أنقرة (رويترز) - قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الثلاثاء إن بلاده ستصدر تراخيص للتنقيب والحفر في مناطق جديدة بشرق البحر المتوسط بحلول نهاية أغسطس آب وستواصل عملياتها في المنطقة، ما يزيد من حدة التوتر المتصاعد بين تركيا واليونان التي قالت إنها ستسعى لعقد اجتماع للاتحاد الأوروبي لمناقشة القضية. وتركيا واليونان العضوان في حلف شمال الأطلسي في نزاع على أحقية كل منهما في موارد النفط والغاز بشرق المتوسط، وذلك على أساس تباين الآراء حول المدى الذي يصل إليه الجرف القاري لكل منهما في مياه تنتشر فيها الجزر. وأرسلت تركيا سفينتها أوروتش ريس يوم الاثنين لإجراء مسح سيزمي في منطقة متنازع عليها في خطوة قالت اليونان إنها غير قانونية وتؤجج التوتر. وهدأ نزاع مماثل الشهر الماضي بعد تدخل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهو ما دفع تركيا لوقف عملياتها. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة إن تركيا استأنفت العمل بعد أن أعلنت اليونان عن اتفاق بحري مع مصر. وقال جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي بأنقرة إن تركيا ستصدر تراخيص جديدة لعمليات قرب الحدود الغربية لجرفها القاري وستواصل ”كل أنواع عمليات المسح السيزمي والتنقيب“ في المنطقة. وتقول تركيا إن لديها الشريط الساحلي الأطول في منطقة شرق المتوسط، لكن ذلك يقابله قطاع ضيق من المياه الساحلية بسبب وجود العديد من الجزر اليونانية الصغيرة القريبة من سواحلها. وذكر مكتب رئيس الوزراء اليوناني أن اليونان ستطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، وحث وزير الخارجية نيكوس دندياس تركيا على ”مغادرة منطقة الجرف القاري اليونانية بشكل فوري“، مضيفا أن أثينا ”ستدافع عن حقوقها“. وفي مكالمة عبر الفيديو مع قادة عسكريين، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن تركيا استكملت الاستعدادات لحماية المصالح التركية. وقالت المفوضية الأوروبية إنها تتضامن تماما مع اليونان وقبرص، الدولتين العضوين في الاتحاد، ودعت إلى الحوار حول النزاع في شرق المتوسط الذي وصفه متحدث باسم المفوضية بأنه مقلق للغاية. كما دعا الاتحاد الأوروبي، الذي كان قد فرض حظرا على دخول اثنين من المديرين التنفيذيين الأتراك بقطاع الطاقة وتجميد أصولهما، إلى الحوار. وعبّرت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء عمليات التنقيب التركية ودعت أيضا إلى استئناف المحادثات المباشرة بين البلدين، التي قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إنها كانت مستمرة لشهرين إلى أن توقفت الأسبوع الماضي. وأضاف أن تلك الاتصالات أدت إلى ”تفاهم“ بينهما، تبدد بعد ذلك بإعلان الاتفاق اليوناني المصري يوم الخميس الماضي. وقال كالين لشبكة (سي.ان.ان ترك) ”في اللحظة التي جرى الإعلان فيها عن الاتفاق مع مصر، تلقينا أوامر واضحة جدا من رئيسنا: أوقفوا المحادثات“.
مشاركة :