شهر التراث اللامادي.. الجزائر تؤكد هويتها بذاكرة الأزياء التقليدية

  • 8/12/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في العصر الحديث ووسط كل الانتصارات التكنولوجية المخيفة التى وصل إليها الإنسان، تسعى الدول للحفاظ على مجموعة القيم والتقاليد والأسس الراسخة لديها منذ قرون طويلة موغلة في القدم المتمثلة في اللغة والزى المحلى والأغانى الجماعية والتاريخ القومى، حتى لا تضيع شعوب تلك الدول وسط تماهى الحضارات الجانبية في حضارة مركزية واحدة تلتهم الكل وتسيطر على الجميع. لذا فإن وزارة الثقافة والفنون الجزائرية والتى تتولى حقيبتها الدكتورة مليكة بن دودة أطلقت فاعلية كبرى تمتد لمدة شهر، بدأت من العاشر من شهر أغسطس الجارى وتستمر حتى الأسبوع الأول من شهر سبتمبر المقبل، بعنوان «شهر التراث اللامادى.. الأيام الوطنية للباس الجزائري» وتحت شعار «لباسى ذاكرتى وثقافتى»، وذلك بهدف «إجلاء خفايا هذا التراث شديد التنوع والغنى بغنى الفضاءات الجغرافية التى منحته الحياة والتجدد والجمال والبقاء.. وأيضا لما يمتلكه هذا التراث في منظومة الإرث الثقافى للأمم، من منزلة يُحتفى بها دومًا، ونظرًا لما يحمله من مقومات هويتها وتاريخها وأنساقها السوسيو ثقافية».تركز ووفق ما يبدو من العنوان «ذاكرة اللباس» على ما تحمله تلك الملابس والأزياء المحلية والتقليدية من علامات تاريخية بارزة، فهى شاهدة على عدة عصور وعلى حقب مختلفة ومتنوعة، يمكن التعرف عليها من خلال دراسة الملابس التقليدية بعناية، والاهتمام بدورها كمصدر ثرى ليس للمعلومة التاريخية فقط بل وأيضا لترسيخ الهوية الوطنية الجزائرية فلا يسهل فقدها وسط العالم الكبير الذى أصبح بفضل سهولة الحركة والتنقل، وسهولة وصول المعلومات، أصبح بالفعل كقرية صغيرة، هذه القرية تضيع وسطها هويات متنوعة وتفقد فيها الشعوب تاريخها إن لم تسارع بالحفاظ عليه.شهر التراث اللامادى الذى تطلقه الجزائر التى تسعى خلاله لاستقطاب الخبرات الثقافية والأكاديمية المتخصصة لإعطاء المعلومة الدقيقة لهؤلاء الذين يمكنهم متابعة بث تلك المواد والمحاضرات عبر موقع «زووم» وذلك مراعاة للإجراءات الاحترازية التى تتخذها البلاد لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد١٩».وشرحت وزارة الثقافة في بيان لها قيمة الاهتمام بمثل هذا التراث الذى يعد في ذهن البعض لصيقًا بالماضي، لتؤكد أنه «لدى البعض الآخر كيان أساسى في الذات الحيّة، كما أنه زادٌ حيوى مستمد من حياتنا اليومية الواقعية، علاوة على كونه «نفس روح لحظة الآن، وروح اللحظة التى كانت ومازالت، وروح كل تلك الأزمنة المتوارثة والمتجددة».وأضاف بيان الوزارة: «استنادا إلى تلك المنزلة النوعية للتراث في الضمير الجمعى للأمم والشعوب والأفراد، وجب حمايته والمحافظة عليه بكل الطرق الممكنة والسُّبل المتاحة، تارة ببعثه وإحيائه، وتارة بتحفيز المبدعين والفاعلين فيه، وأخرى بتقريبه من الأجيال وتحبيبه إليهم، ويتجسد ذلك من خلال الغوص في ثناياه عن طريق البحث العلمى البناء الذى يفتق أكمام مكنوناته، مشهرا أدواته وآلياته التى تمكّنه من إجلاء خفايا هذا التراث الشديد التنوع والغنى بغنى الفضاءات الجغرافية التى منحته الحياة والتجدد والجمال والبقاء».وتابع: «وإذا كان اللباس رافدا من روافد التراث اللامادى، ويراه الفرنسيون لا يصنع كاهنا، ويقول فيه المثل الشعبى الجزائرى: «كل واش تحب والبس واش يحبوا الناس»، فإنه مع ذلك يفصح عن الانتماء الاجتماعي والقومى، ويشى بالحقبة التاريخية، كما يشير إلى الوضع المادى أو حتى الذوق، وفصول السنة، والمهنة الممارسة، والمنزلة الاجتماعية وغيرها».يشتمل البرنامج الذى أعدته الجزائر: محاضرات افتراضية أسبوعية حول المحافظة على التراث الثقافى اللامادى أولى مواضيعها «اللباس الجزائرى». ومهرجان ثقافى للباس الجزائرى بعنوان «في ذاكرة اللباس الجزائري»، وذلك بالتنسيق مع المهرجان الثقافى الوطنى للباس الجزائرى». وإطلاق بطاقات لتوصيف اللباس الجزائرى وجرده، وذلك عبر مديريات الثقافة والفنون بكل الولايات. وندوات تلفزيونية حول اللباس التقليدى في الجزائر. ويقيم البرنامج على هامشه مسابقتين حول: أقدم لباس تقليدى عائلي، وتحديث اللباس التقليدى.

مشاركة :