أعلنت كل من وكالة ناسا الدولية والإدارة الوطنية للأمن النووي أنهما تعكفان على دراسة تدمير الكويكبات الخطرة باستخدام الأسلحة النووية، على غرار فيلم أرمجدون، حيث يقود الممثل بروس ويليس مركبة طائرة إلى كويكب على وشك الارتطام بالأرض، ويطلق حمولة نووية باستخدام الصواريخ. وأعلنت كلتا الوكالتين أنهما تطوران سويا إمكانية تدمير كويكبات خطرة على الأرض في المستقبل باستخدام الأسلحة النووية. وقال بروس بيتس، مدير العلوم والتكنولوجيا في جمعية الدراسات الكوكبية لصحيفة نيويورك تايمز إنه غالبا ما تركز الوكالات الفضائية على مركباتها، وبالتالي فأي مشروع يجمعهم سويا يعد مشروعا جيدا. ويعتقد العلماء أن هناك نحو مليون كويكب بالقرب من الأرض يمكنها أن تشكل تهديدا لها، إلا أنه لم يتم الكشف سوى عن نسبة ضئيلة منها حتى الآن. اختراق الغلاف الجوي وأشار العلماء إلى وجود أدلة صارخة على إمكانية ارتطام هذه الكويكبات بالأرض، في فبراير من العام الماضي، عندما انفجر نيزك فوق تشيليابينسك في روسيا تضاهي طاقته بين 20 إلى 30 مرة قنبلة هيروشيما الذرية. وتسببت موجة الصدمة الناجمة عن سقوط النيزك بأضرار واسعة النطاق وبإصابات كثيرة، جاعلة منه أكبر جرم فضائي يدخل الغلاف الجوي منذ عام 1908 في ظاهرة تعرف باسم حادثة تونغوسكا، والتي دمرت منطقة الغابات في صحراء سيبيريا. وقد يكون استخدام الأسلحة النووية لنسف الكويكبات أمرا جيدا بالنسبة لمتوسطة الحجم، والمذنبات التي يتراوح قطرها بين 164 و492 قدما. ويدعي بعض الخبراء، على سبيل المثال، أن ما ينتج من شظايا صخرية يمكنه أن يزيد الوضع سوءا، وأن تغيير مجرى هذا الكويكب قد يثبت أنه أفضل حل. خطر ماحق وتفجير الكويكب بالأسلحة النووية أمر اقترح في الماضي، وتحدث فريق من ولاية ايوا عن رؤية مماثلة في مؤتمر وكالة ناسا، مؤكدين أنهم يحتاجون إلى فترة قصيرة فقط لإطلاق النظام، وتعرف المركبة اختصارا باسم أتش إيه أي في، وهي مركبة فضائية قيادية قد تضرب المذنب وتحدث حفرة انفجارية فيه. وقال البروفيسور براين كوكس إننا على كوكب الأرض نواجه خطر أن تقضي علينا الكويكبات الفضائية، ونحن لا نأخذ التهديد على محمل الجد، وذلك بينما يؤكد علماء آخرون منذ فترة طويلة على أن هذه الصخور الفضائية تشكل خطرا ماحقا على الأرض. ويطلق على الكويكب الذي يصل حجمه إلى حجم حافلة اسم إي سي 2014 ويبعد نحو 61.637 كيلومترا عن كوكب الأرض، أي مسافة تصل إلى نحو 6 مرات المسافة بين القمر وكوكب الأرض. ولم يكن ذلك التهديد الوحيد الذي يواجه كوكب الأرض، فالكوكب واحد من نحو 1400 كويكب يحتمل أن تشكل خطرا على الأرض. وعلى امتداد العقدين الماضيين، أوضحت وكالة ناسا أن طول الكويكبات الخطرة القريبة من الأرض يصل إلى كيلو متر واحد، ويمكن لأنظمة الكويكب الحالية أن تتبع واحدا في المائة من الأجرام الفضائية فقط التي تدور حول الشمس. انفجار سيبيريا قال البرفسور جيسون كيسلر في جلسة مؤتمر إس إكس إس دبليو في ولاية تكساس إن احتمال أن يضرب شيء ما كوكب الأرض أمر مؤكد تقريبا، على الرغم من أننا لسنا متيقظين لوجود تهديد وشيك. ويعد عام 1908 الذكرى السنوية لأكبر تأثير لكويكب على سطح الأرض في التاريخ الحديث.
مشاركة :