أعلن المستشار عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي، أن تركيا تعلم أن حربها خاسرة ولن تستطيع تجاوز خط سرت الجفرة، موضحاً أنه ناقش مع السفير الأميركي خلال زيارته إلى القاهرة ضرورة تفكيك الميليشيات المسلحة، وخروج المرتزقة من ليبيا على أن يكون الحل السياسي هو الطريق الرئيس في ليبيا، ودعم الجيش الليبي للحفاظ على سيادة الدولة وتطهيرها من الإرهابيين. وأضاف صالح بعد انتهاء زيارته إلى القاهرة، أمس، أن الهدف الرئيس في دعم الميليشيات ونقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا هو التأثير على ضخ النفط داخل ليبيا، مشدداً على أن الولايات المتحدة متمسكة بوقف إطلاق النار في ليبيا، وأن الهدف هو إخراج هذه العناصر الإرهابية من الأراضي الليبية. والتقى رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح في القاهرة مع مسؤولين غربيين ومصريين للبحث في سبل تسوية الأزمة الليبية، وطرح خلال اللقاء مبادرته للحل السياسي مع تأكيده على ضرورة خروج عناصر المرتزقة، وحل الميليشيات المدعومة من أنقرة. واقترح صالح على السفير الأميركي لدى ليبيا أن تكون سرت مقراً للسلطة اللييبة الموحدة القادمة، مشيراً إلى أن حكومة الوفاق ليست طرفاً في أي حوار، وأن مجلس النواب لا يعترف بها كحكومة، خاصة وأنها تصرف أموال النفط على الميليشيات وعناصر المرتزقة. وقالت مصادر ليبية إن صالح طالب أيضاً بالتحقيق في الأموال التي سُحبت من المصرف المركزي الليبي، بالإضافة إلى إنشاء حساب مصرفي خاص بإيرادات النفط بعيداً عن المصرف المركزي حتى لا تذهب إيرادات النفط إلى الميليشيات المسلحة والمرتزقة لدفع رواتبهم. ورفض صالح حسب المصادر وجود تركيا في أي معادلة سياسية جديدة داخل ليبيا أو عند تشكيل سلطة جديدة لها الشرعية، معتبراً أن إعلان القاهرة شمل كافة الأفكار والمبادرات السياسية ومرضي لجميع الأطراف، لكن البعض لا يرغب في الاستقرار لاستفادته من الفوضى. ويرى الدكتور محمد العباني، عضو مجلس النواب الليبي، أن فكرة جعل سرت وجفرة خاليتين من السلاح قد تؤدي إلى تقسيم الأراضي الليبية، موضحاً في تصريحات لـ«الاتحاد» أن فكرة إبعاد الجيش الوطني الليبي عن سرت والجفرة خطيرة. وقال إن سرت بما تزخر به من إمكانيات وخاصة المقرات الإدارية وقاعات الاجتماعات تصلح أن تكون عاصمة للدولة الليبية ولكن بحماية وتأمين من الجيش والشرطة الأمنية، أما فكرة إبعاد الجيش، فهي فكرة مرفوضة وسبيل إلى تقسيم الدولة ونهب خيراتها. وأشار إلى أن هذه الفكرة جاءت بعد أن وقفت تركيا عاجزة عن اختراق الخط الأحمر الذي أعلنته مصر، والوصول إلى منابع النفط والغاز بالهلال النفطي. وأوضح العباني أنه يمكن القبول بهذه المبادرة في حالة إخراج القوات التركية والمرتزقة السوريين الذين جلبتهم أنقرة إلى ليبيا، مؤكداً أن هذا هو الضمان الوحيد الذي نقبل به نحن الليبيين. حكومة الوفاق في «ورطة» لعدم قدرتها على دفع رواتب الميليشيات كشفت مصادر ليبية أن حكومة الوفاق تعاني أزمة كبيرة لعدم قدرتها على دفع رواتب عناصر الميليشيات والمرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا، والذين يزيد عددهم عن 17 ألف مرتزق حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلنت إحدى الكتائب التابعة لحكومة الوفاق عن استيائها من تأخر معركة سرت، مؤكدة أن التأخير يراد منه أن يمل عناصر قوات الوفاق، ويعودوا إلى بيوتهم. وقالت الكتيبة التي تنتمي لميليشيات الصمود التي تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق غير المعتمدة، في منشور لها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن الشباب كل يوم تأكل فيهم الشمس والرملة وأكثرهم ترك أعماله وأطفالهم دون كهرباء أو مياه أو سيولة في ظل الظروف التي تعاني فيها البلاد من فيروس كورونا. وزادت حدة الخلافات أيضاً داخل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وشهد انقسامات إلى عدة جبهات داخلية لمواجهة انفراد فايز السراج بالسلطة.
مشاركة :