قال يورغ هيلدبراندت مدير مجموعة بوسطن الاستشارية بالشرق الأوسط، إن ثمة توجهات كبرى قادمة سترسم الملامح الاقتصادية للشرق الأوسط في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن أبرز ثلاثة منها تتمثل في تسارع خطى تحول جميع القطاعات إلى النمط الرقمي. وظهور البيانات الضخمة كتوجه يساهم في تغيير قواعد اللعبة، بالإضافة إلى تقلب الأسواق على نحو متزايد بما يتطلب استراتيجيات ديناميكية أكثر قابلية للتكيف، مؤكداً أن الإمارات ستواصل السير قدماً على طريق التنمية الاقتصادية المستدامة. وأضاف هيلدبراندت في حوار خاص لـالبيان الاقتصادي أن دبي هي المركز الأمثل والمنطقي لتكون المقر الإقليمي للمجموعة التي تعتبر من أكبر شركات الاستشارة في العالم، مؤكداً أن الإمارة غدت مركزاً محورياً لمختلف القطاعات الاقتصادية. وأشار إلى أن إزالة العقبات والإجراءات البيروقراطية غير الضرورية من شأنه تعزيز القدرة التنافسية وضمان جاذبية الاستثمار للإمارة، وأن تقليل الاعتماد على العمالة منخفضة التكلفة، والاعتماد بشكل أكبر من ذلك على استثمارات رأس المال واستقطاب المزيد الكفاءات سيكون ضرورياً لدعم قطاع التصنيع في الدولة. وفيما يلي نص الحوار: أهمية ما مدى أهمية مكتب دبي بالنسبة لعمليات مجموعة بوسطن كونسلتينغ غروب دولياً؟ يعد مكتب المجموعة في دبي مركزاً إقليمياً لعملياتها، حيث تعد هذه المنطقة من أسرع الأسواق نمواً بالنسبة لنا على الصعيد الدولي. وقد رسخت دبي على مر السنين مكانة رائدة لها كواحدة من أسرع المدن نمواً في العالم، لا بل إنها غدت مركزاً محورياً للقطاعات المختلفة. ولذلك كان قرار افتتاحنا مكتباً في دبي قراراً استراتيجياً، فقد حرصنا على تأسيس حضور فيها للعب دور رئيسي في خدمة العملاء بمختلف أنحاء منطقة الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تشهد نمواً سريعاً. فضلاً عن ذلك، تتميز دبي أيضاً عن المدن الأخرى بأنها تزخر بمتخصصين من أصحاب المواهب والكفاءات والخبرات العالية والمميزة. ما أسباب اختيار دبي مقرا إقليميا للمجموعة؟ لقد اخترنا دبي على وجه التحديد لأنها مركز تجاري رائد على مستوى العالم العربي بأسره، فالموقع الجغرافي للإمارة هو بمثابة بوابة على كافة الأسواق الناشئة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وما حولها، بما في ذلك أفريقيا وجنوب آسيا. علاوة على ذلك، تتيح دبي سهولة الوصول إلى قاعدة واسعة من المتخصصين من أصحاب الكفاءات والمواهب، لذا فقد كان من الأمثل والمنطقي أن تكون المقر الإقليمي للمجموعة. الأكثر استفادة ما هي القطاعات الأكثر استفادة من الاستشارات المالية؟ تشير دراسات إلى أن الخدمات المالية هي الأكثر سعياً للحصول على خدمات الاستشارة بحصة 60 % من إجمالي نشاط الاستشارات في العالم. ما نوع العمليات والأسواق التي تتم إدارتها من دبي؟ يقع المكتب الإقليمي الرئيسي للمجموعة في دبي، ولدينا مكاتب في أبوظبي والرياض، إلى جانب عدد من الموظفين الذين يديرون العمليات من بيروت، حيث سنقوم لاحقاً بتأسيس قاعدة عمليات صغيرة في هذه المدينة. ويلعب مكتب بوسطن كونسلتينغ غروب في دبي دوراً استراتيجياً في خدمة العملاء، على مستوى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي سريعة النمو، وضمن مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك الخدمات المالية والاتصالات وتجارة التجزئة والعقارات والسياحة والسفر والرعاية الصحية والتأمين والحكومة والشركات متعددة الأعمال التجارية. ويولي كبار المديرين التنفيذيين والمسؤولين الحكوميين في دولة الإمارات العربية المتحدة والدول المجاورة ثقتهم ببوسطن كونسلتينج جروب كونها شركة متخصصة تقدم لهم استشارات متبصرة في مجالات هامة مثل التوجهات الاستراتيجية طويلة المدى، والنمو في مجالات الأعمال القائمة والجديدة، وتعزيز عمليات شركاتهم. وقد أصبح تقديم الدعم إلى هذه الشركات التي تشهد نمواً سريعاً يحظى بأهمية متزايدة بالنسبة لعملياتنا. نمو غير مسبوق هلا سلّطتم لنا الضوء على تاريخ تأسيس أعمال وتواجد المجموعة في دبي، وكيف تطورت خلال السنوات الماضية؟ تعمل مجموعة بوسطن كونسلتينغ غروب في دبي منذ العام 2005. وفي السنوات الأخيرة، شهد مكتبنا هنا مستويات نمو غير مسبوقة، الأمر الذي ساهم في توفير بيئة عمل ديناميكية ومتميزة لمستشارينا. ويتميز مكتبنا هنا بفريق عمل متنوع بكل معنى الكلمة (يضم أكثر من 50 جنسية)، حيث يمتلك جميع أفراده شغفاً شخصياً بمساعدة الشركات على تعزيز النمو وإحراز النجاح. وضمن إطار تطلعاتنا المستقبلية، نسعى إلى مواصلة ترسيخ ثقافة مؤسسية قوية تقوم على استقطاب أفضل المواهب والاحتفاظ بها. كم يبلغ عدد الموظفين في دبي من إداريين وخبراء؟ شهدنا تطورات كبيرة منذ افتتاحنا مكتبنا في دبي، حيث نما فريق عملنا من بضعة موظفين إلى أكثر من 250 موظفاً حالياً. وهذا دون شك يشمل قائمتنا الواسعة من الاستشاريين وأعضاء فرق الخدمات المؤسسية، إلى جانب التعاون مع شبكاتنا من الخبراء في جميع أنحاء العالم. ونشهد اليوم طلباً متزايداً على خدمات واستشارات الاستشاريين من قبل الشركات في المنطقة. وقد نجحت بوسطن كونسلتينج جروب على الدوام خلال السنوات الماضية بتأمين فرص عمل جديدة بهدف مواصلة تلبية متطلبات قائمة عملائنا المتنامية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. فعاليات دورية ما هي الفعاليات الدورية التي تقيمها الشركة في دبي سنوياً من مؤتمرات واجتماعات وغيرها؟ تنظم المجموعة عدداً من الفعاليات الرسمية على أساس سنوي. وفي العام الماضي، نظمنا أول مبادرة أكاديمية للقيادات الشابة في دبي. وقد ركزت هذه المبادرة على تطوير وتعزيز مهارات إدارة الكفاءات الشابة من المهنيين العرب في دول مجلس التعاون الخليجي، وقد حققت نجاحاً كبيراً على صعيد عملائنا. وسنقوم بتنظيم الدورة التالية خلال العام 2016. كما نعمل على تنظيم العديد من الفعاليات الأخرى الخاصة بعملائنا والتي تركز على موضوعات محددة في مجال الأعمال بالمنطقة، بهدف تقريب المسافات بين الأقران لمناقشة الاتجاهات الناشئة في مجال القطاعات الخاصة بكل منهم. فضلاً عن ذلك، ننظم عددا من الفعاليات التي تهدف لتعزيز التواصل مع أعضاء مجموعات خريجينا في المنطقة والاحتفال بإنجازاتهم. ولا تقتصر مبادرات بوسطن كونسلتينغ غروب على مجرد استضافة الفعاليات الخاصة بها، بل يحرص خبراؤنا وممثلونا أيضاً على التحدث في المؤتمرات الرائدة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنتدى القيادات النسائية، ومعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك). دور محوري ما أهمية سوق منطقة الخليج والشرق الأوسط بشكل عام مقارنة مع بقية الأسواق الدولية؟ بوسطن كونسلتينغ غروب هي شركة خاصة لديها 82 مكتباً في 46 دولة، لذلك فإن عملياتنا وشبكاتنا تنتشر في جميع أنحاء العالم. وتعد منطقة الشرق الأوسط بالتأكيد واحدة من الأسواق الأكثر أهمية على الصعيد العالمي، حيث يرجع ذلك إلى ديناميكيات النمو العالية في هذه المنطقة، إذ تواصل منطقة الشرق الأوسط لعبها دوراً محورياً باعتبارها واحدة من أسرع المناطق نمواً في العالم. أبرز التوجهات ما أبرز التوجهات التي تشهدها الأسواق المحلية والعالمية؟ هناك العديد من التوجهات الكبرى والجديدة التي ترسم ملامح الأسواق المحلية والعالمية في يومنا هذا، وتتمثل أبرز ثلاثة منها في تسارع خطى تحول جميع القطاعات إلى النمط الرقمي، وظهور البيانات الضخمة كتوجه يساهم في تغيير قواعد اللعبة - بما في ذلك تكنولوجيات وأدوات تحليل جديدة، وتقلب الأسواق على نحو متزايد بما يتطلب استراتيجيات ديناميكية أكثر قابلية للتكيف. يرجى تقديم بعض الأرقام (عدد الموظفين، العوائد، المكاتب، العمليات، إلخ). كما سبق أن ذكرت، بوسطن كونسلتينغ غروب هي شركة خاصة لديها 82 مكتباً في 46 دولة، وتضم فرق عملها أكثر من 10 آلاف موظف حول العالم. وقد بلغت إيراداتنا 4.55 مليارات دولار أميركي في العام 2014. وتغطي خبرتنا مجموعة واسعة من القطاعات؛ بما في ذلك السيارات، والأجهزة الطبية والتكنولوجيا، والمستحضرات الصيدلانية البيولوجية، والمعادن والتعدين، والمنتجات الاستهلاكية، والأسهم الخاصة، والطاقة والبيئة، والقطاعات العملية، والمنتجات والبنى التحتية الهندسية، والقطاع العام، والمؤسسات المالية، وتجارة التجزئة، والأجهزة والبرمجيات، والأثر الاجتماعي، وشركات توفير وسداد خدمات الرعاية الصحية، والاتصالات، والتأمين، والنقل، والسياحة والسفر، والإعلام، والترفيه. ما أبرز المشاريع والخطط والمنتجات الجديدة التي أطلقتها مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب محلياً وعالمياً خلال العام الجاري؟ افتتحت بوسطن كونسلتينغ غروب خلال شهر يونيو الماضي مكتب الرياض رسمياً. وإلى جانب توسيع نطاق أعمالها في المنطقة، تنمو بوسطن كونسلتينج جروب على الصعيد العالمي، حيث تتطلع الشركة حالياً لتوسيع نموها في أفريقيا، إذ نرى إمكانات كبيرة فيها. وقد نظمنا مؤخراً اجتماعنا نصف السنوي مع شركائنا في كيب تاون، حيث لمسنا الإمكانات الهائلة التي تتسم بها جنوب أفريقيا. كما أطلقت المجموعة في وقت سابق من هذا الشهر معهدها الجديد للاستراتيجيات تكريماً للتراث الذي خلفه لنا بروس هندرسون، مؤسس الشركة، وذلك بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده. ويهدف معهد بروس هندرسون إلى تطوير وترجمة الأفكار المبتكرة من داخل وخارج العمليات لإعادة صياغة طرق الشركات في تخطيط وتنفيذ استراتيجياتها. ويتبنى المعهد تركيزاً عالمياً، حيث يعنى بدراسة الآثار المترتبة على الاتجاهات وحالات عدم استمرارية الأعمال على الشركات والمجتمعات. إلى جانب ذلك، أطلقت بوسطن كونسلتينغ غروب الشهر الماضي مركز الأثر العام، وهو مؤسسة غير هادفة للربح تسعى إلى دعم الحكومات في تحويل أفكارها إلى نتائج حقيقية ومؤثرة. ويجمع هذا المركز الإداريين من حول العالم تحت سقف واحد للتداول وتبادل الأفكار وإلهام بعضهم البعض بغية تعزيز الأثر العام لشركاتهم. وتؤمن بوسطن كونسلتينج جروب بأن تحسين التأثير الحكومي هو أحد أكبر التحديات في القرن 21، وتوجد مسؤولية ملقاة على عاتقنا كخبراء في مجال الاستشارات لمساعدة هذه الحكومات في التغلب عليها. كما يحضرني أن أشير إلى مشروع رائد آخر، فقد أطلقت بوسطن كونسلتينغ غروب ذراعها الخاصة للمشاريع الرقمية، وهي شركة متخصصة في مجال الابتكار الرقمي وتطوير المنتجات وتسويق الشركات. وتتخطى تخصصات بوسطن كونسلتينج جروب للمشاريع الرقمية تقديم الاستشارات والتصميم وخدمات التكنولوجيا لتشمل خدمات تشكيل فرق مشاريع استراتيجية بالتعاون مع عملائها بهدف مساعدتهم على التطور والنمو بسرعة، وإطلاق وتطوير المنتجات التحويلية الرقمية والمنصات والأعمال التجارية. توسع وتشهد ذراعنا الخاصة بالمشاريع الرقمية في يومنا هذا توسعاً مطرداً، حيث تقدم خدماتها لقاعدة متنوعة من العملاء الذين يديرون العديد من المشاريع الناجحة ويتطلعون إلى إطلاق المزيد. وقد ساهمت الشركة في إطلاق عدد كبير من المشاريع على مستوى العالم، ضمن قطاعات الرعاية الصحية، وتجارة التجزئة، والتأمين، والتكنولوجيا، وهي تعمل حالياً على مهمتها الأولى في الشرق الأوسط.
مشاركة :