في موسم الصيف، عندما تبدأ مدة الراحة والاسترخاء، تقف عجلة العمل عند كثير من المؤسسات، كالتعليمية والرياضية على سبيل المثال، وتُصبح هذه المحطة مرحلة لاسترجاع الطاقات، استعداداً لاستقبال العام أو الموسم القادم، ومنطلقاً للعودة إلى التحديات، ومن دون راحة كافية واستعداد أمثل، تكون العودة صعبة جداً، ومسألة التعثر في أول الطريق شبه مؤكدة. مع نهاية كل موسم رياضي، تتحول معظم أنديتنا إلى ثكنات عسكرية، ويصبح شغلها الشاغل الاستعداد الأمثل للموسم القادم، و كيفية التحضير له، والأهم من ذلك، أين سيعسكر الفريق الأول، في آسيا أم في أوروبا؟ الخيارات كثيرة، ثم ما المدة التي يقترحها سعادة مدرب الفريق؟ ومن هم اللاعبون الذين سيتم اختيارهم للسفر؟ ومن هم الإداريون الذين سيتتابعون ليكونوا في معسكر الفريق؟ إلى غير ذلك من الموضوعات، والمداولات والمقترحات، التي منها يفيد مصلحة النادي، ومنها ما يفيد مصلحة الأفراد، مدة يزداد فيها أصدقاء رئيس النادي، ولم لا؟ فإجازة الصيف على الأبواب، وحقائب بعضهم قد تم ترتيبها وتنتظر عند أبواب النادي، إذ لم يتبق إلا مباركة الرئيس، الله يحفظه. يصل الفريق إلى مدينة ساحلية صغيرة في بلاد السكسون، الأجواء جميلة ومثالية، تمارين في الصباح وأخرى في المساء، تمرّ الأيام وتصل الأخبار إلى الجماهير من خلال النادي، إنما غالباً ما تكون شحيحة، زار حضرة الرئيس المعسكر، تفقد الفريق وشدّ من همم الجميع، ثم رحل رئيس النادي مغادراً إلى أرض الوطن، وبين حضور الرئيس ورحيله، يتعاقب بعض الأعضاء المختارين بعناية طبعاً، ممن كانت حقائب سفرهم تنتظر عند أبواب النادي، على زيارة معسكر الفريق، وخلال وجودهم مع الفريق في المعسكر الأوروبي، غالباً ما يكون اللقاء صباحياً، على طاولة الإفطار أو قبل حصة التدريب الأولى، ويصاحب ذلك دعوات قلبية وطلبات بالتركيز في التمارين، مع أخذ بعض صور السيلفي معهم، ومن ثم الانطلاق إلى الأسواق، حيث لم يبق على التنزيلات سوى بضعة أيام وتنتهي. وعلى مشارف نهاية هذا المعسكر المسرحي، بين تراجيديا وكوميديا، يبدأ الفريق بلعب بعض المباريات الودية، حتى يقف كل من النادي والمدرب على المستوى الفني للفريق، لقاءات مع فرق ذات مستوى رفيع، ومشهود لها بالصيت العالمي، كما يروج النادي، لكن صيتهم هذا لم يسمع عنه أحد في أوطاننا سواهم! نحن الآن في بداية موسم الصيف، وجميع الأندية في المراحل الأخيرة من التجهيزات للسفر إلى معسكراتها، وغداً سيبدأ الموسم الرياضي، وسيعترف الميدان على كل نادٍ من هذه الأندية، من منها ذهب للعمل والاجتهاد، ومن الذي ذهب لكي يدق الشماسي. Askmehala@gmail.com Twitter:@nomanhala
مشاركة :