اليونان تستنجد بالاتحاد الأوروبي في مواجهة الاستفزازات التركية | | صحيفة العرب

  • 8/12/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

طالبت اليونان الثلاثاء بأن تسحب تركيا سفينة تنقيب هي في قلب خلاف متصاعد بينهما حول الحقوق البحرية، محذرة بأنها ستدافع عن سيادتها، وداعية إلى اجتماع عاجل لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لتسوية الأزمة ردا على الاستفزازات التركية المستمرة. أثينا - أعلن مكتب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الثلاثاء، أن بلاده ترغب في عقد اجتماع عاجل للاتحاد الأوروبي بشأن تركيا، بعدما أرسلت أنقرة سفينة للتنقيب عن المحروقات في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط، في خطوة فاقمت التوترات بين البلدين. وقال مكتب رئيس الوزراء إن “وزارة الخارجية ستقدّم طلباً لمجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي من أجل عقد قمة طارئة”. وتفاقم التوتر، الاثنين، عندما أرسلت أنقرة سفينة المسح الزلزالي “عروج ريس” ترافقها سفن لسلاح البحرية التركي، إلى قبالة سواحل جزيرة كاستيلوريزو اليونانية بشرق المتوسط. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن تضامنه الكامل مع قبرص واليونان في ظل التوتر مع تركيا، وحض المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في وقت سابق على “الحوار”، معتبراً أن الوضع “مثير جداً للقلق”. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو للصحافة “لا يمكن لي القول ما إذا كان سيتخذ قرار اليوم. لكن، بالطبع، نحن متفقون على أن الوضع في شرق المتوسط مثير جداً للقلق ويجب تسويته عبر الحوار”، مضيفاً أن بوريل “يبذل كل الجهود الضرورية” في هذا الاتجاه. يأتي ذلك غداة اتهام أثينا لأنقرة بـ”تهديد السلام” في شرق المتوسط، معتبرةً أن دخول سفينة المسح الزلزالي التركية “عروج ريس” لتلك المنطقة يشكّل “تصعيداً جديداً خطيراً” ويظهر الدور “المزعزع للاستقرار” الذي تقوم به تركيا. وأضافت الخارجية اليونانية عقب اجتماع طارئ لقادة القوات المسلحة أن اليونان “لن تقبل بأي ابتزاز” و”ستدافع عن سيادتها وحقوقها السيادية”. وفي تصريحات متلفزة حض وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس أنقرة على إخراج السفينة عروج ريس “فورا” من المياه اليونانية. وقال ديندياس “نحض تركيا على الخروج فورا من الجرف القاري اليوناني” مضيفا “نوضح أن اليونان ستدافع عن سيادتها”. وهذه أحدث حلقة في سلسلة الخلافات المتعلقة باستكشاف موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط الغني بالغاز، والذي يعد مصدرا للخلافات المتكررة بين تركيا وجيرانها ومن بينهم اليونان وقبرص وإسرائيل. وعلى الرغم من التحذيرات، تصر أنقرة على توسيع أنشطة التنقيب في شرقي المتوسط متجاهلة المجتمع الدولي. وأعلن وزير الخارجية التركي، الثلاثاء، أن تركيا ستوسّع نطاق بحثها عن مصادر الطاقة في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط خلال الأسابيع المقبلة، ما يهدد بتصعيد التوتر مع اليونان. وقال الوزير مولود مولود جاويش أوغلو أوغلو خلال مؤتمر صحافي في أنقرة “اعتباراً من أواخر أغسطس، سنصدر تصاريح بإجراء عمليات بحث وتنقيب جديدة في مناطق جديدة.. من الجزء الغربي لجرفنا القاري”. . وأضاف “نحن مصممون على الدفاع عن مصالحنا”.وبدأت الاثنين سفينة “عروج ريس” التركية للمسح الزلزالي أعمال البحث في منطقة تقع قبالة سواحل أنطاليا التركية بين جزيرتي كريت جنوب اليونان وقبرص. وحددت البحرية اليونانية الثلاثاء موقع السفينة التركية في جنوب شرق جزيرة كريت، يرافقها أسطول تركي، وتراقبها سفن حربية يونانية. وأعلنت تركيا أن “عروج ريس” ستقوم بعمليات بحث بين 10 و23 أغسطس في منطقة تقع بين جزيرة كريت جنوب اليونان و قبرص وقبالة أنطاليا التركية. وتحدث رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ حول التوترات بين بلده وجارته تركيا، وكلاهما عضوان في حلف الأطلسي. وحض ستولتنبرغ على احترام القانون الدولي خلال محادثاته الاثنين مع رئيس الوزراء اليوناني. وكتب في تغريدة “يجب تسوية المسألة انطلاقاً من روح التضامن بين الحلفاء وطبقاً للقانون الدولي”. وكادت أن تقع أزمة مماثلة الشهر الماضي لكن تم تفاديها بعد أن سحبت تركيا السفينة عروج ريس لإجراء محادثات مع اليونان وألمانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. لكن الأجواء توترت الأسبوع الماضي بعد أن وقعت اليونان ومصر على اتفاق لإقامة منطقة اقتصادية خالصة في المنطقة البحرية. وكان غضب اليونان قد ثار في المقابل في نوفمبر 2019 عندما وقعت تركيا اتفاقا لترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الليبية التي تدعمها بالسلاح والميليشيات، في خطوة أثارت قلقا دوليا بشأن تقويض أنقرة لاستقرار المتوسط. وقالت اليونان إن اتفاقها مع مصر ألقى بالاتفاق التركي الليبي في “سلة المهملات”. واعتبر محللون يونانيون أن إصرار تركيا على المضي قدما بخطة تثير جدلا للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، يتعلق في الحقيقة بالهيمنة الإقليمية، وذلك في اليوم الثاني من عمليات استكشاف بدأتها سفينة تركية. وقال المدير التنفيذي لمعهد العلاقات الدولية كونستانتينوس فيليس لموقع ليبرال اليوناني الإخباري “لا أحد يعتقد أن أردوغان أرسل سفينة إلى هذه المنطقة للبحث عن المحروقات. إنه مهتم برفع علمه”. بدوره اعتبر أستاذ القانون الدولي أنغيلوس سيريغوس، وهو حاليا مشرع في الحكومة، لتلفزيون سكاي أن “تركيا تريد أن تظهر أنها القوة المهيمنة في شرق المتوسط”. وأشعل وصول سفينة المسح الزلزالي عروج ريس الاثنين إلى منطقة متنازع عليها بشرق المتوسط، بعد إعلان تركيا استئناف أعمال التنقيب عن الطاقة في المنطقة، التوتر من جديد بين بلدين عضوين في حلف شمال الأطلسي بينهما تاريخ طويل من الشقاق. اقرأ أيضاً: درس من قونية للسلطان أردوغان ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :