدف لتطهير المؤسسة لكن بيان الفيفا أشار الى أنها ستتكون من عشرة مندوبين عن الاتحادات ويترأسها مسؤول محايد. واستخدم بلاتر وصف شخصية مستقلة للإشارة الى رئيس مجموعة العمل. وستقدم مجموعة العمل نتائجها للجنة التنفيذية في سبتمبر أيلول القادم وبالتالي ستقترح اصلاحات أثناء الجمعية العمومية للفيفا والتي تملك سلطة تعديل لوائح الاتحادات. واستمعت اللجنة التنفيذية لاقتراحات دومينيكو سكالا الرئيس المستقل للجنة المراجعة والتي تشمل اختبارات نزاهة مركزية لأعضاء اللجنة التنفيذية وتحديد حد أقصى للبقاء في المنصب والكشف عن رواتب مسؤولي الفيفا. ورفض بلاتر مرتين الإجابة عن سؤال بشأن قيمة راتبه الحالي ورد على الصحفيين قائلا يمكنكم توجيه هذا السؤال لي طوال المساء. واصطدمت الاصلاحات - التي تأتي بعد دعوات مشابهة عقب فضائح في 2011 - مع انتقادات منظمة الشفافية الدولية. وقالت المنظمة في بيان الاجراءات المعلنة اليوم من قبل الفيفا تسقط المطالبات بتطهيره من الفساد. فبدلا من الاتفاق على لجنة جادة ومستقلة للاصلاح أعلن الفيفا اليوم مجموعة عمل أخرى وهذا لن يكون كافيا لاستعادة الثقة. وكان التغيير الوحيد المقبول من اللجنة التنفيذية بشأن مشاريع بناء المنشآت التي ستستضيف كأس العالم حيث ستنفذ بالتوافق مع مباديء العمل وحقوق الانسان. وانتقدت جماعات حقوق الانسان اختيار الفيفا لروسيا وقطر من أجل تنظيم نهائيات كأس العالم في 2018 و2022 على الترتيب. (إعداد أحمد مصطفى للنشرة العربية - تحرير أحمد ممدوح)
مشاركة :