بدأت ليندا فينتورا تشعر بالقلق بشأن المناقشات التي يبدؤها ابنها تومي (17 عاماً) أثناء مشاهدتهما التلفزيون، إذ يتجادلان بشأن عادته في تعاطي الماريغوانا، التي أدمن عليها منذ سن الـ15، حيث كانت آثار ذلك تبدو واضحة على عيونه ووجهه ومزاجه المتقلب. وقد ساعدتها قراءاتها ومتابعاتها على الإنترنت على ادراك ان ابنها مدمن هيروين. وقبل ثلاثة أعوام عثر شقيقه الأصغر أندرو عليه مقتولاً، وذلك في صبيحة اليوم الذي كان مفروضاً فيه أن يتوجه تومي إلى مركز التأهيل الصحي ضد المخدرات، وكان تومي في الـ21 من عمره آنذاك. وكانت فينتورا (55 عاماً)، التي تعمل مستشارة مالية في نيويورك، انتهجت في تربية أبنائها الثلاثة في بلدة كينغز بارك في جزيرة لونغ ايلاند، برامج وقيم محددة، كالرياضة، والحمية الغذائية الصحية، والصلاة المنتظمة في الكنيسة. وقد فاز تومي بمنحة دراسية في إحدى الكليات الجامعية وهو في التاسعة. وهكذا كان تومي واحداً من أوائل ضحايا فتك الهيروين، في أعداد متزايدة من أبناء الطبقة الوسطى في ولاية نيويورك، بعد ان أودى بحياة عدد كبير من اطفال شريحة كبيرة من الفقراء. وقالت فينتورا عن ابنها تومي لقد بدأ بالحبوب التي يصفها عادة كل الأطباء في الولايات المتحدة للتغلب على أوجاع الرأس، حيث يمكن شراء هذه الحبوب من الشارع بكل بساطة. ليس هذا فحسب بل كان بعض الاطفال يحضرون تلك الحبوب من بيوتهم لبيعها في الشوارع. وقبل أسابيع تمكنت قوة مكافحة المخدرات من مصادرة 70 كغم من الهيروين، تصل قيمتها إلى 50 مليون دولار. وفي السنوات الاخيرة أصبح الهيروين منتشراً في مختلف انحاء نيويورك، وفي متناول شريحة كبيرة من الاميركيين. وفي سبيل زيادة جاذبية ما يوزعونه من مخدرات، يعمد الموزعون إلى تغليف الكمية المطلوبة بورق يحمل صور غوغل، والليدي غاغا، وتشانيل، والسيدة الاميركية الأولى. وتقول بريجيت برينان المحامية النيويوركية المتخصصة في قضايا المخدرات أنظر منذ 30 عاماً في هذه القضايا وأتولاها، وخلصت إلى أن الأجيال الجديدة ليس لديها الادراك الكافي لما يخلفه الهيروين من دمار وأضرار، خصوصاً بين شريحة الاطفال والفتية في مدينة تضم 8.5 ملايين نسمة.
مشاركة :